بدأت خريجات كلية المجتمع بإطلاق مناشداتهن عقب استثنائهن من الحصر الأخير لحاملات الدبلوم في موقع الخدمة المدنية، مناشدات المليك برفع الظلم الذي وقع عليهن لأكثر من 10 أعوام، وحرمهن التصنيف من الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم حسب قولهن. وحصلت "سبق" على خطابٍ مُرفق به أسماء أكثر من 150 خريجة، قُدِّم لوزير التربية والتعليم، مُعرباتٍ عن تفاؤلهن بكونه سيُلبي مطالبهن الواضحة في النظر حول معاناتهن، وعدم قُبوله ببقاء فتيات بلده يُصارعن البطالة لسنواتٍ عِجاف تجاوزت عند بعضهن العشرة أعوام.
قالت الخريجات فيه: "نحن خريجات كلية المجتمع في شتى أنحاء البلاد، عانينا كثيراً من أجل الحصول على وظائف، مُنذ أكثر من 10 أعوام، لم يتم تصنيفنا من وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم؛ ما تسبّب في تحطيم الخريجات وتهميشهن، بل قتلاً لأحلام مئات الخريجات منهن".
وسردت الخريجات معاناتهن مُنذ بداية الدراسة في الكلية بقولهم: "درسنا في الكلية بدون مكافأة مالية، رغم كوننا نُعد مثل خريجات البكالوريوس في الدراسة والعلم، ولكن أصبح التلاعب يدور حول شهاداتنا، بعدما طُبع على بعض الشهادات ختم وزارة التربية والتعليم والبعض الآخر بأختام جامعات سعودية، رغم كون تصنيفنا واحداً والمصدر واحداً، وكذلك تحملنا مشاق ومتاعب شراء المناهج الدراسية من حسابنا الخاص والصرف على وسائل المواصلات بمبالغ مرتفعة، لاسيما الدارسات من القرى والهجر النائية".
وأشارت الخريجات إلى كون صدمتهن هي عن وجود شواغر كثيرة، ولكن بدون تصنيف وزاري، مؤكداتٍ بأن الكليات لديهن كانت تُمنيهن خيراً فور التخرّج، ولكن اتضح لاحقاً أن ما كان لا يُعد كونه سِوى "أحلام اليقظة والسراب".
وقالت الخريجات: إن المُتسبب الأول والأخير في حرمان الخريجات من التعيين "وزارتا الخدمة المدنية والتربية والتعليم"؛ إذ لا زالت الكليات تستقبل كل عام مئات الطالبات الباحثات عن أملٍ وظيفي بعد تخدير المسؤولين لهن بالتوظيف، ليلحقن بما سبقهن من عشرات الأعوام، ولا زلن يعشن الأحلام والأوهام.
وتابعت الخريجات: "صُدِمنا بالحصر الأخير الذي أعلنت عنه وزارة الخدمة المدنية لخريجات حملة الدبلوم دون خدمة المجتمع، رغم كونهن أكثر شريحة وأكثر تخصصاً ومستوى ومن كليات معروفة وبمعدّلات دراسية مرتفعة تؤهلهن للعمل".
وأعربت الخريجات عن صدمتهن مما آلت إليه أحلامهن، بعد أن تم التعاقد مع بعضهن كمعلمات للحاسب الآلي، وعندما كبرت الأحلام والآمال بالتثبيت، والتعيين تم استبعادهن بحجة أنهن غير تربويات.
وتذمَّرت الخريجات من القرار غير المنصف في نظرهن من إتاحة الفرص الوظيفية لخريجات معاهد المعلمات والثانوية لمن يحملن دبلوم حاسب آلي، رغم كون المتخصص في ذلك هن خريجات كلية المجتمع والجامعات فحسب.
وقالت الخريجات أيضاً: "تخصص الإدارة المكتبية والسكرتارية أحق بالوظائف التربوية في المدارس؛ لكون هذا تخصص دراستهن ويملكن الخبرة الكافية فيه وأحق من غيرهن من الخريجات اللاتي وُضِعن في غير مهام عملهن حسب التخصص والمستوى".
وختمت الخريجات معاناتهن بالقول: "جميع خريجات كليات المجتمع بمختلف المسميات والأقسام والتخصصات في كل البلاد، يحلمن بالتوظيف، إذ ما يزلن عاطلاتٍ عن العمل، باستثناء دفعة واحدة كان لها النصيب والشمولية في الأمر الملكي الذي أنقذهن سابقاً بالتوظيف"، مُضيفات: "لو عَلِم والدنا العطوف الرحوم بما يُعانينه بناته خريجات كلية المجتمع من الظلم والتهميش ولأكثر من 10 أعوام، لن يخذلهن مثلما فعل مع خريجات معاهد المعلمات وخريجات الجامعات والكليات الأخرى"، مؤكدات بأنهن لا يُردن سِوى "التنصيف والتوظيف".
وعلِمت "سبق" أن الخريجات سيتقدمن بشكوى صباح يوم غدٍ الإثنين لديوان المظالم، متفائلات بأن يكون له تفاعل وتجاوب مع قضيتهن الشائكة مُنذ أعوام.