ناشدت مُمثّلتي كلية المجتمع على الهواء مباشرة في برنامج "يا هلا" على قناة "روتانا خليجية"، بإغلاق الكلية التي حرمتهن التوظيف منذ عشرة أعوام، ومساواتهن بالكليات المتوسطة، وإنقاذهن من شبح البطالة؛ بسبب تهرّب وزارتي التعليم العالي والتربية من حل قضيتهن، وتوظيفهن على وظائف إدارية ما زال يعمل بها غير المختصات بها، وشهدت الحلقة عدم تجاوب مسؤولي وزارة الخدمة المدنية مع الدعوة المُقدّمة لهم؛ للمشاركة في الحلقة للتعليق حول مجريات القضية. ووفقاً لمخلّص الحلقة الذي بُثّت في الثامنة من مساء أمس الجمعة، مع الإعلامي علي العلياني، واستضاف كلاً من الخريجتين "أفراح الرويلي"، و"ريم التويجري"؛ لتمثيل زميلاتهن في الحديث عن ملف القضية المُهمّش منذ أعوام دون حلول.
وشهدت الحلقة مشاركة هاتفية لرئيس قسم الإدارة والتربية بجامعة الملك سعود سابقاً الدكتور عبد الله المانع، واستقبله "العلياني" بموجز عن فكرة الحياة ونهايتها، قال فيها إن تجربة كلية المجتمع كانت موجودة في أمريكا ودول كثيرة؛ والهدف منها خلق وظائف جديدة، وأيضاً تخفيفاً للضغط على المناطق الرئيسية؛ وأعطيَ المجال للأطراف، وكانت هنالك وعود بأن كان هناك تخصصان وهما الحاسب الآلي واللغة الانجليزية أنها تكون بالمدارس الابتدائية للتعليم الحكومي؛ ولكن في النهاية درسهم لهدف ما ألغي، وكانت تحت مظلة التربية والتعليم ثم أصبحت تحت مظلة التعليم العالي وبالنهاية هم الضحايا".
وحمّل "المانع" السبب في كون وزارتي "التعليم العالي والخدمة المدنية" أصبح التناهب بينهما ضعيفاً بعد عجزهما عن حل القضية التي ليست لعام أو عامين بل مُنذ عشرة أعوام.
وأضاف: "الحكومة لا نلقي عليها اللوم في الصرف المالي، فالمملكة العربية السعودية تصرف مبالغ ضخمة وتضخ مالاً كبيراً، وهي تعتبر من أكثر الدول التنافسية في العالم بالنسبة للتعليم العالي، فلا تعذر وزارة التعليم العالي".
وعبّر "المانع" عن تألمه مما حدث، بقوله: "التابعية التي صارت والتنقل الكبير لكليات المجتمع، التي كانت تتبع رئاسة البنات، ثم وزارة التربية والتعليم؛ ومن ثم وزارة التعليم العالي، ثم إلى جامعة الملك سعود، ثم إلى جامعة ناشئة اسمها جامعة الحدود الشمالية".
وأتبع قائلاً: "التنقل السريع في منظمة الهيكلية الإدارية في الجامعة كوّن إشكالية كبيرة؛ وأصبح يوجد فراغات يصعب سدها والضحية هي الخريجات".
وختم مشاركته مطالباً بأن يكون هنالك حلٌ جذريٌ الآن، بقوله: "يجب أن يكون هنالك بحث سريع ومتكامل؛ هذا البحث يسلم لصاحب القرار، ويتخذ فيه قراراً، ويعرف سبب عدم التوظيف ويحاسَب".
وعن حال الخريجات، تحدّثت أولاً الخريجة أفراح الرويلي من استديو القناة بقولها: "تخرجت عام 1427/ 1428ه؛ تخصص علوم حاسب، وقدّمت على كذا وظيفة بالقطاع الحكومي من ضمنهم التشغيل الذاتي؛ وجميعها لم يكتمل القبول، ثم تقدّمت على وظائف بالقطاع الخاص، ولكن كان الراتب ضعيفاً 1000 ريال وابتعدت عنها".
وشاركتها زميلتها "ريم التويجري" قائلة: "تخرّجت عام 2005م، ومنذ 10 أعوام لم يتم قبولي بأي وظيفة، رغم تقدّمي على وظائف جدارة بالخدمة المدنية، ولكن مع الأسف لا يوجد أيقونة تُتيح لخريجات كلية المجتمع التقديم عليها".
وأضافت: "رغم كل محاولات التقدّم في مسابقات وظيفية أسوة بغيرنا نُفاجأ بأن الاستبعاد هو ما اعتدناه، وعند المراجعة للخدمة المدنية نُصدم بالكلمة المعتادة سنوياً لا توجد لوائح وظيفية لكُنّ".
وعن معاناتها مع البطالة تحدّثت الخريجة "التويجري" بقولها: "تقدّمت على عدة وظائف ولكن بمجرد معرفة أنني خريجة كلية مجتمع يتم استبعادي؛ لدرجة يقبلون بشهادة الثانوية العامة بدلاً من كلية المجتمع".
وأردفت بالقول: "بالنسبة لخريجات المجتمع ولا خريجة توظفت يعني لو فيه نسبة 1% كان صار عندنا بصيص أمل، ولكن مع الأسف لم يتم توظيف خريجة واحدة، مع العلم أن خريجات المعاهد الخاصة يتم توظيفهن وهن يحملن نفس التخصصات".
وأشارت "التويجري" إلى أنها حاولت مناقشة أمر قضيتهن مع المسؤولين، ولكن النتيجة أن الوظائف غير متاحة لخريجات المجتمع، معبّرة عن صدمتها مما أسمته بالتخبّط الوزاري في الخدمة المدنية، بعد أن أكّد مختصون أن الخريجات يلزم تعيينهن على المرتبة السادسة، بينما قال موظفو الأخيرة لها إن كلية المجتمع لا يوجد لها لوائح وظيفية بالوزارة.
وطالبت "التويجري" بأن يتم إغلاق كلية المجتمع التي لم تُتِح التوظيف لأي خريجة حتى الآن، وناشدت خادم الحرمين الشريفين ووزير التربية والتعليم أن يتدخّلا للنظر في قضيتهن؛ وأن يُساويهن بخريجات الكليات المتوسّطة.