اقترح مدير فرع جمعية "كفى" للتوعية بأضرار التدخين بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله الحضريتي إنشاء هيئة وطنية لمكافحة التدخين يستوعب نشاطها جميع مدن ومحافظات المملكة. وبيّن أن الحاجة أصبحت ملحة لإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة التبغ بكل أشكاله، بهدف نشر الوعي التثقيفي بأضرارهما ووقاية أفراد المجتمع من الوقوع في براثنها، وحيث تنطلق تلك الهيئة بخطى وأهداف ثابتة ومتينة، فتُسهم في الحد من انتشار هذا الداء الفتاك (التبغ) بكل أشكاله بين أفراد المجتمع.
ودعا الحضريتي أن تقوم الهيئة بتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي لدى أفراد المجتمع بأضرارهما على الدين و الصحة والمجتمع ، وتقوم بتحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بمكافحته ، وتقوم بتعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال المكافحة ، وتوفير وتطوير البرامج العلاجية للمتعاطين له .
وكذلك تقوم بدعم الدراسات والبحوث ذات العلاقة بمجال مكافحة التبغ ، ومن ثم الاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية في مجال مكافحته ، مبينًا أنه استفاد من برامج الجمعية (كفى) العلاجية والوقائية في عقدها الأول إلى عام 1434ه سبعة ملايين واثنان وعشرون ألفًا وثلاثمائة وخمسة وتسعون مواطنًا ومقيمًا ، مشيرًا إلى أن الإحصاءات العالمية المعلنة تقر بوجود 30 ألف خليجي يموتون سنويًا بسبب أمراض التدخين نحو 23 ألفًا منهم في السعودية. أي أكثر من واحد في الألف سنويًا .
وقدرت دراسة صحية حجم إنفاق السعوديين على التبغ بنحو 14.4 مليار ريال سنويًا بمعدل تدخين 15 مليار سيجارة في العام.
وذكرت الدراسة التي أعدتها جمعية كفى للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكةالمكرمة (كفى) أن نحو 8 ملايين شخص من سكان السعودية أي ما نسبته 40 في المائة من إجمالي السكان مدخنون ، كما تجدر الإشارة إلى وجود وثيقة عمرها أكثر من 80 عامًا وقعها الملك عبد العزيز في عام 1344ه تقضي بتحريم التدخين ومعاقبة متعاطيه لأضراره الصحية والمادية .
وفي السياق نفسه كشف مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول التعاون، الدكتور توفيق أحمد خوجة، أن السعودية ثاني بلد عربي في استهلاك التبغ بعد اليمن .
وأفاد بأن نسبة استهلاك السعودية للتبغ تتراوح بين 5 .17 إلى 20 %، ثم الكويت "17.5 %" والإمارات "12.3 %"، ثم عمانوقطر، مشيرًا إلى أن التدخين ينتشر بين الشباب في المرحلة العمرية بين 13 إلى 15 عامًا.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن متوسط عمر المدخنين في دول مجلس التعاون الخليجي 13.8 سنة، ففي قطر "15 عامًا"، وفي البحرين "12 عامًا"، وفي السعودية "11 عامًا"، وفي اليمن "6 أعوام".
وأوضح خوجة أن المبادرات الابتكارية لجعل المجتمع خاليًا من التدخين يجب الاهتمام بها وإظهارها بالشكل المطلوب للقضاء على آفة التدخين المرتفعة في دول الخليج .
من جهة أخرى أوضح المدير العام التنفيذي لجمعية نقاء محمد بن سليمان المعيوف أن المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي وقَّعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين، التي اشتملت في أحد بنودها على: «زيادة الضرائب على مشتقات التبغ»، مشيرًا إلى أن زيادة الرسوم الجمركية سيكون لها أثر واضح على خفض معدلات استهلاك التبغ، خصوصًا لدى الفئات التي تتلقى نفقتها من الآخرين، كما أن في ذلك ردعًا للمستهلكين الجدد من طلاب المدارس والجامعات.
وأضاف أن التكلفة الاقتصادية للمملكة بسبب استهلاك التبغ وآثاره والرعاية الصحية لأمراضه تجاوزت خمسة مليارات ريال سنويًا.
وفي السياق نفسه هناك إحصائيات تدق ناقوس الخطر كشف عنها، رئيس مجلس إدارة جمعية (نقاء) البروفيسور محمد اليماني أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى وجود ستة ملايين مدخن في السعودية تبلغ نسبة النساء بينهم نحو 10 % .
وقال اليماني :"أعتقد أن أعداد المدخنات في السعودية أعلى من هذه الأرقام، كون هذه الدراسات تعتمد على نظام الاستبانات، ومن المؤكد أن هناك فتيات يكتبن أنهن غير مدخنات بدافع الخوف ولأسباب اجتماعية .
موضحًا أنه ما زال هناك ارتفاع متزايد في نسب التدخين بين الإناث أعلى من الذكور . وبين اليماني في حديثه لبرنامج (نوافذ) أن أكثر من جهة تشعر بالقلق من زيادة نسب المدخنات وعلى رأسها وزارة الصحة عبر برنامج مكافحة التدخين في الوزارة، إضافة إلى الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني.
واعتبر أن هذه الأرقام المعلنة لا تزال أقل من المعدل العالمي في بعض الدول التي تصل فيها نسبة المدخنات إلى 25 % من مجموع المدخنين .
وذكر أن نسبة تدخين الأطفال ترتفع إلى 4 أضعاف إذا كانت الأم مدخنة، معتبرًا أن الانفتاح والضغوط ووجود مدخنين سابقين في المنزل هي من أسباب استهلاك السجائر. ودق اليماني ناقوس الخطر مبينًا أن سن الوقوع في التدخين في السعودية انخفضت إلى معدلات أقل حتى أصبح هناك حالات ظاهرة لمدخنين في المرحلة المتوسطة ، ووجود حالات بين طلاب رابع وخامس وسادس ابتدائي، وهذا مؤشر خطير.
وقال: "عند تسليط الضوء على الشباب والفتيات نجد أن 80 % ممن يقعون في التدخين هم في الفئة العمرية ما قبل ال (18) عاماً، و20 % في المرحلة الجامعية.