تنطلق اليوم الأحد فعاليات المرحلة الثانية من لقاءات الحوار الوطني العاشر لمواجهة ظاهرة التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، والتي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، في منطقة نجران، بمشاركة نحو 70 من العلماء والمثقفين والمثقفات الذين سيناقشون آثار الظاهرة وتشخيصها وسبل علاجها. ويأتي اللقاء استكمالاً للقاءات التي أقرّها المركز التي ستشمل جميع مناطق المملكة، وبعد أن اختتم المركز لقاءات المرحلة الأولى التي شملت "منطقة المدينة المنوّرة، والحدود الشمالية، ومنطقة تبوك، ومنطقة الجوف".
وسيناقش اللقاء أربعة محاور رئيسة، وهي: "التطرُّف والتشدُّد .. واقعه ومظاهره"، والعوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدُّد، والمخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرُّف والتشدُّد، وسبل حماية المجتمع من مخاطر التطرُّف والتشدُّد.
وأوضح عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، أن جميع اللقاءات الوطنية التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تمثل خطوة مهمة لوضع أسس منهجية مدروسة تسهم في الحد من ظاهرة التطرُّف، وما تعكسه على المجتمع من مخاطر تؤثر في الثوابت الشرعية والوطنية.
وأضاف آل مبارك: إن المركز قد استهل اللقاء الوطني العاشر بمجموعةٍ من اللقاءات، والتي كان أولها في منطقة الحدود الشمالية وتناولت مواضيع عدة رئيسة حول التطرُّف وآثاره في الوحدة الوطنية وأكّدت نتائجها أهمية دور المؤسسات التربوية والإعلامية في نقل الصورة الإيجابية للوطن، وأهمية تسليط الضوء على الجوانب الخفية للتطرُّف، وأهمية إعادة نشر مفهوم الوسطية وتشجيع الحوار داخل الأسرة الواحدة.
بدوره، أكّد عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الشيخ محمد بن صالح الدحيم، أن اللقاء يأتي تأكيداً على أهمية دور المركز في نشر ثقافة الحوار وأهمية المشاركة الوطنية في مواجهة ظاهرة التطرُّف والحد من انتشاره، موضحاً أن المركز منذ تأسيسه كان من ضمن أولوياته مواجهة ظاهرة الغلو والتطرُّف، ونشر مفاهيم الحوار والوسطية والاعتدال.
وأشار إلى أن اللقاءات الوطنية سيستمر عقدها في جميع مناطق المملكة لتحقيق رؤية المركز في إشراك المواطنين والمواطنات في جميع مناطق المملكة في وضع الحلول المناسبة والمشتركة بين الجميع لمواجهة مثل هذه القضايا.
وبيّن أن جميع اللقاءات الوطنية التي أقامها المركز تنبع من حاجة وطنية عامة لمناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والفكرية، معرباً عن أمله الكبير أن تسهم الرؤى والأفكار التي يطرحها المشاركون والمشاركات في الحد من تأثر المجتمع بهذه الظاهرة، مؤكداً أن كل ما يطرح في جميع اللقاءات هو محل اهتمام المركز، كما ستتم مناقشة الأفكار التي طرحت في تلك اللقاءات ودراستها.
من جهة أخرى، ينظّم المركز عدداً من الندوات المصاحبة للقاءات في النوادي الأدبية والجامعات بمشاركة من أعضاء مجلس أمناء المركز؛ للحديث عن المخاطر التي يشكلها وجود الأفكار المتطرفة على سلامة الدين والوطن.
يُذكر أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني كان قد أعلن في وقت سابق، أنه سيخصّص جميع أعماله وبرامجه خلال العام المقبل 1436ه، للتوعية بمخاطر مشكلة التطرُّف من خلال حشد الطاقات الفكرية والثقافية في المملكة للمساهمة في هذا الشأن وأداء دورها في مواجهة هذه المشكلة.