يعتزم "مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني" إطلاق المرحلة الثانية من لقاءات الحوار الوطني العاشر "التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية"، والذي ستبدأ أولى فعالياته يوم الأحد 12 ربيع الآخر 1436ه/ الموافق 1 فبراير 2015م، في منطقة نجران. وفي التفاصيل، قرر المركز تنظيم عدد من الندوات المصاحبة للقاءات في النوادي الأدبية والجامعات، وبمشاركة من أعضاء مجلس أمناء المركز، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها المركز لدفع حركة الحوار في المجتمع السعودي حول إحدى أهم القضايا الفكرية في المملكة، وتشخيص واقع التطرف ودراسة السبل اللازمة لمواجهته؛ من خلال التعرف إلى رؤية أفراد المجتمع بمختلف أطيافهم الفكرية حول موضوع التطرف ومسبباته.
وأوضح معالي "الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق"، رئيس مجلس الأمناء، وعضو هيئة كبار العلماء؛ أن ما طُرح من نقاشات وحوارات إضافية في اللقاءات الأربعة السابقة في المرحلة الأولى من مراحل الحوار الوطني العاشر، وما سيتم طرحه في لقاءات المرحلة الثانية سوف يمكّن المركز، بإذن الله، من بناء رؤية وطنية واضحة حول قضية التطرف المطروحة حالياً على الساحة الاجتماعية والثقافية في المملكة وفي العالم؛ جراء تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب.
وأكد "المطلق" أن البرنامج الذي اعتمده المركز لعقد عدة لقاءات حوارية فكرية في مختلف مناطق المملكة؛ سوف يستثمر آليات الحوار ومناهجه في النقاش وعرض الأفكار وطرح الأسئلة بشكل موضوعي في قراءة واقع التطرف، وسوف تشارك فيها مجموعة كبيرة من العلماء والمفكرين والمهتمين والمهتمات بالشأن العام.
وقال: إن تلك اللقاءات ستسهم في حث مؤسسات المجتمع والتيارات الفكرية بمختلف أطيافها للتفاعل مع هذا الموضوع الهام والخطير في الوقت نفسه؛ للخروج بنتائج تساهم في تقويم المناخ الثقافي والفكري في المملكة، وتحصينه من دعاة التعصب والتطرف.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام للمركز "فيصل بن عبد الرحمن بن معمر"؛ أن البرنامج الذي اعتمده المركز خلال الفترة المقبلة لمواجهة مشكلة التطرف يأتي في إطار جهود المركز المستمرة لتحقيق الأهداف السامية التي بني عليها منذ تأسيسه، لتكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار. وقال "بن معمر": إن تلك اللقاءات تهدف إلى الخروج بآليات محددة يمكن أن تؤدي إلى معالجة مشكلة التطرف، وتؤدي إلى تعزيز مفاهيم الحوار والتعايش ووحدة المجتمع في مواجهة التحديات الحالية.
كما تهدف أيضاً إلى عملية بناء وترسيخ فكرة الحوار كأسلوب للحياة وتقليد ثابت من تقاليد المجتمع السعودي، بعد أن تم الاقتناع بفعاليته كقناة موثوقة في التعرف إلى رؤية المجتمع بمختلف مكوناته وأطيافه الفكرية تجاه القضايا الوطنية الهامة.
وأشار إلى أن هذه اللقاءات تعكس حقيقة التكامل بين جهود جميع مؤسسات المجتمع الفكرية والرسمية والأهلية في المواجهة والتصدّي لمشكلة التطرف، وكذلك تعكس حقيقة المشاركة المجتمعية لجميع أبناء وبنات المملكة في بناء الرؤى الوطنية من خلال الحوار.