نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود , رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله , مساء اليوم حفل جائزة مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي , وذلك في فندق الفيصلية بالرياض . وكان في استقباله سموه أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز, الأمير سعود بن فهد بن عبدالله بن محمد ، ووزير الشؤون الاجتماعية رئيس مجلس أمناء جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي الأستاذ سليمان بن سعد الحميّد .
وشاهد سموه والحضور فيلما وثائقيا عن سيرة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود رحمها الله ومآثرها في مجالات العمل الخيري والاجتماعي والتطوعي ومنهجيتها في فعل البر وتنمية المجتمعات المحتاجة وخطواتها الملموسة نحو نقل الأعمال الخيرية من أفعال ومبادرات خيرية فردية إلى أعمال مؤسسية . عقب ذلك ألقى سمو ولي ولي العهد كلمة بهذه المناسبة , فيما يلي نصها : بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم ( وماتفعلوا من خير يعلمه الله ) , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . إخواني وأخواتي الحضور .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , في هذا اليوم المبارك وبرعاية كريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – الرئيس الفخري لجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الخيري الذي أسس هذه الجائزة وتابعها بوقته وجهده منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً ملموساً , وأبدأ بشكر سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على إنابته لي لحضور هذا الحفل وتسليم الجوائز . إخواني وأخواتي الحضور .. تأتي جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي تجسيداً لذكرى الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز – رحمها الله –حيث كانت رحمها الله ولأكثر من خمسين عاماً منبعاً للخير ومثالاً للجود , شملت بعطائها الصغير والكبير , الذكر والأنثى , القاصي والداني , كانت روحها تعكس الصفاء وحب الخير , وكانت تجد راحتها في مد يدها لمن يحتاج العون والمساعدة من أبناء الشعب السعودي الكريم في شتى مناطق المملكة , لم تترك فرصة لتقديم الخير إلا وسارعت باستثمارها , ولا باباً للخير إلا ونفذت من خلاله , فكانت تعيش – رحمها الله - بالخير وللخير . فقد حققت – رحمها الله – إنجازات كبيرة على الصعيد الاجتماعي والإنساني والخيري والتطوعي , أسست الراحلة ميثاق سعفة الأسرة والذي سعى لوضع أساس من القيم لبناء أسرة متماسكة قادرة في سبيل تحقيق التنمية والنماء والرفاهية وحماية الأسرة من كافة أشكال العنف والتفكك . كما أسست - رحمها الله - كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لدراسات الأسرة السعودية في جامعة الملك سعود , كما طرحت الراحلة فكرة ملتقى " نساء آل سعود " وترأسته , وقامت بتفعيل دوره في خدمة المجتمع . كما ساهمت الراحلة في دعم العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة وتقديم الدعم والمساندة للعديد من الأسر المحتاجة . وساهمت رحمها الله في إعمار المساجد وحفر الآبار ودعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم , ورعاية الطالبات الحافظات , وأنشأت الراحلة داراً لرعاية المعنفات بالرياض , وشجعت المتطوعات والعاملات في العمل الخيري , وأقامت مشاريع الإفطار الخيرية للصائمين . وتقديراً لأعمال الراحلة فقد حازت – رحمها الله – العديد من الأوسمة والجوائز والشهادات على الرغم من أنها كانت في عملها الخيري هذا تهدف إلى كسب رضا رب العالمين والأجر والثواب منه سبحانه وتعالى . وما هذه الجائزة التي نحتفل بها هذه الليلة إلا إحدى مآثر الراحلة التي تأتي تخليداً لذكراها العطرة واستمراراً لنهجها الإنساني وتقديراً لما قامت به – رحمها الله – من أعمال خيرية , فللأميرة الراحلة منا أصدق الدعاء بالمغفرة والرحمة , وأن يسكنها فسيح جناته , وأن يجعل عطاءها نبراساً نقتدي به في عمل الخير وحب المساكين , حتى نرى أثر ذلك في عيون المحتاجين الذين ابتسمت لهم الحياة بعد العناء , وتحولت حياتهم للأفضل وانتقلوا من مراحل الأخذ إلى مراحل العطاء , وبذلك تكون الأميرة صيتة – رحمها الله – باقية بيننا تنير لنا درب العطاء .
إثر ذلك ألقى وزير الشؤون الاجتماعية رئيس مجلس أمناء جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي كلمة رفع خلالها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الرئيس الفخري للجائزة لما تلقاه الجائزة من دعمٍ كبير ، معبرا عن شكره لأصحاب السمو وأصحاب المعالي أعضاء مجلس الأمناء بالجائزة على ما بذلوه من جهودٍ كبيرة كان لها أكبر الأثر في إنجاح أنشطة الجائزة.
وأوضح أن جائزة الأميرة صيتة للتميز في العمل الاجتماعي تأسست تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في دعم الأعمال الإنسانية والاجتماعية والخيرية في هذا البلد المعطاء، وتتويجاً لجهودٍ كبيرة بذلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز -رحمها الله- لخدمة الفئات المحتاجة من النساء والرجال في هذا الوطن العزيز، وتقديم نماذج إبداعية ومتطورة في مجال العمل الخيري والتطوعي والإنساني، مبينا أن الجائزة تستهدف وفقاً لنظامها الأساسي فئتين مهمتين في المجتمع السعودي هما المرأة والشباب بهدف تمكينهم اجتماعياً واقتصاديا.
وأفاد أن اختيار موضوع (التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمطلقات والأرامل والمعلقات) جاء ليكون محور الدورة الثانية للجائزة، لتستهدف الجائزة بذلك فئات محددة من النساء في المجتمع السعودي تحتاج الدعم والمساندة وهن المطلقات والأرامل والمعلقات ومن في حكمهن، استشعاراً من مجلس أمناء الجائزة بصعوبة العوائق والمشكلات التي تواجه تلك الفئات، وحاجة تلك الفئات للدعم المادي والمعنوي، ورغبةً من الجائزة في تقدير الجهود المميزة التي قامت بها بعض النساء من تلك الفئات ممن بذلن جهوداً استثنائية وأثبتن عصاميتهن وقدرتهن على الاعتماد على أنفسهن في سبيل توفير العيش الكريم لهن ولأسرهن، إلى جانب تثمين دور الدراسات والأبحاث التي قدمت رؤى متميزة قابلة للتطبيق في سبيل حل مشكلات تلك الفئات.
ولفت وزير الشئون الاجتماعية الانتباه إلى أن الجائزة تقدم في دورتها الثانية (153) ترشيحاً في الفروع الثلاثة للجائزة، مفيدا أن الترشيحات بمراحل ثلاث شملت مرحلة التدقيق، ثم مرحلة التقييم العلمي الأولي، ثم مرحلة التحكيم،على أيدي مختصين وخبراء أكاديميين وممارسين ميدانيين في موضوع الجائزة، كما شمل ذلك زيارات ميدانية للمبادرات والمشروعات المقدمة.
وأبان أن أعمال اللجان العلمية والتحكيمية أسفرت عن ترشيح (31) عملاً اعتمدت من مجلس أمناء الجائزة الذي تابع أعمال الجائزة أولاً بأول.
عقب ذلك شاهد سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز والحضور فيلماً وثائقياً لسجل الفائزين بالجائزة في فروعها الثلاثة شمل تصويراً ولقاءات بالقائمين على المبادرات الثمان الفائزة بالجائزة وسر تميزها في نطاق عنوان الجائزة ، كما سلط الفيلم الضوء على نماذج رائدة من مشاريع النساء الفائزات بالجائزة من مختلف مناطق المملكة .