توقَّع ممثل الاتحاد العالمي للسكر الرئيس التنفيذي للجمعية القطرية للسكر، الدكتور عبدالله الحمق، أن يتم استخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري خلال العامين القادمين؛ إذ يسعى الباحثون إلى تطوير هذا العلاج بالتعاون مع معهد السرطان في بوسطن. وكشف أمس خلال اختتام المؤتمر الدولي لمكافحة وباء السكري 2030 "هل نحن مستعدون؟"، الذي تنظمه الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالتعاون مع الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، أن التوصل إلى علاج ناجع لداء السكري بات قريباً. وتتلخص فكرة العلاج في إنتاج خلايا "بيتا" من الخلايا الجذعية التي لا تحارب الجهاز المناعي.
وقال إن هذا العلاج سيساعد على حفظ توازن الجهاز المناعي، وسيكون بديلاً لمضادات السكري الاعتيادية وعلاجاً ناجعاً للمرض من خلال مراحل عدة، وسيوفر ما يقارب من 25 % إلى 30 % من تكاليف أدوية السكر المتعارف عليها.
وأضاف الحمق بأن نسبة الإصابة بالسكري ارتفعت في الآونة الأخيرة بدءاً من الثمانينيات حتى عام 2014 نتيجة لتغير نمط المعيشة في منطقة الخليج وقلة الحركة وعدم الاعتماد على الوجبات المنزلية واستبدالها بالوجبات السريعة.
وقال إن نسبة الإصابة تبلغ 3 % سنوياً من معدلات السكري على مستوى العالم، واعتبر نسبة الإصابة بالسكري في السعودية هي الأعلى على مستوى دول الخليج.
وتابع: نحرص على أن يكون هناك اتصال مباشر بيننا وبين الجهات الحكومية، وتختلف استجابة كل جهة حكومية في دول الخليج والتوجُّه الآن هو للمؤتمرات العلمية التي تعنى بالسكري، ولا بد من مشاركة فاعلة لأصحاب القرار وسد الفجوة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الصحية والاهتمام بقضية النشء الجديد. ومن الملاحظ عدم الاهتمام بالأطفال المصابين بالسكري؛ فلا بد من تعميم فكرة برنامج حقوق مرضى السكري على غرار ما هو معمول به في دولة قطر، وزيادة العامل التوعوي.
وأشار إلى وجود اهتمام عالمي من الجمعيات العالمية التي تهتم بالسكري، وقال إنه يعقد مؤتمراً عالمياً بهذا الخصوص كل سنتين لبحث مستجدات المرض وآخر تطوراته ووسائل علاجه. ويتعدى عدد هذه الجمعيات 200 جمعية، إضافة إلى المجموعة الأوروبية للسكري.
وشدد الحمق على قضية الوقاية من خلال التثقيف الصحي، ومحاولة تقليص تكاليف علاج السكري التي استنزفت من ميزانيات وزارات الصحة في الخليج أكثر من 25 %؛ ما يستدعي اتخاذ كل التدابير اللازمة لمكافحة المرض.
وأوصى المؤتمر بمشروع وطني لمكافحة السكر والسمنة بالسعودية، يضم 9 جهات حكومية، تتبنى العمل على الحد من الارتفاعات المخيفة لمرضى السكري والسمنة قبل الوصول إلى "الهاوية"، خاصة بعد أن كشف الاتحاد الدولي للسكر أن السعودية بحلول عام 2030م يرتفع عدد المصابين بالسكري بها من 24 % إلى 50 % في ظل غياب البرامج وتوحيد جهود الوزارات ذات العلاقة، فيما يتوقع الاتحاد الدولي للسكر إصابة 500 مليون شخص بالعالم في عام 2030م.
وكان الأمين العام للجمعية، الدكتور كامل سلامة، قد أوضح أن السعودية تتصدر المرتبة الأولى في نسبة تفشي مرض السكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ إذ إن نسبة التفشي وصلت إلى 24 %، وعالمياً تتبوأ السعودية المركز السابع في نسبة تفشي مرض السكري بحسب الإحصائيات الرسمية الموثقة.
وأكد أن السعودية هي الأعلى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تفشي السكري من الدرجة الأولى في الفئة العمرية بين 10-14 سنة، في ظل وجود 31 طفلاً من كل 100 ألف طفل يصاب بالسكري من النوع الأول.
ولفت إلى أن السعودية تأتي في المركز الخامس عالمياً والثالث خليجياً في السمنة؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن 36 % من سكان السعودية مصابون بالسمنة، 44 % من النساء، و26 % من الرجال، ونسبة تفشي السمنة بين أطفال السعودية هي 18 %، بمعدل 3 ملايين طفل سمين، 50 % منهم معرضون للإصابة بالسكري.
وتابع بأن إحصائية السكان بالسعودية لعام 2012 توضح أن هناك 7.5 مليون سعودي مصابون بالسمنة بسبب قلة الحركة؛ إذ وجدت الإحصائية أن 33 % من الرجال و50 % من النساء لا يمارسون الرياضة.
وكشف سلامة أن تكلفة علاج المريض 1333 دولاراً للفرد سنوياً، فيما ميزانية السعودية لعام 2014م 236 مليار دولار، نسبة ميزانية وزارة الصحة 29 مليار دولار، وكانت تكلفة علاج مرضى السكري تقارب 10 مليارات دولار، أي 34 % من ميزانية وزارة الصحة تُصرف على علاج السكري.
وقال إن إحصائيات الاتحاد الدولي للسكر تحذر من ارتفاع نسبة المصابين بالسكري في السعودية من 24 % إلى 50 %، وإصابة 500 مليون شخص بحلول عام 2030م، التي حددتها بأن يتحول مرض السكري إلى وباء.