انطلقت اليوم الخميس فعاليات المؤتمر العالمي الثاني عشر للندوة العالمية للشباب الإسلامي، بمدينة مراكش بالمملكة المغربية؛ تحت شعار "الشباب في عالم متغير"، بحضور 700 شخصية بارزة. وألقى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح الوهيبي، خلال الافتتاح، كلمة، قال فيها: "نسعد في هذا المؤتمر بمشاركة أحباء الندوة والعمل الخيري من العلماء والدعاة والمفكرين والعاملين في المجال الخيري والدعوي والإنساني، كما نسعد بحضور أهل الخير الذين يساندون رسالة الندوة من (95) دولة حول العالم.
وأضاف الوهيبي أن هذا المؤتمر الذي يحمل شعار "الشباب في عالم متغير"، جاء امتدادا لمعالجة القضايا الشبابية، ويغطي أربعة محاور تدور حول الموضوع الرئيس للمؤتمر، وقد تسلمت الندوة حول هذا الموضوع عشرات البحوث والمقترحات حياله.
وبين أن المؤتمر يعقد في ظروف دولية حافلة بالأحداث الاقتصادية والسياسية ولاجتماعية والفكرية، وقد صاحب ذلك انفتاح إعلامي غير مسبوق عبر القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي، مما أحدث تغيرا كبيرا في الأنماط السلوكية والجوانب النفسية لدى الشباب، مما استدعى النظر في التغيير الحاصل وتجلية مفهومه ومعرفة سننه، كما يقتضي الوقوف بجانب الشباب وترشيد مسيرتهم والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة في أمة تزدان بأن نسبة الشباب فيها هي الغالبة، فأمة الإسلام يشكل فيها الشباب أكثر من 50% من مجموعها.
وأردف الوهيبي أن ما يجري اليوم من أحوال فقر واضطراب سياسي واجتماعي متنام، وتطرف فكري أو جنوح إلحادي؛ لهو مما يقلق المعنيين بأمور الدين والفكر والشباب، فقد اشتدت وطأة الفقر على مجتمعات كثيرة، واضطرابات أحوال بعض البلدان، كما انتقل الغلو لدى فئات الشباب من طور فكري إلى طور العنف وخرج عن الوسطية التي تحترم حق الإنسان في الاختلاف والأمن والعيش الكريم، وولّد هذا الفكر موجات مضادة في بلاد غربية تدعو إلى نبذ الإسلام وتعرّض المسلمون فيها إلى مضايقات مستمرة.
وزاد الوهيبي أنهم لا يمتلكون علاجا لهذه القضايا ولكنهم يأملون من خلال بحوث وندوات ومحاضرات ومشاركات هذا المؤتمر الإسهام في تشخيص أحوال الشباب في هذا العالم المتغير، ويقدم مقترحات، ويسلط الضوء على تجارب شبابية ناجحة من أنحاء شتى فسي العالم؛ لعلها تكون نبراسا يقتدى به في العمل الشبابي.
وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، إن "الندوة" التي تأسست قبل أكثر من أربعين عاماً وهي تكمل دورتها الحادية عشرة تستقبل ممثلي الجمعيات الأعضاء و(700) شخصية من العلماء والمفكرين والباحثين في قضايا الشباب المعاصرة من دول شتى.
وأشار "الوهيبي" إلى أن هنالك معادلة مهمة يرمي المؤتمر إلى مناقشتها، وهي السعي من أجل أن يحافظ شبابنا على هويته وثقافته فيظل قوياً صحيح الروح والفكر والسلوك، مع التفاعل بإيجابية مع متغيرات العصر من دون عزلة ولا انحراف عن المسار الصحيح.
واستطرد: "يتناول المؤتمر قضايا مهمة مثل العولمة والانفتاح الثقافي الإعلامي وقضايا شبابية عديدة تناقش من خلال البحوث وما يعقد في المؤتمر من فعاليات فكرية وثقافية متنوعة كالندوات والمحاضرات وورش العمل.
وتابع: "يجدر بالذكر أن البحوث المقدمة للمؤتمر يتم تحكيمها من قبل لجنة علمية مختصة من أساتذة الجامعات لضمان جودة هذه البحوث التي تغطي أغلب المتغيرات المعاصرة، وتبين الدور المعقود على المؤسسات الرسمية والخيرية والعلماء والمفكرين لتعزيز قيم العلم والعمل والانتماء والتعاون والحوار وغيرها من القيم ذات الصلة بموضوع المؤتمر".
وأكد أن الإعداد لهذا المؤتمر قد بدأ بعيد الانتهاء من أعمال المؤتمر العالمي الحادي عشر للندوة المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا قبل نحو أربعة أعوام، وشكلت لهذا الغرض (7) لجان: اللجنة التحضيرية، ولجنة أمانة المؤتمر، واللجنة العلمية، واللجنة الإعلامية، ولجنة العلاقات العامة، ولجنة الضيافة، واللجنة المالية. واختتم الوهيبي حديثه بالإشارة بإيجاز إلى محاور المؤتمر موضحاً أنها أربعة محاور رئيسة يتبع كل منها عدة فروع: الشباب والتغيير، والشباب والمتغيرات الاقتصادية، والشباب والمتغيرات الثقافية والاجتماعية، والشباب وآفاق المستقبل. الجدير بالذكر أن الندوة العالمية تنظم مؤتمراً عالمياً في مطلع كل دورة (كل أربعة أعوام) يخصص لقضية مهمة من قضايا الشباب المعاصرة، وقد عقدت الندوة (11) مؤتمراً عالمياً عقدت في كل من: الرياض ونيروبي "كينيا" وكوالالمبور "ماليزيا"، وعماًن " الأردن"، والقاهرة "مصر" وجاكرتا "إندونيسيا".
واختتم قائلاً: "نشكر المملكة المغربية على احتضانها هذا المؤتمر وتوفيرها كافة التسهيلات له"، سائلا المولى جل وعلا أن يتغمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بواسع رحمته، وأن يوفق خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين وحكومته لكل خير، وأن يعينهم على تقديم المزيد من الجهود في خدمة الإسلام والمسلمين.