مرحلة التقاعد لا تعني تقوقعا على الذات أو انغلاقاً على النفس، بل إنها مرحلة تقدير النفس وتقييم طاقاتها، بعد سنوات طويلة من العمل في معترك الوظيفة، يتفرغ فيها الشخص إلى حياته الخاصة، وممارسة نشاطاته التي كانت زحمة العمل تعيقه عنها، فيكتشف فيه مهارات جديدة قد يتفرغ لها، كالميل للكتابة ووضع خبراته بين يدي الأجيال القادمة، أو تقديم هذه الخبرات عن طريق المحاضرات والاستشارات، أو الميل نحو مجالات الخدمات التطوعية المجتمعية، وليس أفضل من يطالب بتلك المطالب والتشريعات الحقوقية إلا جمعية وطنية للمتقاعدين تتحدث باسمهم وتسعى إلى تحسين وتطوير أوضاعهم المالية والصحية والمعنوية والترفيهية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ما يسهم في إسعادهم والمحافظة على كرامتهم، فتم تأسيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين عام 1426ه وتم إشهارها عام 1429ه استمرت هذه الجمعية لسنوات عدة مقتصرة بنشاطها على القطاع الرجالي وبقيت المرأة مستثناة من الدخول لخدمات الجمعية حتى عقدت الجمعية العمومية قبل عامين وتم في هذا اللقاء انتخاب أعضاء مجلس الإدارة برئاسة الفريق عبدالعزيز الهندي وضم في عضويته ثلاث نساء هن " د. فوزية أخضر، ونورة الصقير، وفايزة الخيال. بعد هذا التكليف رفعت مسؤولات الجمعية الوطنية للمتقاعدين من مستوى توعيتهن للمتقاعدات من منسوبات الجمعية ومن كانت على مشارف سن التقاعد، يطالبن بالوقت نفسه بأهمية الاستفادة من طاقاتهن على مستوى ميادين العمل المتنوعة، مع التشديد على ضرورة الاهتمام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالمتقاعدين عامة والسعي إلى خلق فرص عمل لهم، وإيجاد صلة بين الراغبين في العمل منهم والجهات التي ترغب الاستفادة منهم. في هذه المساحة حلت الدكتورة فوزية أخضر عضو مجلس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين وزميلاتها الأستاذة سهام الدوسري رئيسة اللجنة النسائية بالانابة فرع الرياض والأستاذة فايزة المسعري ضيفات على القسم النسائي في جريدة "الرياض" للحديث عن مفهوم التقاعد الذي أصبح للأسف يشكل هاجساً كبيراً لدى الموظفين والموظفات وما يعاني منه المتقاعدون لاسيما المتقاعدات من قصور في نظام التقاعد المعمول به الآن، والجهد المبذول من قبل الجمعية في التوعية والخدمات التي تقدمها. حقوق مقابل خدمات في البداية أكدت الدكتورة فوزية أن المتقاعد يحتاج إلى حقوق نظير الخدمات التي قدمها طوال حياته الوظيفية، مثل إنشاء نواد خاصة من قبل الدولة يمارس فيها المستفيد كافة الأنشطة الثقافية والرياضية والترويحية والاستفادة من خبرات المؤهلين منهم والقادرين على العطاء، بالإضافة إلى محو الأمية التقنية للمتقاعدين لمسايرة تغيرات المجتمع وتوعيتهم بجميع حقوقهم وخاصة المرأة التي تجد غموض وعدم شفافية بحقوقها التقاعدية، وتضيف د: فوزية " أن المشكلة لدينا تكمن في أن الفرد يتقاعد وهو في قمة العطاء والحماس في بلوغه سن الستين حسب التاريخ الهجري، ولكن يحكم عليه بالتوقف مقابل تجاهل خبراته وقدراته والمؤهلات التي يتميز بها. وحول الإنجازات التي تحققت للجمعية الوطنية للمتقاعدين توضح أخضر بقولها " الجمعية حريصة كل الحرص على تقديم أفضل وأجود الخدمات لأعضاء الجمعية المنتسبين إليها، حيث نجحت الجمعية في الفترة السابقة في إنجاز الكثير من المهام التي ألقيت على عاتقها منذ تأسيسها، ومنها الأقرار مؤخراً بإصدار بطاقة التعريف للمتقاعدات أسوة بالمتقاعدين بعد مطالبات عدة من عضوات الجمعية، وتعطي البطاقة المتقاعدة الصفة القانونية لوضعها التقاعدي وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وتمنح حاملة البطاقة مميزات عدة منها الاستفادة من التخفيضات في بعض الشركات والبنوك مثل سامبا وبعض المستشفيات للحصول على التميز ومع الخطوط الجوية السعودية والفنادق التي تتعامل معها، وبناء على ذلك تواصلت المؤسسة العامة للتقاعد مع وزارة الداخلية التي وافقت على الطلب ووجهت بأن يكون إصدار البطاقة بالصورة اختياريا وحسب رغبة المتقاعدة، وبالفعل أصدرت المؤسسة قبل شهرين أول بطاقة باسمي وتحمل صورتي وبها جميع المعلومات الشخصية وللحقيقة فقد حضيت بمعاملة خاصة ومميزات عدة عند استخدامي لها أول مرة لدى زيارتي الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا حيث حصلت على حقي في كل شيء مثل الأولوية بالجلوس بالمقاعد في المواصلات العامة بدون مقابل مادي، أيضا ولنا الفخر بأن تحقق لنا مطلب آخر خاص بالمرأة السعودية المتزوجة من أجنبي واستفادة أبنائها من راتبها التقاعدي بعد وفاتها مثلها مثل الرجل المتزوج من أجنبية واستفادة أبنائها من خدمات الجمعية بعد سعي حثيث ومطالب مستمرة أقرت بالموافقة بعد مقابلة الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - ومع كل ما تحقق نتطلع لطموحات لا سقف لها. وأوضحت أخضر بقولها "إن الدعم المالي يأتي للجمعية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية فبحسب النظام تمنح الوزارة كل فرع عند الافتتاح مبلغ (50) ألف ريال، بعدها تتم زيادة الدعم بناء على نشاط الفرع وبرامجه وآليات عمله إلى ان يقف الدعم إلى سقف محدد لا يتجاوز مليون ريال. عجز مالي يحد من الطموحات وحول مدى اكتفاء فرع الرياض ماديا مقابل الأنشطة المقدمة أكدت الأستاذة سهام الدوسري بقولها " إن جمعية المتقاعدين في كافة فروعها في المملكة بشكل عام والرياض بشكل خاص تعاني من عجز مالي يحد من طموحاتها المستقبلية والتى تستدعي من الجميع الدعم لتقوم بدورها لخدمة المتقاعدين بكافة المجالات، لافتة إلى أن اللجنة تتطلع إلى إيجاد حلول من خلال برامج استثمارية تدعم المشاريع والأنشطة النسائية التي نقيمها بين فترة وأخرى، كعمل بازارات داخل مبنى اللجنة خلال اللقاءات الدورية التي تنظم. وتزيد الدوسري "كما نواجه في الجمعية من عدم تعاون بعض الإدارات بالقطاعين الخاص والعام من البنوك والشركات والمؤسسات ورجال الأعمال مما يصيبنا بخيبة أمل، مبينة أن غالب المبادرات لا تتعدى الوعود ولا تدخل حيز الجدية في التطبيق، فهي وعود كلامية، ومساندات معنوية، لا يتبعها أي تواصل مع الجمعية، ونحن نعمل في الجمعية على حماية ودعم المتقاعدين وتعريفهم بحقوقهم ودعمهم لذلك نحتاج نحن إلى من يدعمنا ماديا وعمليا كمتطوعات، ومع ذلك نحن لا ننكر أن هناك أيادي بيضاء تمتد بعطائها اللامحدود والمتمثل في جهود الإنسانة الرائعة سمو الأميرة المهندسة الجوهرة بنت سعود بن ثنيان مديرة مركز الأمير سلمان الاجتماعي والرئيسة الفخرية للجمعية ودعمها لنشاط الجمعية حيث استطاعت في وقت وجيز أن تستقطب عددا كبيرا من العضوات المتقاعدات كما فتحت لنا أبواب المركز لإقامة أي فعالية أو نشاط يخدم فئة المتقاعدات. وعن نشاط الديوانية الثقافية توضح الدوسري " يقام كل أسبوع نشاط مكثف لعضوات الجمعية بهدف الالتقاء الأخوي والاجتماعي وتقوية الأواصر بين العضوات ومناقشة كل ما يهم المتقاعدات ومناقشة أنشطة اللجنة وتضيف " منذ استلامي للجنة أقمنا 10 جلسات للديوانية الثقافية الأسبوعية والتي تحضرها العضوات في مقر اللجنة الرئيس في حي المحمدية حيث يتم فيها حفظ ما يتيسر من القرآن الكريم ومناقشة كل ما يهم اللجنة النسائية والعضوات، كما نطرح برنامج خاص بالمحاضرات والندوات، وننظم العديد من الرحلات. تعقيدات الروتين وحول عملهن في اللجنة النسائية فرع الرياض توضح الأستاذة فايزة المسعري " أن الجمعية تسعى إلى تصحيح النظرة تجاه التقاعد، والعمل على الاستفادة من الخبرات التراكميّة لدى المتقاعدات وتشجيعهنّ على العمل الاجتماعي والطوعي لإفادة مجتمعهن وأسرهن، داعية جميع المتقاعدات اللاتي على وشك التقاعد إلى الانتساب إلى الجمعية والاستفادة من الخدمات التي تقدمها. حول المعوقات التي تواجه كادر اللجنة النسائية للقيام بعملها بالوجه المتكامل توضح المسعري " يعيق عملنا عدم وجود مركز متكامل وعدم تفعيل الموقع الالكتروني الذي يساعدنا في نشر الوعي واستقطاب أكبر عدد من المتقاعدين وكذلك مازلنا محدودي الأنشطة خاصة القطاع النسائي إذ ما زالت أنشطة الجمعية مرتبطة بتعقيدات الروتين.. كما أن الجميع يعلم ان العمل التطوعي لدينا مازال يحتاج إلى توعية المجموعة داخل لجان المتقاعدات حيث كثيراً ما نواجه بالرفض بعدم العمل معنا في الجمعية من قبل بعض المتقاعدات لعدم فهمهن لأهمية العمل التطوعي في مثل هذه المجالات.. كذلك نفتقد إلى الكادر الوظيفي داخل الجمعية لعدم وجود ميزانية ثابتة لتسيير أعمال الجمعية فمن الصعب تحقيق أهداف الجمعية في ظل ندرة المال. شراكات واتفاقيات وحول الاتفاقيات والشراكات بين الجمعية والقطاعات الأخرى تبين الدكتورة فوزية بقولها " عقدت وزارة التربية والتعليم اتفاقية مع شركة البيك بأن تشارك بنظام داخل المدارس يتعلق بتجربة الجودة العالية بشأن الخدمات التي تقدم للطلبة والطالبات واختارت لهذا العمل جمعية المتقاعدين كوسيط بينها ووزارة التربية والتعليم وتم اختيار بعض المتقاعدات كمشرفات واختصاصيات لمتابعة هذا البرنامج من خلال الاستفادة من المتقاعدين والمتقاعدات لمعرفتهم وخبرتهم، ولكي تستفيد الشركة وبالتالي يستفيد المتقاعدون من الفئتين. وحول نظام التقاعد الخاص بالمرأة ومدى حاجته للتغيير في بعض بنوده تذكر الدوسري بأننا في اللجنة سيكون هذا موضوع ملتقانا الثالث والذي سنستضيف من خلاله مديرة الفرع النسائي في المؤسسة العامة للتقاعد الأستاذة فاطمة العلي ومناقشة جميع المواضيع التي تخص التقاعد وتسوية المعاش والمكافآت وجميع الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمتقاعدين والمتقاعدات. وفي نهاية اللقاء قدمت مديرة التحرير الأستاذة نوال الراشد دروعا تذكارية كما قدمت الدكتورة فوزية درعا لصحيفة الرياض نظير مشاركاتها الفاعلة في خدمة الجمعية. منسوبات الجمعية قدمن درعاً ل «الرياض» منسوبات جمعية التقاعد في ضيافة القسم النسائي بجريدة «الرياض» إحدى المتقاعدات تدون معلوماتها الشخصية لاستثمار العضوية