أدان الكتاب السعوديون جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، معزين الأردن وشعبه في شهيدهم، ومؤكدين أنهم جميعاً "معاذ الكساسبة"، واصفين "داعش" بالتنظيم الفاجر القذر، الذي أصبحت محاربته واجباً على كل مسلم. وفي مقاله "كلنا معاذ الكساسبة" بصحيفة "المدينة" يقول الكاتب الصحفي إبراهيم علي نسيب "بكل الحزن أكتب (اليوم)، وأشارك الحزنَ إخوتي في الأردن، وأسرة (معاذ) هي أسرتي، وأمّه هي أمّي، وحزنهم هو حزن العالم (كله)، وحجم التعاطف العربي معهم اليوم على فقدهم (أوغر) الصدور كلها ضد (داعش)، هذا التنظيم البربريّ الذي بات يصنع الرعب والموت بطريقة وحشية ودموية فاقت الوصف، والحرب على هذا التنظيم أصبح واجباً على كل مسلم".
أما الكاتب الصحفي خالد السليمان فيركز على صلابة البطل الشهيد معاذ الكساسبة وهو يواجه قاتليه، وفي مقاله "محرقة داعش" بصحيفة "عكاظ" يقول السليمان "الشموخ والصلابة اللذان أظهرهما الطيار الأردني معاذ الكساسبة أمام قتلته وهو يواجه الموت بكل شجاعة رافعا رأسه نحو السماء وكأنه يشير لهم إلى قاضي السماء الذي سيقتص له منهم، هي الرسالة التي يتلقاها هذا التنظيم المتجرد من الإنسانية بأن العالم اليوم أكثر إصرارا على مواجهته ودحره مع كل ما يمثله من قيم متوحشة!".
ويضيف السليمان "داعش يستهدف اليوم صورة الدين الإسلامي، ومن يدافعون عن أعماله أو يبحثون لها عن المبررات عن إيمان أو غفلة هم شركاء له في هذه المهمة الملوثة بالدماء، فتنظيم عقيدته الكراهية ومذهبه الشر ونبراسه الشيطان، هل ما زال هناك من يشك في حقيقته؟!".
وفي مقاله "الشهيد معاذ الكساسبة" بصحيفة "الجزيرة" يقول الكاتب الصحفي جاسر عبد العزيز الجاسر: "لم يكن أحد يتصور أن تصل وحشية ودناءة وكل ما يمكن قوله من كلمات تدني عمل التنظيم الإرهابي والإجرامي داعش.. وضع إنسان في قفص وإحراقه حياً عمل وضيع، أبشع مما تقوم به الوحوش.. والمأساة مأساتنا نحن المسلمين أن هؤلاء المجرمين يزعمون انتماءهم لنا، أي قوم يتبرؤون منكم يا قتلة يا مجرمون، حتى الذئاب لا يشرفها أن تنسبوا إليهم، أنتم أقذر وأحقر قوم، لا أحد يريد أن تكونوا منهم، والذين صنعوكم نجحوا في تدمير صورة الإسلام والمسلمين، وليس فقط في صنع تنظيم إرهابي مجرم، فالحيوانات أشرف منكم وأكثر رحمة".
أما الكاتب الصحفي سلمان الدوسري فيؤكد في صحيفة "الشرق الأوسط" أنه لم يتفاجأ بوحشية داعش، ويقول "وكأننا صحونا فجأة على وحشية وبربرية. وكأننا نتوقع أن يكون لدى «داعش» حد أدنى من العدوانية. وكأن حرقه للطيار الأردني حياً عمل ينافي أدبيات التنظيم الإرهابي وأخلاقياته.. الغرابة والمفاجأة ليستا في توحش الدواعش وهمجيتهم، المفاجأة الحقيقية إذا اعتقدنا يوماً أنهم سيتوقفون عن صدمنا بكل ما هو خارج العقل والمنطق".
ويعلق الدوسري قائلاً: "قصة داعش باختصار أنه لا حدود لفجورهم وساديتهم ووحشيتهم مع الجميع، بل لا حدود لهم حتى مع أعضاء التنظيم نفسه ممن اختلفوا معهم قليلاً ليعاقبوهم بالقتل نحراً. حرق الطيار الكساسبة ما هو إلا سلسلة من أعمال منافية للطبيعة البشرية والإنسانية قام بها داعش، ومع ذلك وجدت من يغض النظر عنها، تارة لأنهم يحاربون الكفار، وتارة أخرى بدعوى مواجهتهم الرافضة الصفويين، وتارة ثالثة لأنهم يدافعون عن «السنة» المستضعفين. سبوا النساء واغتصبوهن ورجموهن، كما ذبحوا الرجال بطريقة لا تقرها الأديان. مئات من القصص الفاجعة والمصورة لجرائم داعش توفرها وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه قصة أخرى، تثبت أن أعمال هذا التنظيم الإرهابية لا سقف لها، ومن يعتقد أن السكوت أو الحياد أو التعاطف المستتر سيكفيه شر الدواعش، فمصيره يكتوي بنارهم ويتلوى من إرهابهم".