أفادت الجمعية الفلكيّة بجدة، بأن "المذنب 15 ب/فينلي" الخافت ازداد لمعانه بشكلٍ مفاجئ في سماء السعودية أعلى مما كان متوقعاً، مشيرة إلى أن المذنب كان لمعانه ( 11)، لكنه سطع خلال الأيام القليلة الماضية ليصل إلى ( 8.7)، وهو برّاق وتتم رؤيته من خلال المناظير الثنائية العينية الكبيرة أو التلسكوبات الصغيرة، ولكنه غير مشاهد بالعين المجردة؛ مبينة أن طبقة الجليد التي تقع تحت سطح المذنب مباشرةً تسخن مع اقتراب المذنب إلى الشمس ويرجّح إحداثها للظاهرة. وأضافت: "يمكن الآن رؤية المذنب "فينلي" في السماء بعد غروب الشمس وحلول ظلمة الليل في الأفق الجنوبي الغربي ليس بعيداً عن الموقع الذي غربت فيه الشمس".
وبيّنت: "سيقع المذنب قريباً جداً من كوكب المريخ، وتحديداً يوم الثلاثاء 23 ديسمبر، في حالة اقتران؛ حيث سيفصل بينهما 10 ثوانٍ قوسية، وهي تعادل "1/3 قطر القمر البدر"، وعلى الراصد أن يقوم بتوجيه منظار ثنائي العينية مقاس 10×50 أو أكبر باتجاه المريخ الذي سيبدو كنجم أحمر برّاق بعد غروب الشمس وحلول ظلمة الليل في الأفق الجنوبي الغربي، وسيظهر المذنب في مجال الرؤية كلطخةٍ ضبابية في سماء السعودية والمنطقة العربية".
وقالت: "بشكل عام، فإن المذنبات يزداد لمعانها مع اقترابها من الشمس وتخفت عندما تبتعد عنها، ولكن يمكن لأي مذنب أن يحدث له سطوع مفاجئ في لمعانه".
واستطردت: "وعلى الرغم من أن ازدياد لمعان المذنبات شائع إلا أنه من غير المؤكد السبب في حدوث ذلك، ولكن يُعتقد أن طبقة الجليد التي تقع تحت سطح المذنب مباشرة تسخن مع اقتراب المذنب إلى الشمس وتتمدّد حتى يصبح الضغط عالياً، وتقوم بتحطيم الجليد فوقها، وتندفع قطع كبيرة ويظهر جليد جديد، ويقوم ضوء الشمس بتبخير كلٍّ من الجليد الجديد والمتطاير القديم وتتحرّر كمية كبيرة من الغبار العالقة بالجليد وتتوهج ساطعةً في ضوء الشمس ما يتسبّب في اللمعان السريع للمذنب".
وأوضحت: "بغض النظر عن السبب، فإن السطوع يمكن أن يستمر من أيام إلى أسابيع، ولا يمكن تحديد المدة التي سيقضيها المذنب فينلي".
واختتمت: "تسبّبت جاذبية كوكب المشتري في التأثير في المذنب منذ اكتشافه؛ حيث زادت مدة دورته حول الشمس من 4.3 سنوات إلى المدة الحالية البالغة 6.5 سنوات وتقلصت مسافته عند الحضيض من 101 مليون ميل إلى 90 مليون ميل".
يُذكر أن "المذنب 15ب/فينلي" اكتشفه "هنري فينلي" من جنوب إفريقيا في 26 سبتمبر 1886, وهو يصل أقرب نقطة إلى الشمس أو الحضيض في 27 ديسمبر، وكان يتوقع أن يكون لمعانه 10 عندما يكون قريباً إلى الأرض في منتصف يناير عندما يكون على مسافة 209 ملايين كيلو متر".