وصف الشيخ الدكتور عبد العزيز الحميدي، الغلو بأنه من أخطر ما يواجه الأمة في عقيدتها وحياتها، وقال في حلقة جديدة من برنامج "همومنا" بثت اليوم على شاشة القناة الأولى، وحملت عنوان "الجرأة على الله": إن "أهل الغلو يوظفون الآيات في خارج سياقها ويستدلون بأحاديث في غير موضعها". وبين الحميدي في الحلقة كيف تتحول المناهج غير العلمية في الاستدلال إلى رماح فكرية ثم رماح حربية تصوب إلى نحور الأمة وفضلائها. وأوضح أن شيوع هذه الأفكار يثير الفرقة، رغم أن الشريعة بنيت على مفهوم الجماعة والأمة التي لها إمام رأس، ولم تُبن على اجتهاد ولو كان دافعه إصابة الحق. وعرج الدكتور الحميدي على مسألة دفع الشباب للمشاركة في الفتن والصراعات، مبيناً فساد تأولات من تطرفوا حول الجهاد. وأضح أن أمر الجهاد الذي يحقق المقصود الشرعي في إظهار أمر الله وأمر الجماعة المؤمنة ودفع خصومها وأعدائها، لا يقوم إلا بوجود الإمام، مؤكداً حرص التوجه الشرعي على أنه لا يجوز إهدار حق الإمام القائم، فقد يكون لهذا الإمام عهود ومواثيق، قال تعالى: "إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق". ووجه الشيخ الحميدي خطابه للشباب قائلاً: كيف تغفل ذمة إمامك مثلاً أو تهدر حقه في طاعته والاجتماع عليه؟ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أطاعني فقد أطاع الله) إنما جعل الإمام، كما ورد في الحديث نفسه، ليقاتل من ورائه ويقتدى به، وإنما جعل من أجل ذلك لا أن يترك ويهجر ويهدر حقه في ذلك، وإلا لنتج كثير من القضايا الشرعية التي يترتب عليها عكس المقصود، كمن خرج يريد أن يقصد الثواب والأجر بينما هو يصل إلى مرحلة المعصية.