أكدت الإحصائيات أن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الرابع عالمياً بين قائمة مستوردي التبغ، وهذا يكلف مبالغ طائلة سنوياً من الأموال نتيجة التدخين بجميع أنواعه. وتشير تقارير وزارة الصحة إلى أن نحو 45% من الرجال مدخنون، ومن جانب آخر بينت التقارير نفسها بأن نحو 25% من نساء المملكة مدخنات في المرحلة العمرية ما بين 25 – 35 عاماً ، فيما تصل معدلات التدخين بين طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية إلى نحو 24%، وتصل تكلفة علاج آثار التدخين وما نتج عنه من أمراض إلى أكثر من خمسة مليارات ريال سنوياً. وحول القضاء على ظاهرة التدخين، فقد دشن الدكتور عبدالحميد البنيان مدير مستشفى الولادة والأطفال نيابة عن مدير صحة الأحساء مهرجان مكافحة التدخين (حياة) بحضور المهندس عدنان العفالق مشرف العام لمجلس اللجنة الاجتماعية الأهلية بالمبرز، والمهندس وليد العفالق رئيس مجلس الكفاح القابضة، عماد النامي المدير التنفيذي، وعادل العثمان مدير العلاقات العامة، وحسين عبدالكريم عبيد، وعدد من كبار المسؤولين والوجهاء، حيث احتوى المهرجان على مجموعة من الفعاليات والهدايا بالإضافة إلى معرض مصاحب للتوعية بأضرار التدخين. وفي تصريح سابق حذرت الجمعية الخيرية السعودية لمكافحة التدخين « نقاء» من التباطؤ في استصدار نظام لمكافحة التدخين بالمملكة، بعد تزايد نسب الأضرار المترتبة على استخدام هذه المنتجات عبر الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية. حيث كشف أمين عام الجمعية سليمان الصبي عن دراسة أعدها برنامج «مكافحة التدخين» قدرت العبء الاقتصادي للمملكة بسبب الهدر في الإنتاجية والوفاة المبكرة فقط بحوالي 25 مليار ريال خلال الفترة من2005م وحتى 2010م وقدرت الواردات من منتجات التبغ الرسمية خلال هذه الفترة بنحو 13 مليار ريال، كما قدر حجم التهريب بحوالي 3 مليارات ريال، أي بإجمالي خسارة اقتصادية بنحو 41 مليار ريال. وحث الصبي الجهات الرسمية على سرعة إصدار هذا النظام لوضع حد لما أسماه استنزاف موارد الاقتصاد السعودي، مبينا أن إنفاق وزارة الصحة سنويا على علاج الأمراض التي يتسبب فيها التدخين يبلغ 5 مليارات ريال. وبين الصبي أن مسحا عالميا لمنظمة الصحة العالمية أن ما نسبته 35% من طلاب المرحلة المتوسطة بمنطقة الرياض جربوا التدخين، الأمر الذي يؤكد أن شركات التبغ مازالت تجد أرضا خصبة لمنتجاتها في السوق السعودي. وتابع قائلا «لاتزال أسعار التبغ في المملكة أقل كثيراً منها لدى الدول المتقدمة، وبالرغم من ارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على واردات التبغ للمملكة، مقارنة بالمنتجات الأخرى، إلا أن معظم الدول ذات الدخل المرتفع، ومن خلال فرض العديد من الضرائب ورفعها بشكل مستمر، استطاعت اقتطاع جزء من أرباح شركات تصنيع وتجارة التبغ لتسديد جزء من الفاتورة العلاجية الناجمة عن «أمراض التبغ»، كما استطاعت تلك الدول في الوقت ذاته أن تحد من نمو استهلاك التبغ داخل أراضيها». من جانبه أشار المشرف العام على مشروع الشيخ حسن العفالق لمكافحة التدخين( حياة ) عبدالحميد بن نفجان النفجان الحملة التي قامت بها ولاية كاليفورنيا في أمريكا لمكافحة التدخين وفرت ما قيمته 86 مليار دولار من نفقات الرعاية الصحية في أعوامها الخمسة عشر الأولى، وحسب ما جاء في أخبار الصحف الأمريكية بأنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فان التدخين مسؤول عن واحدة من كل عشر وفيات بين البالغين في العالم وهو السبب الرئيسي للوفاة في العالم الذي يمكن منعه. وقال بأن في الولاياتالمتحدة يقتل التدخين أكثر من 400 ألف شخص كل عام، ما يعني أنه يجب على الجهات المسؤولة في المملكة وضع خطط سريعة وعاجلة للحد من انتشار ظاهرة التدخين، من حيث تطبيق الضرائب على منتجات التبغ ، بحيث أصبحت التقارير التي أظهرتها وزارة الصحة، لأعداد المدخنين والمدخنات مخيفة، خصوصاً بعد تفشي ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس، والتي بينت تلك الإحصائيات بأن ما نسبته 35% جربوا التدخين، وطلاب المدارس لا زالوا مراهقين، وهم شباب المستقبل، ولكن إدمانهم لتقليد الكبار في شرب الشيشة والدخان، يضعهم على حافة الخطر.