حضرت إيران في البيان الختامي لقمة الدوحة، ولكن من طرف تحذيرها من التدخل في شؤون الدول، والتوقف عن العداون، فيما بقيت دول الخليج ثابتة على موقفها الداعي دائماً إلى حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، إضافة لرفض الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث ودعم السيادة الإماراتية عليها. التدخلات الإيرانية ولعل الدعوات الخليجية المستمرة لعدم تدخل إيران في شؤون دول المنطقة هي لسان حال جميع الدول العربية، التي ترصد بغضب التدخل الإيراني السافر في العراق، بدخول "فيلق القدس" إلى هناك، أو بطائرات إيرانية عسكرية تقصف مواقع في العراق، مدعية أنها تفعل ذلك لحفظ الاستقرار، بينما الحقيقة أن إيران بتدخلاتها المستمرة هي أحد أسباب المشاكل لدى العراقيين سنة أو شيعة.
ويتجلى التدخل الإيراني أيضاً في إرسال قوات من الحرس الثوري إلى سوريا، حيث قررت طهران دعم نظام ديكتاتوري قاتل ضد شعبه، مستعدية الشعب السوري بأكمله، في موقف لا يمكن تفسيره أو قبوله.
وأخيراً بدأ التدخل الإيراني في اليمن يتصاعد، فبعد أن كان خفياً عن طريق دعم مادي لقنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية وقليل من المستشارين "للحوثي"، أصبحت إيران الآن تتحدث علناً عن سيطرتها على اليمن.
وقبل كل هذا يظهر يومياً التدخل الإيراني السافر في الشأن الداخلي البحريني، والذي لا يتوقف إعلامياً أو سياسياً، حيث تحاول بشكل مستمر تأجيج الأزمات في البلاد ضاربة بعرض الحائط جميع مبادئ الجيرة وحسن الجوار.
الجزر الإماراتية إن قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة في الخليج العربي (طنب الصغرى/ طنب الكبرى/ أبو موسى) هي أبلغ دليل على الفكر التوسعي العدواني الذي تحمله إيران تجاه دول المنطقة عموماً، ودول الخليج خصوصاً، فهي جزر تم احتلالها دون مقدمات أو أسباب، فلم تكن هناك حرب بين الإماراتوإيران، ولا قلاقل، ولكن فجأة أرسلت إيران سفناً حربية وهاجمت الحزر من جميع الجهات، وأنزلت عساكرها فيها وقصفتها، ثم حاصرت سكانها، وأجبرتهم على توقيع تنازلات عن منازلهم وأراضيهم، ثم وضعتهم في قوارب وأرسلتهم إلى الإمارات، ورغم مرور 43 عاماً على هذا الاحتلال، يبقى الحق الإماراتي قائماً في هذه الجزر، وتبقى إيران دولة غاصبة محتلة لها، وتبقى شوكة تعكر صفو العلاقات الخليجية الإيرانية، والعربية الإيرانية.
إنهاء الخلافات وليس مطلوباً لإنهاء مشاكل إيران في المنطقة إلا الالتزام بالقانون الدولي، سواء من حيث عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو عدم الإصرار على الاحتلال المدان دولياً، أو من عدم السعي لزرع القلاقل والفوضى في الدول المجاورة؛ سعياً للسيطرة وإعادة إحياء حلم إمبراطوريتهم الفارسية التي اختفت منذ 1400 عام تقريباً.
ودول الخليج التي تريد الحفاظ على الاستقرار في المنطقة لا ترغب بأي شيء أكثر من سيادة القانون في علاقاتها مع جيرانها ومع جميع دول العالم، أما التعامل مع دولة عدوانية محتلة معتدية تسعى لبث الفوضى فهو غير ممكن.