نجحت المبادرة الوطنية للسلامة المرورية "الله يعطيك خيرها" منذ انطلاقتها مطلع العام 1435ه، في تحقيق الكثير من أهدافها العامة التي أنشئت من أجلها. وباتت هذه المبادرة- وهي حملة وطنية توعوية متخصصة في السياقة الآمنة- في شهور قليلة من عمرها؛ من أكثر المبادرات التي تؤثر إيجاباً في أفراد المجتمع السعودي، وبخاصة فئة الشباب؛ لتحثَّهم على الالتزام بقواعد المرور التي تضمن لهم السلامة، ولعل أهم نجاح حققته على أرض الواقع، هو تراجع نسبة الحوادث المرورية 9%.
والمبادرة التي أطلقتها جمعية الأطفال المعوقين، بالتعاون مع وزارة الداخلية، ممثلة في الإدارة العامة للمرور، حظيت بدعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والذي دشن النسخة الأولى منها، إلى جانب دعم وزارات، وشخصيات عامة، رأت أن المجتمع السعودي في حاجة قصوى إلى مثل هذه المبادرات؛ للحد من تفاقم أعداد الحوادث المرورية. وتهدف الحملة في المقام الأول إلى التوعية بأنظمة السلامة المرورية، وتعزيز الوعي المجتمعي بالقوانين المرورية، وتحفيزهم على الالتزام بها؛ إذ تشكل الحوادث المرورية وما يتبعها من آثار سلبية هاجساً اجتماعياً واقتصادياً للفرد والأسرة والاقتصاد؛ حيث تكبد الحوادث سنوياً الاقتصاد الوطني ما يقارب 21 مليار ريال، تتوزع بين الرعاية الصحية والتعويضات الطبية وفقدان للعناصر المنتجة، وساعات العمل والقوى العاملة، يضاف إلى ذلك المعاناة الاجتماعية والاقتصادية لذوي المعاقين جراء الحوادث.
بيئة مرورية وفيما تحدد الحملة أهدافها العامة في إيجاد بيئة مرورية آمنة لتحقيق السلامة المرورية، وتحفيز الشباب بالالتزام بالأنظمة المرورية، وتأصيل مفاهيم وقيم نظام المرور لدى فئة الشباب، وتحقيق أساليب القيادة الآمنة لديهم ، وتأصيل مفاهيم قيم الالتزام بالأنظمة المرورية لدى الشباب لتحقيق السلامة المرورية؛ فهي تحدد رسالتها في إيصال الرسائل الاتصالية لكافة شرائح المجتمع؛ وتحفيز الشباب على مراعاة أنظمة وقواعد المرور من خلال الجوائز التحفيزية. وللمساهمة برقي البيئة المرورية؛ أعلنت الحملة عن جائزة كبرى، من ضمن شروطها: أن "يحمل المرشح رخصة قيادة سارية المفعول أو تصريحًا؛ حسبما ينص عليه نظام المرور ولائحته التنفيذيّة، وأن يكون مواطنًا أو مقيمًا إقامةً نظامية على أرض المملكة العربية السعودية، وأن يكون عمره بين 17 و 40 سنة، وأن يكون سجله خاليًا من المخالفات المرورية، وأن يقوم المرشح بترشيح نفسه على رابط المسابقة في موقع مبادرة (الله يعطيك خيرها) وإدخال بياناته صحيحة".
حوادث المرور وبينت إحصاءات رسمية أن المملكة تفقد يومياً قرابة 20 شخصاً بسبب الحوادث المرورية: 70 في المائة من فئة الشباب، وقرابة 35 إعاقة جديدة يومياً؛ بسبب الحوادث، و30 في المائة من أسرة المستشفيات مشغولة بمصابي حوادث المرور، و80 في المائة من الإعاقات الحركية المسجلة في المملكة؛ بسبب حوادث مرورية، نتجت عن 1400 حادث بشكل يومي، وخاصة أن عدد المركبات في المملكة قرابة تسعة ملايين و600 ألف مركبة، وتدخل في الخدمة 600 ألف سيارة كل عام؛ بحسب إدارة السلامة المرورية في الإدارة العامة للمرور. ولذلك جاءت فكرة حملة "الله يعطيك خيرها"، والتي وجه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ بإضافة لفظ الجلالة لتتحول من "يعطيك خيرها" إلى "الله يعطيك خيرها"، كمبادرة وطنية تنشر الوعي وتزيد من رفع مستوى المسؤولية لدى السائقين، وخاصة أن 85 في المائة من الحوادث المرورية بأسباب العامل البشري. وتضيف الإحصاءات أن 66 في المائة ممن تفقدهم المملكة بسبب الحوادث المرورية كان بالإمكان إنقاذهم بعد قدرة الله -سبحانه وتعالى- لو التزموا بالمعايير المرورية، وهو دور هذه المبادرة في توعية المواطنين؛ من خلال مشاركة وزارة الثقافة والإعلام بهذه المبادرة، وهي التي خصصت برنامجاً تلفزيونياً يذاع من القناة الأولى والقناة الرياضية الأولى وإذاعة جدة؛ لتساهم في نشر الوعي الذي حظي بمشاهدات عالية بلغت قرابة مليوني مشاهدة، كما شكل إقبالاً رائعاً على أعمال الفريق التطوعي في الميدان الذي قدم عملاً لافتاً.
قطاعات الدولة وجاءت حملة "الله يعطيك خيرها" في نسختها الأولى على مستوى منطقة الرياض؛ نتاج جهد بذله الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، وفريقه المحترف في جمعية الأطفال المعوقين وشركاؤهم من الوزارات وقطاعات الدولة الداعمة؛ كوزارة الداخلية، ممثلة في الأمن العام والإدارة العامة للمرور، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ووزارات التربية والتعليم، والصحة، والنقل، وهيئة الطيران المدني. وتواصل الحملة نجاحها في مختلف مناحي أنشطتها في الشارع المحلي، وعلى الأصعدة المرئية والمسموعة والمقروءة؛ تكاملاً مع الحملة الوطنية التي بادرت بها جمعية الأطفال المعوقين تحت ذات المسمى، مع نيل الحملة والبرنامج التلفزيوني المصاحب دعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. وبالتزامن مع الحملة في نسختها الأولى، أعلنت الإدارة العامة للمرور انخفاض أرقام الحوادث والإصابات والوفيات بنسبة 9٪ في النصف الأول من عام 1435ه، ويأتي هذا النجاح نظير الإستراتيجية التي قامت بها إدارة المرور التي تشارك في هذه الحملة، بالتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية والأهلية والخيرية والفرق التطوعية التي تتوزع في جميع مناطق ومدن وقرى المملكة لدعم الحملة؛ وذلك من خلال 6000 متطوع.
الرياض تخاطب مناطق المملكة ويقول الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز: إن إطلاق هذه المبادرة جاء على المستوى الوطني بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك الإنسانية، وتوجيهاته الكريمة أن كل ما يتم من عمل في بلادنا من مؤسسات سواء حكومية أو خيرية؛ يجب أن يكون له الجانب الإنساني، ويجب أن يكون المواطن هو المستفيد الأول". وأضاف: "هذه المبادرة انطلقت من جمعية الأطفال المعوقين التي تدير أكثر من أحد عشر مركزاً في أنحاء المملكة، ولديها مبادرات رائدة في العمل الخيري والإنساني؛ من أهمها هذه المبادرة "الله يعطيك خيرها"، وهذه المبادرة حقيقة تخاطب قضية حساسة وقضية خطرة ناتجة عن تعدد وكثرة حوادث السيارات وما يسببه ذلك من الإعاقة والوفاة بشكل يومي، وهذه المبادرة التي انطلقت من جمعية الأطفال المعوقين في الرياض كشكل تجريبي؛ هي اليوم تنطلق في أنحاء المملكة بعد نجاحها الكبير في مدينة الرياض بدعم من شركائنا في أجهزة المرور ومنسوبي وزارة الداخلية، وكذلك وزارة الثقافة والإعلام التي احتضنت هذا البرنامج بشكل كبير". وتابع: "المبادرة تنطلق حتى نتعاون جميعاً في حماية المواطنين وحماية الأطفال والأسر؛ مما يحدث اليوم من هذه الإعاقات المتسبب فيها الذين يتهورون في سرعة السيارات، والذين يغامرون بحياة الناس الآخرين؛ ولذلك فنحن أطلقنا هذه المبادرة لصد نوع من الأعمال الإجرامية التي تأتي من الأشخاص الذين يعتقدون أنها فقط السرعة بحد ذاتها تكفي ، ولكن حقيقة يعتبر عملاً يرهب الآخرين ويسبب مآسي كبيرة جداً من خلال التهاون بأنظمة المرور". وأشار إلى أن "المبادرة هي حملة لأول مرة بهذا الحجم في المملكة العربية السعودية".
المجتمع يتصدى لإرهاب الشوارع وقد تفاعلت مؤسسات كبرى وشخصيات اجتماعية معروفة مع المبادرة؛ حيث باتت تتسابق على تقديم كل ما من شأنه التصدي لإرهاب الشوارع لتخلص الحملة على قاعدة كبيرة من الشركاء؛ أبرزهم: الراعي الرسمي: شركة أرامكو السعودية، وشريك المسؤولية الاجتماعية: شركة الكهرباء السعودية، وشركة موبايلي، والشركاء الإستراتيجيون: شركة توكيلات الجزيرة للسيارات، وشركة الجميح للسيارات، والشركاء الداعمون: شركة "بن سمار" للتجارة والمقاولات، وشركة الوعلان للتجارة، ورابطة هيئة دوري المحترفين السعودي، ووزارة التربية والتعليم، وشركة المجدوعي للسيارات، وهيئة الإذاعة والتلفزيون.