أكدت توصيات ندوة" البيئة التشريعية والتنظيمية للعمل الجزئي والعمل عن بعد للمرأة في المملكة العربية السعودية " ، التي نظمها على "كرسي بحث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع بجامعة الملك سعود،" بالتعاون مع مجلس الغرف الصناعي, على نشر ثقافة الوعي بمفهوم العمل عن بعد وأهمية تطبيقه اقتصادياً ، واجتماعياً ، فضلاً عن عوائد البيئة ذاتها, ودعت التوصيات إلى إنشاء هيئة وطنية مستقلة لتطوير آلية وأنظمة العمل المرن ( العمل عن بعد ، العمل الجزئي ، العمل من المنزل ) في المملكة العربية السعودية ، تتكون من جميع الجهات ذات العلاقة كوزارة العمل ، والخدمة المدنية ، والمالية ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وشركات الاتصالات, ووضع التنظيمات الرسمية التي تنظم العمل الجزئي والعمل عن بعد ، والعمل بها كنظام معتمد في نظامي الخدمة المدنية والعمل في المملكة العربية السعودية . كما دعت توصيات الندوة التي تنفرد بها "سبق" إلى ربط جميع خطط التنمية الوطنية المستقبلية باستراتيجيات العمل عن بعد ، وتوحيد أهدافها ,و تبني نظام العمل عن بعد في توظيف المرأة السعودية في القطاعين الحكومي والخاص ,ودعوة الجامعات والمراكز البحثية في المملكة إلى إجراء دراسات علمية وبحوث استطلاعية في مجالات العمل المرن ، كالعمل عن بعد ونظام العمل الجزئي ,كما دعت الندوة الإعلام بوسائله المتنوعة إلى التعريف بأنظمة العمل المرن ( العمل عن بعد ، العمل الجزئي ، العمل من المنزل ) ، وأهميتها ، والإيجابيات المترتبة على تطبيقها على مستوى الأسرة والمجتمع, وتوفير بيئة عمل آمنة للمرأة في المملكة العربية السعودية بما يتناسب مع أحكام الشريعة الإسلامية وضوابطها الشرعية, والإفادة من الدراسات العلمية ، وقوانين الدول المتقدمة في عمل المرأة عن بعد ، وإعادة صياغة بنودها ، و موادها بما يتوافق مع تعاليم شريعتنا الإسلامية السمحاء , وضع خطة إستراتيجية وطنية لتطبيق أنظمة العمل المرن ( العمل عن بعد ، العمل الجزئي ، العمل من المنزل ) في المملكة العربية السعودية . وقد شهدت الندوة حضور كبير غصت به قاعة خديجة بنت خويلد بمركز الدراسات الجامعية بعليشة ،واكدت المشرفة على كرسي مؤسسة عبدالرحمن الراجحي الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان ،إنَّ الندوة تأتي استجابة لأهدافها في سبيل دعم وتنمية المرأة بالمملكة، واستشراف الدور المستقبلي المأمول لها في بناء المجتمع، وإدراكا ًمنا لأهمية مخرجات هذه الندوة والمتمثلة في دراسة الإجراءات التي تضمن حق المرأة السعودية في بيئة عمل مرنة ، وفي بيئة عمل آمنة ، و استجابة للتحديات التي تعوق مشاركة المرأة حاليا في سوق العمل من خلال : ضعف الفرص الوظيفية المتاحة ، وأدوار المرأة في الأسرة والتنشئة الاجتماعية من جانب آخر. وعبرت صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز ، عن سعادتها عن موضوع الندوة الذي يتناول عمل المرأة عن يعد موضوعا ًشائقاً بالنسبة لها ، وذكرت أنَّ ذلك من صميم عملي ونشاطي اليومي في جمعية النهضة النسائية ، فعمل المرأة ليس ترفاً بل ضرورة حياة ووجود . وأضافت قائلة : ليكن همنا مساعدة المرأة على الحصول على عمل ، ومنها العمل عن بعد ، فهذا الهدف إذا تحقق تحققت حماية المجتمع فعلينا بكل الطرق المتاحة أن نعمل لسد هذا الثغر ، فتحقيق العمل للمرأة الباحثة يعد حلاً لمشكلة اجتماعية ملحة ، ولتحقيقه لابد من إيجاد أنظمة وقوانين تحمي المرأة العاملة ، وتوفر لها البيئة الموائمة للعمل وتتناسب مع تعاليمنا الدينية ، فعلينا أن نسرع في حل هذه المعضلة بكل الطرق المتاحة وكل حسب قدرته وإمكانيته. وقد افتتحت الجلسة الأولى للندوة التي كانت بعنوان "البيئة التنظيمية والتشريعية للعمل الجزئي والعمل عن بعد في المملكة العربية السعودية" برئاسة الدكتورة منيرة بنت سليمان العلولا ، وذكرت أنَّ موضوع الندوة موضوع اهتمت به القيادة الحكيمة وذلك بتفعيل عمل المرأة وإتاحة الفرص لها بالتدريب والتوظيف وفق ماتسمح به نظم الشريعة الإسلامية في الأعمال المتاحة التي تتناسب مع إمكانات المرأة وقدراتها، وأشارت أن أبرز ما صدر هو قرار مجلس الوزراء 120 الذي نص على تكليف إدارات ومؤسسات الدولة على إيجاد فرص التعليم والتدريب والتوظيف للمرأة خاصة، وكان لهذا القرار نتائج جيده منها: 1. إنشاء المعاهد التقنية العليا للبنات التي تدرب المواطنات السعوديات على مهن كانت حكراً على الوافدات فأتاحت للبنات فرص وظيفية عملية في القطاع الخاص والقطاع الحكومي. 2. تشكيل لجنة تفعيل عمل المرأة من المنزل. وذكرت "العلولا" أن العمل عن بعد والعمل الجزئي طارئ على المملكة، ولم يكن له قوانين تشرعه، وأن هناك عدة جهود تبذل، ومن هذه الجهود : تشريع العمل عن بعد وتنظيمه وذلك من خلال مايقام من ندوات وملتقيات مثل ملتقى العمل عن بعد الفرص والتحديات ا، لذي عقد في القصيم وخرج ولله الحمد بتوصيات وشكلت لهذه التوصيات لجان. وتناولت الدكتورة سعاد الحارثي في الورقة الأولى : استراتيجيات العمل عن بعد لمواجهة التحديات المستقبلية في بيئة منظمات الأعمال ، وأشارت إلى أنَّ العمل عن بعد توجه عالمي في بيئة الأعمال، وأكدت العديد من الدراسات الحديثة أن العمل عن بعد يعطينا فرصة للتنوع الثري ، وأضافت أنها لمست الحرص من سيدات الأعمال في المنتدى الاقتصادي قبل ثلاث سنوات لتطبيق العمل عن بعد ، وهناك إحصائية عملتها سيسكو عن العمل المرن أشارت إلى أنَّ 66% من العينة مستعدين للعمل من أي مكان وفي أي زمان مع راتب أقل بشرط عدم الحضور للمكتب. وتعرضت الدكتورة حنان بنت محمد الجويعد في الورقة الثانية : البيئة التشريعية لنظام العمل عن بعد والعمل الجزئي للمرأة في المملكة العربية السعودية ، وتساءلت : هل هناك دوافع لتبني العمل الجزئي للمنظمات والأفراد؟! وأجابت أن بالنسبة للمنظمات فالدوافع هي : تقليل البطالة ، و الاستفادة من القوى الوطنية ، وتحسين مهارات الموظفين ، وجذب الموظفين الجدد ، أما الدوافع بالنسبة للأفراد فهي : تمكين الطلاب من متابعة دراستهم ، وتمكين الأمهات من رعاية أطفالهم، و التسهيل لمن يعاني من ظروف مرضية. وأشارت إلى اللائحة المقترحة لتنظيم العمل عن بعد المقدمة من قبلها لمنتدى العمل عن بعد الفرص والتحديات المقام في القصيم ، والتي اشتملت على 13 فصل و58 مادة ، وشكلت لها لجان ودرست ،ورفعت للمقام السامي وينتظر أن تقر. ورأست الجلسة الثانية الدكتورة وفاء بنت محمود طيبة ، وكانت بعنوان : الأنظمة والخبرات المحلية والدولية في مجال العمل المرن للمرأة ، و تناولت أ. هدى بنت عبدالرحمن الجريسي في الورقة الأولى : تنظيم مجالات بيئة العمل من المنزل للمرأة في المملكة العربية السعودية ، وذكرت أن العمل من المنزل هو مصطلح آخر للعمل عن بعد لكنه محدد بمقر العمل الفعلي وهو المنزل ، وأشارت إلى أنَّ الاستثمار من المنزل يختلف عن مفهوم الأسر المنتجة، فالأسر المنتجة مجموعة من الأفراد من أسرة واحدة تمتلك استعدادا ًوقدرة ومثابرة لإنتاج منتج وطني. وتناولت الباحثة منيره بنت محمد العسيري في الورقة الثانية: التجارب الدولية لنظام العمل عن بعد والعمل الجزئي ، وذكرت أنَّ من أبرز الدوافع للعمل عن بعد والعمل الجزئي : مشكلة البطالة ، فكثير من الدول التي مرت بأزمة اقتصادية اتخذت العمل الجزئي والعمل عن بعد حل لمعضلة البطالة، ومن الدوافع أيضاً: أنها حل مناسب للازدحام المروري والتلوث البيئي. وأشارت إلى أبرز التجارب الدولية في العمل الجزئي والعمل عن بعد: كتجربة الولاياتالمتحدة في تبني سياسة أنظمة العمل عن بعد ، حيث تعد الولاياتالمتحدة من أول الدول التي وجدت فيها تنظيمات وقوانين للعمل عن بعد على المستوى الحكومي في عام 2004م ، أما في العمل الجزئي تعتبر هولندا أنموذجا لدول الاتحاد الأوربي، ومن التجارب العربية: تجربة دولة الإمارات العربية في تنظيمها للعمل الجزئي ، وذلك في لائحة تنفيذية صدرت عام 2008م. وتناولت أ.هيفاء بنت عبدالعزيز الحسيني في الورقة الثالثة : نظام العمل في المملكة العربية السعودية والمرأة الواقع والطموح ، وتطرقت إلى الجهود المعتمدة لزيادة فرص العمل للمرأة السعودية، وأهم القرارات التي صدرت لزيادة فرص عمل المرأة ، وألقت الضوء على الفرق بين القطاع الخاص والقطاع العام. وبعد ذلك أعلنت د. موضي بنت محمد الدغيثر توصيات الندوة التي من شأنها تطوير أنظمة عمل المرأة في المملكة العربية السعودية ، وذلك انطلاقاً من تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء التي تكفل للمرأة حق العمل في بيئة عمل شرعية نظامية آمنة ، لتسهم في تنمية مجتمعها ، بما يستجيب لحاجاتها، ويؤمن لها الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي . وقد تخلل الجلستين معرض البرامج التمويلية والتدريبية للعمل عن بعد والمشروعات الصغيرة ، ومن أهم الجهات المشاركة في المعرض : كرسي أبحاث المرأة السعودية ودورها في تنمية المجتمع ، مجلس الغرف السعودية ، باب رزق جميل ، صندوق تنمية الموارد البشرية ، بنك الرياض ، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، مركز باحثات لدراسات المرأة ، جامعة الأميرة نورة ممثلة في وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة . وصرحت المشرفة على كرسي أبحاث المرأة بجامعة الملك سعود د. نوره بنت عبدالله بن عدوان ل"سبق" قائلة : أن الندوة تهدف إلى تنظيم مجالات بيئة العمل عن بعد، و مناقشة الآليات التشريعية لعمل المرأة بنظام العمل الجزئي والعمل عن بعد ، وصولاً لتطوير بيئة وأنظمة وتشريعات عمل المرأة في المملكة، الأمر الذي يؤسس لأنظمة عمل مرنة تتوافق مع دورها في المجال الأسري. وأشارت الدكتورة نورة بنت عبدالله بن عدوان إلى أنَّ الندوة سعت إلى تأسيس اللوائح التنظيمية والتشريعية لتطبيق نظام العمل المرن، و تبني سياسات تشغيل متطورة ومرنة من شأنها تشجيع تطبيق أسلوب العمل الجزئي والعمل عن بعد في المجالات الملائمة ، و تطبيق مفهوم العمل عن بعد بشكل أوسع في القطاعين الحكومي والخاص، الأمر الذي يعزز الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة والأسرة، و يساعد المرأة في المملكة العربية السعودية على أداء أدوارها في المجال الخاص في الوقت الذي تستفيد فيه من فرص العمل المتاحة عن طريق العمل عن بعد و العمل الجزئي. وأكدت أيضاً على أنه سيتم الرفع بالتوصيات للجهات المعنية ، كمجلس الشورى ، ووزارة العمل ، والخدمة المدنية ، وجميع الوزارات المعنية بتطبيق لوائح وأنظمة العمل الجزئي والعمل عن بعد للمرأة السعودية ، وتوجهت بالشكر ابتداء للأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز لتشريفها هذه الندوة ، ولجامعة الملك سعود ، ولمؤسسة عبد الرحمن الراجحي ، وجميع المشاركات ، والجهات الداعمة . وفي تصريح خاص ل"سبق" ذكرت الكاتبة قمراء السبيعي – عضو الفريق البحثي بكرسي أبحاث المرأة السعودية – قالت: وجدنا ولله الحمد إقبالاً كبيراً من الحضور النسائي، من الطالبات والأكاديميات والموظفات وربات المنازل، بل هنالك من تكبدت عناء السفر من جدة ، والمنطقة الشرقية و القصيم لحضور الندوة، وأغلقت القاعة أبوابها لامتلائها تماماً عند بداية الجلسة الأولى مما يدل على اهتمام الفئة المستهدفة من نساء الوطن بالعمل عن بعد ، والتعرف على آلياته، واستراتجياته لمواجهة التحديات المستقبلية في بيئة منظمات الأعمال، إضافةً إلى الأنظمة والخبرات المحلية والدولية في مجال عمل المرأة المرن ، وغيرها الكثير من أطروحات الندوة المباركة. وأضافت " السبيعي " تم توزيع استمارة استطلاع رأي للحاضرات تضمنت إبداء رأي المرأة السعودية في العمل عن بعد ، وبلغت نسبة المؤيدات له (96.66% ) ، في حين بلغت نسبة غير المؤيدات ( 1.6 %) ، وهي ذات النسبة أيضاً للنساء اللاتي كنَّ محايدات . وبلغت نسبة من يرغبن في ممارسة العمل عن بعد (86.66%) ، في حين بلغت نسبة من يرفضن ممارسة العمل عن بعد (8.33%) ، وبلغت نسبة النساء المحايدات (5%) . وأضافت " السبيعي " أنَّ أفراد العينة ذكرن أهم الأسباب لرغبتهن في ممارسة العمل عن بعد ، منها : ( إتاحة فرصة التوازن للمرأة لرعاية كافة شؤون أسرتها و ممارسة مهام عملها من المنزل ، توفير فرص جديدة للمرأة تكفل لها العمل في بيئة بعيدة عن الاختلاط ، ملائم لطبيعة المرأة ووضعها الاجتماعي ، التخلص من زحمة المواصلات ، زيادة الدخل ..) . وأضافت الكاتبة قمراء السبيعي أن َّ العينة الاستطلاعية اقترحت قائمة بأهم الأعمال التي يمكن للمرأة السعودية ممارستها عن بعد : ( التسويق ، إدارة المواقع والمنتديات الالكترونية ، التصميم ، ممارسة مهام الصحافة الالكترونية ، ممارسة أعمال الحاسب الآلي ، الإعلانات ، طباعة الأبحاث ، النشر الالكتروني ، أعمال الترجمة ، البرمجة ، المحاسبة ، الأعمال البنكية ، إدخال البيانات ، ممارسة الأعمال الإدارية ، تقديم الاستشارات القانونية ، والأسرية ، والاجتماعية ، التدقيق اللغوي ، الأعمال المكتبية ... ) . وختمت " السبيعي " بالتذكير بانعقاد ورشة العمل التدريبية بعنوان (كيف تديرين مشروعك من المنزل)بمشاركة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ، يوم الثلاثاء 15/ محرم/ 1432ه ، الموافق 21/ 12/2010م ، وللاستفسار: الاتصال على هاتف رقم: 014500790 فاكس: 012182289 ، وتستهدف الورشة كل خريجة ، وكل مهتمة بمجال العمل عن بعد والعمل الجزئي ، سائلة الله تعالى أن يوفق الجهود الوطنية الغيورة ، ويبارك فيها ، ليعم نفعها على المجتمع بشكل عام ، وعلى المرأة السعودية بشكل خاص .