أقرت وزارة التربية والتعليم مؤخراً جملة من العقوبات ضد بعض منسوبي مدرسة ابتدائية في محافظة الطائف، وذلك بعد عامين من تداول قضية عنف كان يمارسه معلموها ضد طلابها، حيث كانت الشكوى المحررة من قبل عدد من أولياء الأمور تتقاذفها إدارة تعليم الطائف، إلى أن بتت فيها وزارة التربية والتعليم وأقرتها، فيما تبلغت الإدارة بتلك العقوبات من أجل تنفيذها. وعلمت "سبق" أن العقوبات تمثلت في عقوبة "اللوم" ضد 13 من منسوبي مدرسة عبد الله بن عمرو بن العاص في حي الشرفية بالطائف، من بينهم المدير والوكيل والمرشد الطلابي، أما ال 10 الباقون فهم من المُعلمين. وشملت العقوبات أيضاً توجيه لفت النظر إلى إدارة التربية والتعليم للبنين بالطائف، فضلاً عن إجراء دورات تدريبية للمدير والوكيل والمرشد في كيفية التعامل مع الطلاب، واتخاذ الأسلوب التربوي بدلاً من العقوبات البدنية، إضافة إلى متابعة المدرسة من قبل إدارة التربية والتعليم في المحافظة، وشددت على أن تكون تحت الرقابة. وكانت إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف سمحت مؤخراً بتقاعد مدير المدرسة والمرشد الطلابي، حيث كان النظر في قضية ممارستهما العنف ضد الطلاب ما زال قائماً في الوقت الذي أوقفت فيه وزارة التربية والتعليم تقاعد منسوبيها شاغلي الوظائف التعليمية والإداريين، ممن لديهم قضايا لا تزال منظورة لدى الجهات المختصة بها، أو جهات قضائية أخرى، لحين استيفاء الأحكام الصادرة في حقهم. وكان المدير العام لشؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم محسن البقمي، قد أوضح في تصريح صحفي سابق، أنه حال صدور قرار تقاعد من لديهم قضايا، خاصة فيما يتعلق بعقوبة الحسم من الراتب، فتؤخذ قيمة حسم أيام الجزاء من مستحقات المتقاعد لدى الوزارة. وكانت القضية المسجلة بحق المدير والمرشد الطلابي مع عدد من المعلمين دُرست مسبقاً من قبل المفتش الإداري في تعليم البنين بمحافظة الطائف مسفر العجمة، ومن قبل لجنة من مكتب إشراف الغرب. وكانت التقارير قد أثبتت استخدام أدوات لممارسة العنف ضد الطلاب بخلاف العنف اللفظي والعبارات البذيئة، المستغرب صدورها من قبل رجال تربية وتعليم ضد طلابهم، فيما لم يُتخذ وقتها أي إجراء رسمي في ظل التضارب بين آراء المفتش الإداري من قسم المتابعة، واللجنة مع قسم القضايا التربوية، الذي يسعى لإخفاء القضية. وكان أحد أولياء أمور الطلاب المعنفين، قد تقدم بشكوى عاجلة إلى مدير تعليم البنين بالطائف محمد أبو رأس، رافضاً تقاعد المدير والمرشد الطلابي باعتبار أن عليهما قضية، والأوامر والتوجيهات والأنظمة تمنع إحالة أي موظف للتقاعد، طالما يُنظر بحقه في قضية أو فُتح بشأنه تحقيق، مطالباً بوقف تقاعدهما لحين الانتهاء من القضية العالقة التي لم يعلن عن نتائج التحقيق والعقوبات فيها، والمتوقع صدورها الأسبوع الجاري بعد اعتمادها من وزير التربية والتعليم. وكانت لجنة من وزارة التربية والتعليم مكونة من ثلاثة مشرفين بينهم رئيس الإرشاد بالوزارة ومشرف من المتابعة ومشرف تربوي، قد باشروا مجريات التحقيق في واقعة العنف ضد مجموعة من طلاب المرحلة الابتدائية بالمدرسة المعنية في محافظة الطائف خلال شهر شوال من العام الماضي، إلى أن رفع لسمو وزير التربية والتعليم التقرير النهائي الخاص باللجنة الوزارية بعد تقارير متعددة سابقة كانت قد نفذت من إدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف، التي استقبلت الشكوى من قبل أولياء أمور الطلاب بالمدرسة. واقعة "العنف الشهيرة" شهدتها ابتدائية عبد الله بن عمرو بن العاص في حي الشرفية بالطائف، كانت قد بدأت في شهر محرم من العام الماضي 1430 ه، حيث درج معلمون في المدرسة وعلى رأسهم المدير، على استخدام أنواع ووسائل العنف ضد الطلاب، فيما رصدت الأدوات، ومنها لي كهربائي، ولي غراء المسدس، ولي الغاز، وضرب بالعقال، وضرب بالمسابح، ووضع الأقلام بين أصابع أيدي الطلاب، ومساطر خشبية وحديدية، إضافة إلى رمي السندوتشات للطلاب المتأخرين صباحاً في النفايات، بخلاف الألفاظ النابية والقاسية التي يتلفظ بها معلمو المدرسة على طلابهم.