تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، تشهد مدينة جدة مساء اليوم الأربعاء تدشين أول متحف مفتوح للمجسمات الجمالية، قامت بتصميمه شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني المملوكة لأمانة محافظة جدة ونفذته مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية. ويعد متحف جدة للمجسمات من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، حيث أقيم على مساحة 7 آلاف متر مربع في الجزء الشمالي من الكورنيش الأوسط بين مسجد العناني وقصر السلام، ويضم 26 مجسما فنيا وهي المجسمات التي كانت موجودة في الكورنيش الأوسط منذ أوائل الثمانينيات، ومن أهمها أعمال للفنان البريطاني الشهير هنري مور، والفنانان الفرنسيان فيكتور فزارالي وسيزار بلديسيني والفنان الإسباني جوان ميرو والفنان الأمريكي ألكسندر كالدر والفنان الألماني جين آرب وغيرهم من الفنانين العالميين بالإضافة الى فنانين عرب، مثل الفنان المصري مصطفى سنبل، الفنان السوري ربيع الأخرس. وبدأ العمل بمشروع متحف جدة للمجسمات على الكورنيش الأوسط بجدة في ديسمبر 2011م وتم نقل 21 مجسما من مختلف ميادين وطرق جدة إلى ورشة أقيمت خصيصا من قبل الشركة القائمة على المشروع لحاجتها إلى صيانة دقيقة، فيما تمت صيانة المجسمات الكبيرة في مواقعها بالكورنيش الأوسط. وشارك في المشروع شركات عالمية حيث تم عمل قواعد جديدة للمجسمات، ولوحات بها معلومات عن كل مجسم وعن الفنان الذي نفذه، إلى جانب إنارة المجسمات بنظم إنارة مميزة. يذكر أن مدينة جدة تحتوى على 522 عملا فنيا شارك فيها كبار الفنانين منهم الفنان الإيطالي لافونتين الذي له 40 عملا فنيا بمواقع متفرقة. ونظرا لأهمية هذه المجموعة من المجسمات التي زين بها الكورنيش منذ أوائل الثمانينيات، فقد تم تخصيص موقع خاص بها شمال مسجد العناني على مساحة 7000 متر مربع تم تصميمها على أعلى المستويات الفنية لتكون متحفا فنيا مفتوحا لمدينة جدة وزوارها، ويعد هذا العدد من المجسمات الجمالية العالمية في مكان واحد ليس له مثيل في العالم، والمتحف مرشح لدخول موسوعة غينيس العالمية. وأكد فادي جميل، رئيس مبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية الدولية، أن المبادرات تشعر بالفخر لتعاونها مع الأمانة في صيانة هذه المجموعة النادرة من المجسمات الجمالية، لتستعيد بذلك جدة مكانتها الفنية والثقافية في المملكة والمنطقة، وأن هذه المرحلة هي المرحلة الأولى ستتبعها مراحل قادمة لصيانة جميع المجسمات الموجودة في مدينة جدة. من جهته، أوضح المهندس محمد حكمي مدير عام أول تطوير البرامج في مبادرات عبداللطيف جميل، أن توثيق هذا التاريخ الحضاري والفني للمجسمات الجمالية هو أمر بالغ الأهمية، حيث تكفلت المبادرات بإعداد كتاب خاص عن هذه المجسمات يعكف على تأليفه أحد أهم الكتاب في بريطانيا وهو الكاتب إدوارد بوث وتساعده في ذلك الباحثة السعودية مريم بلودينق ويتولى تصوير المجسمات للكتاب الفنان السعودي المعروف الدكتور أحمد ماطر، كما سيعد فيلم وثائقي مميز لهذه المجسمات وأعمال صيانتها توثيقا لهذا الحدث.