انتقد المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور ماجد بن عبدالله المنيف، الدراسات التي تجريها الجمعيات الخيرية لمكافحة التدخين في مناطق المملكة، وأكد ل «عكاظ» أن هذه الدراسات مجرد اجتهادات غير معتمدة، لم تخضع للمعايير العلمية التأصيلية في طرق البحث العلمي وخطواته. وشكك في مصداقية النسب التي تظهرها هذه الدراسات الموضحة لحجم المدخنين والمدخنات في المملكة، مؤكدا بأنها ليست دقيقة وصحيحة، بل مبالغ فيها. وكشف المنيف من خلال ما لديه من إحصائيات يحتفظ بها برنامج المكافحة في وزارة الصحة، أن نسبة المدخنين بين الذكور البالغين حوالى 35-45 في المائة ولدى طلاب المدارس المتوسطة الذكور 24 في المائة، لافتا إلى أن العبء الاقتصادي والصحي والاجتماعي للتبغ سنويا في المملكة يصل إلى خمسة مليارات ريال. وقال لمواجهة ذلك تأسس برنامج تابع لوزارة الصحة لمكافحة التدخين في المملكة في 23/2/1423ه بعد موافقة وزير الصحة برقم 8116. وألمح بأن رسالة البرنامج تكمن في السعي الجاد الدؤوب للتعاون مع الجهات المعنية، لاتخاذ التدابير الممكنة، الوقائية منها والعلاجية، للحد من انتشار ظاهرة التدخين واستعمال التبغ بين أبناء المجتمع، حماية الأجيال المقبلة من مخاطر هذا الوباء والحد من تأثير التبغ على غير المدخنين. بينما الرؤية تتجه في أن يصبح التدخين واستعمال التبغ بالطرق المختلفة، غير مقبولٍ اجتماعيا، وأن يدرك الجميع بأن التدخين يشكل خطرا كبيرا على صحة الشخص المدخن، ومن يخالطه من غير المدخنين، وعلى المجتمع بصورة عامة، وأن تتكاتف جميع الجهود للوقوف صفا واحدا في مواجهة كل من يروج لاستعمال التبغ القاتل. واختصر المنيف الأهداف التي يسعى البرنامج لتحقيقها في حماية أفراد المجتمع من وباء التدخين وخاصة الشباب، مساعدة المدخنين على سرعة الإقلاع عنه، حماية غير المدخنين من أضرار التدخين القسري وخاصة الأطفال، وتفعيل دور البحوث والتأهيل والتدريب في مكافحة التدخين، مشيرا إلى أن البرنامج أصدر عدة أنواع من الوسائل التوعوية المقروءة تجاوزت في مجموعها 50 مليون مطبوعة خلال خمس سنوات، ودرب وأهل الكوادر اللازمة للعمل في مجال مكافحة التدخين ونفذ دورات تدريبية وتأهيلية للعاملين في برنامج مكافحة التدخين في الوزارة. وكشف عن الخطوات النهائية للدليل السعودي لخدمات الإقلاع عن التدخين الذي شارك في إعداده ومراجعته نخبة من المتخصصين في شتى المجالات الطبية، ومن مختلف القطاعات الصحية والكليات الطبية، معتبرا هذا الدليل منطلقا لتطوير هذه الخدمة والتوسع في إعداد المراكز المقدمة لخدمة الإقلاع عن التدخين. من جانبه كشف رئيس جمعية مكافحة التدخين في المنطقة الشرقية صالح العباد عن الدراسات التي تبين نسبة الشريحة العمرية المتعاطية للتدخين في المنطقة، وتتعلق بطلاب المنطقة من الدمام والخبر والظهران فقط، مبينا أن نسبة المدخنين من الطلاب في المرحلة الثانوية 38،6 في المائة فيما كانت نسبة غير المدخنين في المرحلة نفسها 61،4 في المائة، موضحا أن الدراسة نفسها بينت أن محاولة التدخين لأول مرة كانت لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية بنسبة 26،7 في المائة، بينما كانت في الصف الأول المتوسط بنسبة 17،1 في المائة وفي الصف الثالث الثانوي الأقل بنسبة 1،5 في المائة، موضحا أن الجمعية ستعد خلال السنة الدراسية الحالية استبيانا للوصول إلى نسبة الطالبات المدخنات في مدارس المنطقة، مبينا أن عددهن قليل مقارنة بالطلاب، مشيرا إلى أن عدد المدخنين في المملكة قد يصل إلى ستة ملايين مدخن 10 في المائة منهم نساء، متوقعا أن يصل عدد المدخنين في الشرقية إلى مليون مدخن من بينهم 50 ألف إمرأة مدخنة أي بما نسبته 45 في المائة بين أوساط النساء.