لخّصت الدكتورة فوزية محمد أخضر، مدير عام التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم سابقاً، ورئيسة اللجنة النسائية العامة لشؤون المرأة بالجمعية الوطنية للمتقاعدين، أهم مطالب للمتقاعدين والتي تتمثل في العلاوة السنوية والتامين الصحي والإسكان، بالإضافة إلى توفير الخدمات اليومية الاأساسية مثل: الكهرباء والماء والاتصالات والتي تقدم كخدمات مجانية مثل ما يتم تقديمه في دول الجوار كاليمن والإمارات والبحرين وقطر بالإضافة إلى منح المتقاعد سكناً أو بدل سكن. وقالت في محاضرتها (احتياجات وإسكان المتقاعدين) التي ألقتها البارحة الأولى في منتدى الجمعة الثقافي بحي الرائد، "شمال غرب الرياض": نحن نريد أن تُلبّى مطالب المتقاعدين وتتم مساواتهم بحقوق نظرائهم من المتقاعدين في دول الجوار، وحددت الدكتورة أخضر المشكلات التي تمس المتقاعدين ومنها البنود والأنظمة القديمة لمؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات والتي مضى عليها نصف قرن دون أن يطرأ عليها تحديثات أو تطور يوافق العصر.
وكشفت أن 70% من المتقاعدين لن يستفيدوا من برامج الإسكان بسبب الشروط التعجيزية التي وضعتها المؤسسة العامة للتقاعد ومن ضمنها استبعاد كل من يتجاوز راتبه اكثر من 5 آلاف، مشيرة إلى أنه وبحسب الدراسات فإن 40 % من المتقاعدين ليس لديهم سكن.
ونوهت رئيسة اللجنة النسائية العامة لشؤون المرأة بالجمعية الوطنية للمتقاعدين بأنه تم رفع 29 مطلباً للمتقاعدين بواسطة جمعية الوطنية للمتقاعدين للمقام السامي بعد أن تمت الموافقة عليها من وزارتيْ الداخلية والمالية وبانتظار عقد مجلس للوزراء لصدور أمر سامٍ فيها.
وبينت أن الجمعية قد حصلت على دعم مالي مجزٍ من الرئيس الفخري للجمعية وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ودعم من شركة سابك بالإضافة الي منح 150 عضوية مجانية للمتقاعدين من قبل مركز الأمير سلمان الاجتماعي.
ولفتت الدكتورة فوزية محمد أخضر إلى معاناة المتقاعدات والتي تتضاعف لديهن المشكلات عن المتقاعدين الرجال بثلاثة أضعاف لأن نطام المتقاعدين يفرق بشدة وبشكل كبير بين المتقاعد والمتقاعدة، فهي متقاعدة درجة رابعة بسبب وذلك بسبب أنظمة بنود المؤسسة العامة للتقاعد الذي مضى عليه أكثر من 50 سنة الذي مفصلاً علي احتياجات الرجال فقط .
ولفتت أخضر إلى أن المتقاعد في مجتمعاتنا يفقد الكثير من الوجاهة والأصحاب والمركز عند تقاعده وما يصاحب ذلك من اكتئاب واضطرابات نفسية، مشيرة إلى أن فترة التقاعد تعتبر عند سكان الدول الغربية من أفضل مراحل الحياة لكونهم يخططون لها.
وأشارت إلى أنه من المفارقات العجيبة استقدام خبرات أجنبية يتم دفع مرتبات كبيرة لها من أجل تقديم خدمة في حين أن الوطن يزخر بالكثير من الكفاءات الوطنية، وشددت على أن لكل إنسان على مجتمعه حق الرعاية الصحية والاجتماعية وتهيئة المرافق العامة التي يحتاجها والتي تكفل له أن يعيش حياة كريمة.
وأضافت أن للمتقاعد على الدولة حقوقاً وليست منة عندما يطالب بها ومن أجل ذلك أنشئت جمعية المتقاعدين عام 1426 والتي أصبح لها 16 فرعًا في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، مؤكدة أن الراتب التقاعدي لبعض المتقاعدين لا يفي بمتطلبات الحياة.
وقد حفل المنتدي بالعديد من المداخلات التي أثرت اللقاء بالأفكار والمقترحات والتوصيات، بداية رأي المشرف التربوي خالد العثمان أن لدينا مشكلة في التخطيط للتقاعد منذ وقت مبكر والتي بدورها قد تجنب المتقاعد أشياء كثيرة مشيرًا بأن شركات كبري مثل سابك وأرامكو تعقد دورات تدريبية لموظفيهاالمتوقع تقاعدهم من والتي تساعدهم في التكيف لمرحلة ما بعد التقاعد.
وأشار إلى أنه يمكن شغر كثير من المتقاعدين الوظائف والأعمال التي يعمل بها الوافدون، داعيًا المتقاعد للتخطيط لمرحلة ما بعد الموت وهي الحياة الحقيقية الأبدية من خلال المحاسبة والنقد الذاتي وتقديم خدمات تطوعية مستثمرًا خبراته التي اكتسبها لفائدة شباب وشابات المجتمع .
بدروه عبّر الدكتور سعيد بإسماعيل عن أسفه لعدم وجود تحديث وتطوير لأنظمة المتقاعدين مشيراُ إلى أن مصلحة التقاعد والتأمينات الاجتماعية تتبع نظام عقيم أخذته من النظام المصري القديم رغم أن المصريين أنفسهم قد قاموا بالتخلص منه ولفت إلى أن المتقاعد في أمريكا وأوروبا يسعد بتقاعده لوجود الخدمات التي توفر له حياة كريمة .
ودعا سعد السنيدي المتقاعد من جامعة الأمام للاستفادة من المتقاعدين لأن لديهم خبرات كبيرة ينبغي أن تستثمر، فيما أوضح الدكتور تركي أن نسبة المتقاعدين الذين لا يملكون السكن الخاص قد تقفز إلى 70 % إذا تحدثنا أيضا عن فئة المتقاعدين ممن كانوا يسكنون في مساكن الدولة مثل أساتذة الجامعات وموظفي القطاعات العسكرية.
وتمنى أن تقوم الجمعية الوطنية للمتقاعدين بايجاد حلول لهؤلاء المتقاعدين الذي يضطرون للإقامة في السكن الجامعي بعد تقاعدهم، مشيراً إلى معاناة أحد أساتذة الجامعة المتقاعدين الذي لم يتمكن من الخروج في المدة المحددة من السكن بعد تقاعده فقامت إدارة السكن بتلك الجامعة بقطع الماء والكهرباء عنه.
وعتب المتقاعد إبراهيم الرشيد وهو مستشار سابق في صندوق التنمية على ديوانية فرع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بفرع الرياض عدم تدوينها الملاحظات التي تثار خلال لقاءاتها الثلوثية رغم وجود أصحاب الكفاءات والخبرات.
بدوره تحدث عبدالرحمن الحمدان مهندس سابق في الكهرباء عن المعاناة النفسية للمتقاعد في تجاهله وعدم وضعه في المكان اللائق به كما يُعامل في الخارج، وأشار بندر الريّس إلى قصص نجاح للمتقاعدين، كما دعا المهندس فهد شلبي عميد المنتدي لتغيير الأنظمة والقوانين التي عفا عليها الزمن للمطالبة بالحقوق مشيراً إلى أن المعادلة المجتمعية قد تغيرت وبريق الوظيفة اليوم قد تلاشى وذهب، بعد أن كان الناس يعزفون عن التجارة والأعمال الحرة بسبب إقبالهم على الوظائف الحكومية.
وأرجع الإعلامي إبراهيم العقيلي عدم تجاوب الجهات الحكومية مع الجمعية الوطنية للمتقاعدين بسبب مشكلات داخل الجمعية، فالتكتلات والصراعات والمنافسات قد شلّت عمل الجمعية، وتساءل: لماذا يتعالى أصحاب المعالي الوزراء وموظفو المرتبة الممتازة عن الانضمام للجمعية والإسهام في خدماتها؟
واقترح منير مهنا إنشاء برنامج "ادخار واستثمار لموظفي الدولة" خارج موضوع التقاعد مستشهدًا بنظام الادخار بشركة أرامكو وعرج علي قصة أحد كبار موظفي الشركة وذلك عندما ترك العمل فيها حيث تمت تصفية حقوقه ضمن برنامج ادخار والتي وصلت إلى 14 مليون ريال لحسابه الشخصي.
ولفت إلى أن الشركة تقوم ضمن برنامج ادخار واستثمار 10% من رواتب موظفيها، بالإضافة إلى نظام تمليكهم للمساكن، معربًا عن أمله بوضع برنامج يومي شخصي لكل متقاعد كي لا يعاني الشعور بالفراغ والملل في حياته الشخصية بعد تقاعده.
وحدد مدير الحوار بالأمسية أسعد بن محمد رشيد مشكلة الإسكان بالبيروقراطية وشح الأراضي والتي يترتب عليها عزوف الشباب عن الزواج وتراجع في نسب إعداد السكان مشيرًا إلى أن المملكة أشبه بقارة وهي بحاجة إلى قدرات بشرية وإمكانيات مادية وبناء وتطوير فإذا قلّ عدد السكان سنصبح مُستعمرين من الأجنبي والوافد.
بدورها دعت عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين السيدة فايزة المسعري وهي متقاعدة من وزارة الدفاع والطيران وعضو ناشط في الجمعيات الخيرية إلى تكاتف المتقاعدين وبينت أن الجمعية الوطنية للمتقاعدين تأسست للمطالبة بحقوق المتقاعدين.
ونوهت في هذا الصدد بإنجازات الجمعية منذ تأسيسها عام 1426 من خلال إقامة وتنظيم العديد من الدورات والندوات والرحلات للقسم النسائي، بيد أنها أعربت عن أسفها بوجود صراعات داخلية أثرت بشكل سلبي على عطاءات وإنتاجية الجمعية، وتطلّعت المسعري لاستقطاب وانضمام الشخصيات من ذوي الكفاءات والخبرات لخدمة المتقاعدين.