مع نزول أولى قطرات المطر أمس تجددت معاناة المواطنين في محافظة شقراء من وضع الشوارع والطرق داخل المحافظة، وذلك بعد أن علقت سياراتهم في خطوط شبكات الصرف الصحي التي تم ردمها بالتراب، وتُركت فترات طويلة دون سفلتة. ولم يقتصر الضرر على المواطنين بل تعدى ذلك للمركبات الحكومية؛ إذ علقت إحدى المركبات التابعة لمرور شقراء في الأخاديد الترابية لشبكة الصرف الصحي بحي القارة مساء أمس. فبعد هطول الأمطار هرعت فِرق الدفاع والمرور وآليات البلدية لاستخراج عدد من سيارات المواطنين وإحدى المركبات التابعة للمرور، التي علقت في خطوط شبكة الصرف الصحي الترابية التي تم دفنها بالأتربة دون سفلتة أو علامات تحذيرية، وظلت أشهراً عدة عند منازلهم وفي طرقاتهم دون علاج لوضعها، رغم كثرة مراجعاتهم للجهات المختصة وشكاواهم منها؛ إذ تعمد الشركات التي تنفذ مشاريع الصرف لحفر الشوارع من أجل التمديدات الأرضية للأنابيب، ثم تردم الخنادق الذي قامت بحفرها بالأتربة دون سفلتة، وتظل سنة أو سنتين على حالها المزري دون علاج؛ ما يجعلها مصيدة للسيارات والمارة على حد سواء.
"سبق" رصدت بعدستها انهيار تلك الشبكات بمركبة مرورية وعدد من سيارات المواطنين في حي القارة بشقراء، إضافة إلى رصدها فتحة عميقة لأحد أنابيب الشبكة، تركت دون غطاء وسط الحي السكني.
كما وثقت وجود فِرق الدفاع المدني ورجال المرور وآليات البلدية في موقع انهيار الحفريات، وإنقاذها العديد من المركبات.
وكانت "سبق" قد نشرت العام الماضي تقريراً موثقاً بالصور والفيديو تحت عنوان (السيول فضحت استهتار الشركة المنفذة والجهات المشرفة.. بالصور والفيديو.. انهيارات عميقة ونوافير وسط شوارع شقراء الرئيسة).
وذكرت في التقرير أن مياه السيول والأمطار التي هطلت آنذاك على المحافظة كشفت استهتار الشركة المنفذة لشبكة الصرف الصحي، وذلك من خلال حدوث انهيارات عميقة وأخاديد خطيرة بشوارع المدينة، بسبب سوء التنفيذ من جهة، وتأخر السفلتة لأماكن التمديدات من جهة أخرى.
وأوضحت في التقرير أن سوء عمل الشركة المنفذة لتمديدات الصرف الصحي تسبب في انهيارات كبيرة في كثير من شوارع المحافظة، فيما تسبب تأخر الشركة أشهراً عدة في سفلتة الحفريات في جرف السيول للأتربة التي غُطيت الحفر بها؛ ما تسبب في تحول بعض الشوارع في المدينة إلى أخاديد عميقة، تتربص بقاطني الأحياء وسالكي الطرق من الأطفال وكبار السن وقائدي المركبات.
كما نشر في التقرير معاناة المواطنين، الذين قالوا: "تقدمنا بعدد من الشكاوى للجهة المشرفة على الشركة (فرع وزارة المياه بشقراء)، مطالبين بمحاسبة الشركة على سوء تنفيذها لأعمالها، وتأخرها في ردم الحفر المنتشرة في كثير من شوارع المحافظة، إضافة إلى تضرر عدد من المواطنين بسبب توقف الشركة عن إيصال شبكة الصرف إلى منازلهم. فرفعت الجهة المشرفة مطالبنا إلى وزارة المياه بمدينة الرياض، ثم تواصلنا مع الوزارة بشأنها، إلا أن الأمر ظل على وضعه دون تغيير".
وأضافوا: "نطالب هيئة مكافحة الفساد بالتدخل لوضع حل عاجل لمعاناتنا، وتحديد مكامن الخلل والقصور، ومحاسبة كل من يثبت إهماله وتقصيره في أداء عمله والقيام بمسؤولياته".