باشرت لجنة من وزارة التربية والتعليم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين التحقيق في واقعة العُنف ضد مجموعة من طُلاب المرحلة الابتدائية بإحدى المدارس بمحافظة الطائف ، فيما يُنتظر أن يتم رفع التقرير النهائي الخاص باللجنة الوزارية بعد تقارير متعددة سابقة لوزير التربية والتعليم. واقعة "العنف المشهورة" التي شهدتها ابتدائية في الطائف كانت قد بدأت في شهر محرم من العام الماضي 1430 ه مفادها أن مجموعة من المُعلمين وعلى رأسهم المدير يستخدمون جميع أنواع ووسائل العنف ضد الطلاب بأدوات منها "لي كهربائي- لي غراء المسدس- لي الغاز- ضرب بالعقال- ضرب بالمسابح- وضع الأقلام بين أصابع أيدي الطُلاب- مساطر خشبية وحديدية" بالإضافة إلى رمي السندوتشات للطلاب المُتأخرين صباحاً في النفايات وضرب الطلاب ممن يلبسون "الجوارب" في صلاة الظهر بخلاف الألفاظ النابية والقاسية. وكان أولياء الأمور قد رصدوا تلك "الظاهرة" من خلال شكاوى أبنائهم وتقدموا بشكوى عاجلة لمدير عام التربية والتعليم بالطائف محمد بن سعيد أبو رأس الذي وجه بالتحقيق والتأكد من صحة الشكوى، حينها خرج للمدرسة المفتش الإداري واستجوب الطُلاب بدون وجود مُعلمين أو مدير فاعترفوا له بأن المُعلمين يزاولون جميع أنواع العنف بحقهم، فرفع تقريراً مُفصلاً بذلك وأعقبته لجنة ثانية مكونة من 4 مشرفين تربويين من تعليم الطائف وقاموا بعمل استبانة فيها عدة أسئلة عن العنف ووزعوها على الطُلاب وتبين من إجاباتهم أن جميع المُعلمين بالمدرسة يستخدمون العنف وبنسب متفاوتة فتم رفع التقرير للشؤون التعليمية، حيث جرت مُقارنة بين تقرير المشرف ولجنة المشرفين وتم التثبت من العنف ووجوده. إلى ذلك علمت "سبق" ومن مصادرها أن 18 مُعلماً بما فيهم مدير المدرسة قد صدرت بحقهم عقوبات إدارية بنقلهم ولكن لم تُنفذ أو تُقر من قسم القضايا التربوية، حينها جاء توجيه وزير التربية والتعليم ونائبه لشؤون البنين بتشكيل لجنة وزارية للتحقيق بالواقعة وبدأت بالفعل عملها يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين 4 و 5 – 11-1431ه بثلاثة من المُشرفين أجروا استبانات لطُلاب الابتدائية المعنية واختاروا طُلاب الصف الخامس فقط وأقر جميع الطلاب بوجود العنف ومن جميع المُعلمين ثم اتجهت اللجنة في اليوم التالي لمتوسطة قريبة من مبنى الابتدائية وقصدوا طلاب الصف الأول متوسط الذين كانوا قد تخرجوا في الابتدائية وعملوا لهم استبانة بفئة من الطلاب الذين أقروا بأن جميع المُعلمين إبان أن كانوا بالصف السادس كانوا يُمارسون العنف ضدهم، مما يُثبت اعترافاتهم لجميع اللجان التي باشرت القضية، فيما غادرت اللجنة الوزارية وبانتظار رفع التقرير لسمو وزير التربية والتعليم، حيث يُنتظر الإقرار بالعقوبات. يُذكر أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مُمثلة في ممثلها بالطائف عادل بن تركي الثبيتي كانت قد تلقت الشكوى من قبل أولياء الأمور وباشرت الحالة والاطلاع ورفعت تقاريرها حيال العنف.