سمحت إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف مؤخراً، بتقاعد اثنين من منسوبيها "مدير مدرسة ومرشد طلابي"، واللذين ينظر حالياً في قضية ممارستهما العنف ضد طُلاب، في الوقت الذي أوقفت فيه وزارة التربية والتعليم تقاعد منسوبيها شاغلي الوظائف التعليمية والإداريين، ممن لديهم قضايا لا تزال منظورة لدى الجهات المختصة بها، أو جهات قضائية أخرى، لحين استيفاء الأحكام الصادرة في حقهم. وكان مدير عام شؤون الموظفين في وزارة التربية والتعليم محسن البقمي، قد أوضح في تصريح صحفي سابق، أنه حال صدور قرار تقاعد من لديهم قضايا وبخاصة فيما يتعلق بعقوبة الحسم من الراتب، فتؤخذ قيمة حسم أيام الجزاء من مستحقات المتقاعد لدى الوزارة. وكانت القضية المُسجلة بحق المدير والمرشد الطُلابي مع عدد من المُعلمين دُرست مُسبقاً من قبل المفتش الإداري في تعليم البنين بمحافظة الطائف مسفر العجمة، ومن قبل لجنة من مكتب إشراف الغرب. وكانت التقارير قد ثبتت استخدام أدوات لمُمارسة العنف ضد الطلاب بخلاف العنف اللفظي، والعبارات البذيئة، والمُستغرب صدورها من قبل رجال تربية وتعليم ضد طلابهم، فيما لم يُتخذ أي إجراء رسمي في ظل التضارب بين آراء المفتش الإداري من قسم المتابعة، واللجنة مع قسم القضايا التربوية، الذي يسعى لإخفاء القضية بعد مرور ما يزيد عن العام على وقوعها، حيث نجحوا لحين أن تقاعد مدير المدرسة والمرشد الطلابي. وكان أحد أولياء أمور الطلاب المعنفين، قد تقدم بشكوى عاجلة إلى مدير تعليم البنين بالطائف محمد أبو رأس، رافضاً تقاعد المدير والمرشد الطلابي باعتبار أن عليهما قضية، والأوامر والتوجيهات والأنظمة تمنع إحالة أي موظف للتقاعد، طالما يُنظر بحقه في قضية أو فُتح بشأنه تحقيق، مُطالباً بوقف تقاعدهما لحين الانتهاء من القضية العالقة التي لم يعلن عن نتائج التحقيق والعقوبات والمتوقع صدورها الأسبوع الجاري بعد اعتمادها من وزير التربية والتعليم.. وكانت لجنة من وزارة التربية والتعليم مكونة من ثلاثة مُشرفين بينهم رئيس الإرشاد بالوزارة ومُشرف من المُتابعة ومُشرف تربوي، قد باشروا مجريات التحقيق في واقعة العُنف ضد مجموعة من طُلاب المرحلة الابتدائية بالمدرسة المعنية في محافظة الطائف خلال شهر شوال من العام الماضي، لحين أن رفع لسمو وزير التربية والتعليم التقرير النهائي الخاص باللجنة الوزارية بعد تقارير متعددة سابقة كانت قد نٌفذت من إدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف، التي كانت هي من استقبلت الشكوى من قبل بعض أولياء أمور الطلاب بالمدرسة. واقعة "العنف الشهيرة" شهدتها ابتدائية عبدالله بن عمر بن العاص في حي الشرفية بالطائف كانت قد بدأت في شهر محرم من العام الماضي 1430 ه، حيث درج معلمون في المدرسة وعلى رأسهم المدير على استخدام أنواع ووسائل العنف ضد الطُلاب، فيما رصدت الأدوات ومنها لي كهربائي، لي غراء المسدس، لي الغاز، ضرب بالعقال، ضرب بالمسابح، وضع الأقلام بين أصابع أيدي الطُلاب، مساطر خشبية وحديدية، إضافة إلى رمي السندوتشات للطلاب المُتأخرين صباحاً في النفايات، بخلاف الألفاظ النابية والقاسية التي يتلفظ بها معلمو المدرسة على طُلابهم.