باشر فريق العمل الفني في مبادرة "الفن جميل" تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع صيانة وترميم المجسمات الجمالية والتاريخية في محافظة جدة؛ ذلك بعد نجاح المرحلة الأولى، والتي تضمّنت 26 مجسماً في الكورنيش الأوسط منها عشرون مجسماً في متحف جدة للمجسمات شمال مسجد العناني في الكورنيش الأوسط؛ ذلك ضمن برامج إدارة المسؤولية الاجتماعية بأمانة محافظة جدة وبالتعاون، مع مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية. بدأ فريق العمل الفني أعمال الصيانة والترميم لاثنين من أشهر المجسمات في محافظة جدة، وهما مجسم "القبضة" للفنان العالمي سيزار بالداشيني، ومجسم "الآية" للفنان العالمي خوليو لافونتيه، واللذان يُعتبران من أقدم وأشهر المجسمات الجمالية والتاريخية في محافظة جدة.
وأكد مدير إدارة المسؤولية الاجتماعية بأمانة محافظة جدة محمد اليامي، أن هذا المشروع يأتي تعزيزاً للتعاون المثمر مع مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، متطلعاً لمزيد من التعاون في هذه المجالات والترحيب بجميع المبادرات التي تخدم سكان وزوار محافظة جدة.
وقالت مديرة مبادرة "الفن جميل" "زين زيدان" إن هذه المرحلة هي امتداد للمرحلة الأولى من صيانة المجسمات الجمالية، بالتعاون مع أمانة محافظة جدة، والتي شملت صيانة وتأهيل 26 مجسماً جمالياً في الكورنيش الأوسط بمتحف جدة للمجسمات، والذي افتتحه أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله في شهر مارس الماضي.
وأوضحت "زيدان" أن هذا العمل الذي تفتخر مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية بتقديمه كهدية وطنية اجتماعية لأهالي وزوار مدينة جدة، وكعرفان محبة لهذا الوطن والمواطنين، وعمل تبتغي منه المبادرات المحافظة على المكتسبات الجمالية والفنية التي تمتع بها محافظة جدة طوال السنوات الماضية.
وأشارت إلى أن العمل في المرحلة الثانية يتطلب جهداً كبيراً في داخل المملكة وخارجها، من خلال استقطاب شركات عالمية متخصصة في المحافظة على الآثار والمجسمات الجمالية، إضافة إلى أن مواقع المرحلة الثانية من المجسمات هي في داخل ميادين تتوسط شوارع رئيسة، وتتطلب جهداً كبيراً في صيانتها وهي في موقعها.
يُشار إلى أن مجسم "القبضة" هو أحد المنحوتات الفنية للفنان الفرنسي سيزار بالداشيني، ويعود تاريخه إلى أوائل الثمانينيات الميلادية؛ حيث يشكل أحد أهم وأبرز المعالم الجمالية في شوارع محافظة جدة، وتتجاوز مساحته الإجمالية نحو 12 متراً مربعاً، وارتفاعه يصل إلى 4 أمتار، وهو مصنوع من الفولاذ، ويحتاج إلى أعمال صيانة وترميم لأطرافه، وإعادة صقل الألوان الرئيسية للعمل الفني، أما مجسم "الآية" فهو من المنحوتات الفنية التي نفّذها المعماري الإسباني خوليو لافونتيه، والذي أقيم على شكل قارب يحمل في مضمونه الآية القرآنية {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا}، والذي يقع على شارع الأمير سلطان تقاطع شارع السلام، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 128 متراً مربعاً بارتفاع 4 أمتار، وتقدر زنة المواد المستخدمة في صناعته بنحو 5.5 طن، ويتطلب العمل في هذا المجسم ما بين 4 : 6 أسابيع من الصيانة والترميم الداخلي والهيكل الخارجي.
يُذكر أن مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية ساهمت بالتعاون مع أمانة محافظة جدة في صيانة متحف جدة المفتوح للمجسّمات، والذي أقيم على مساحة 7 آلاف متر مربع، ويضم 20 مجسماً فنياً لعدد من الفنانين التشكيليين العالميين مثل: البريطاني هنري مور والفرنسيين فيكتور فزارالي وسيزار بلديشيني والإسباني جوان ميرو والأمريكي ألكسندر كالدر، والألماني جين آرب، وهذا المتحف هو نتاج التعاون بين أمانة محافظة جدة والقطاع الخاص في بادرة مجتمعية غير ربحية قامت بها مبادرات عبداللطيف جميل التي استعانت بخبرات بريطانية متخصّصة لصيانة المجسّمات الجمالية وإعادتها إلى وضعها الأساسي؛ حيث يقع المتحف في الجزء الشمالي من الكورنيش الأوسط بين مسجد العناني وقصر السلام.