أوضح أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحميدي أن الغلو يعد من أخطر ما يواجه الأمة في عقيدتها وحياتها، وأن أهل الغلو يوظفون الآيات في خارج سياقها، ويستدلون بأحاديث في غير موضعها، مشيراً إلى أن الفتاوى الفردية التي يطلقها أئمة المساجد أو المشايخ المعتبرون للذهاب إلى الجهاد والانتماء إلى الجماعات الإسلامية لا ينبغي أن تكون بمعزل عن الهيئات الشرعية المعنية. وقال الحميدي في حلقة جديدة من برنامج (همومنا) بثها التلفزيون السعودي أمس: «كيف تتحول المناهج غير العلمية في الاستدلال إلى رماح فكرية ثم رماح حربية تصوب إلى نحور الأمة وفضلائها، وأن شيوع هذه الأفكار يثير الفرقة، على رغم أن الشريعة بنيت على مفهوم الجماعة والأمة التي لها إمام رأس، ولم تُبن على اجتهاد ولو كان دافعه إصابة الحق». وأشار أستاذ العقيدة إلى أن الاجتهاد قد لا ينفع حتى لو كان مدخله العبادة إذا كانت في النيات مقاصد سيئة قد تخفى حتى على صاحبها، بحيث لا يدري اغتراراً في نفسه بما هو فيه من اجتهاد بزعم نصرة الإسلام وهذه مسألة تقود إلى خطر عظيم. وأضاف: «أن بعض مواضع الخلل في توظيف بعض المندفعين أن لا يهتم لمسألة شرعية انتزعت من بابها وركبت على غير محاربها، كما يقال فظهرت شوهاء عرجاء سيئة». وأكد حرص التوجه الشرعي على عدم إهدار حق الإمام القائم، فقد يكون لهذا الإمام عهود ومواثيق، قال تعالى: «إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق».