وصفت الكاتبة والباحثة التربوية قمراء السبيعي أطروحات وتوصيات منتدى "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" الذي نظمه مركز السيدة خديجة بنت خويلد، التابع للغرفة التجارية الصناعية بجدة, ب "الشاذة", مؤكدة أن المنتدى تجاهل قضايا المرأة السعودية الحقيقية وحقوقها, وتساءلت: أين المنتدى من حقوق المرأة المعلقة، والمرأة المطلقة، والأرملة، وممن يفتقدن من يعيلهن ويعيل أطفالهن، والمرأة التي تتعرض للإساءة من قبل وليها من خلال استخدامه للقوامة بشكل خاطئ، إضافة إلى الفتيات اللاتي يعانين صنوف الألم من التفكك الأسري. ورفضت السبيعي وصف المرأة التي تربي أبناءها وترعى شؤون أسرتها في بيتها ب "المرأة العاطلة"، كما جاء في المنتدى. وقالت: لم نرَ منهم في هذا المنتدى ولا غيره إلا المطالبات بعمل المرأة في بيئات مختلطة بحجة أن ذلك يحقق كيانها! متجاهلين القيمة الاقتصادية من عملها في منزلها . وقالت السبيعي ل "سبق": إن البنية السعودية الحالية كافية لتنشيط العمل عن بعد، وأشارت إلى توصيات دراسة علمية تطلب من وزارة العمل تنظيم العمل عن بعد، واعتماده كنوع من العمل المنتظم، وذلك بتحديد مجالاته، والأجور، والإجازات، والعمل الإضافي، وغيرها، ولكننا للأسف لم نر وزارة العمل تدعو إليه في المؤتمر، ولم تشر إليه قط، وهي المعنية به! لاسيما أنه يكفل 4 ملايين وظيفة كمرحلة تطبيق أولية !
وطالبت "السبيعي" بدفع رواتب شهرية من الضمان الاجتماعي للمرأة العاملة في بيتها، والمرأة المحتاجة، ورفضت تركيز المنتدى على بطالة الفتيات دونما الإشارة إلى الشباب، على الرغم من أنهم الأحق بالوظيفة لوجوب النفقة عليهم، فالمعنى الحقيقي للبطالة هو ترك الشباب بلا عمل، وإن أغفل هذا الأمر سيترتب على خروج المرأة وإنفاقها عدد من المشكلات، منها: التفكك الأسري، وزيادة القوى العاملة الأجنبية للمساعدة في تدبير أمور الأسرة والشؤون الداخلية في المنزل، وانتشار الجرائم في ظل غفلة الأهل، وصولاً إلى خلخلة كاملة للنظام الأسري، إضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاق والعنوسة، وقد ذكر الدكتور سليمان العقل في دراسة نشرت عام 1426ه أن 30 % من أفراد العينة يرون أن خروج المرأة للعمل يؤدي إلى إنهاء الحياة الزوجية وبلغة الأرقام فإنَّ عدد العاطلين السعوديين عن العمل حتى 2009 ارتفع إلى 448547 عاطلاً مقارنة ب 416350 عاطلاً في عام 2008! وتساءلت "السبيعي": لماذا نرى تجاهل معالجة مشكلة بطالة الشباب أو حتى الإشارة إليها في المنتدى؟! رغم أن هناك دراسة حديثة قدمت من إدارة الموارد البشرية "هدف" أظهرت أن 70 % من الموقوفين في السجون من العاطلين عن العمل (صحيفة الرياض، 24 ذو الحجة 1431ه)، فما المبررات التي أعاقت طرح هذه المشكلة بنسبها العالية في المنتدى وغيره؟ ولماذا نرى تجاهل البحث عن الحلول الواقعية التي تنطلق من استشعار خطرها على الأسرة والمجتمع، وتنعكس بالتالي على التنمية الوطنية المأمولة من الشباب . ورفضت الكاتبة "السبيعي" تصوير ارتباط التنمية بالاختلاط، وتعجبت من تصوير المرأة السعودية بهذه الصورة التي تؤيد الاختلاط! وأنها تسعى للعمل في بيئاته! وينشر ذلك إعلامياً وكأنه اهتمام لكل امرأة سعودية "وأؤكد أن هذه الصورة المستحدثة للمرأة السعودية لا تمثلنا أبداً كنساء سعوديات". ووجهت قمراء السبيعي دعوة عامة إلى كل أخت مهتمة بهذا المجال، ولكل خريجة تسعى إلى المشاركة في التنمية الوطنية الحقيقية، ولكل إعلامية أمينة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية بيئات العمل الآمنة، كالعمل عن بعد "ستعقد يوم الاثنين الموافق 7 محرم 1432ه، إن شاء الله تعالى، ندوة بعنوان "البيئة التنظيمية والتشريعية لنظام العمل الجزئي والعمل عن بعد للمرأة في المملكة العربية السعودية" وبرعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز، ومن تنظيم كرسي بحث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع بجامعة الملك سعود، بالتعاون مع مجلس الغرف الصناعية، وذلك بمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة، في قاعة خديجة بنت خويلد، وسيصاحب الندوة ورشة عمل لتدريب الخريجات في مجال إدارة المشروعات الصغيرة من المنزل".