واصل مؤشر الأسهم السعودية، أمس، تراجعه للجلسة الخامسة على التوالي، إذ سجلت جلسة الأمس تراجعا بنسبة كبيرة بلغت 6.7 % فوصل المؤشر دون مستوى 5800 نقطة، مسجلا 5760 نقطة ليخسر 416 نقطة دفعة واحدة، في أكبر تراجع يومي منذ نوفمبر 2008، ومواصلا تراجعه عند أدنى مستوى إغلاق له منذ سبتمبر الماضي، فاقدا كل مكاسبه المحققة هذا العام، في حين بلغت قيمة التداولات نحو 5.3 مليار ريال مع نهاية الجلسة. ويشهد المؤشر العام للسوق انخفاضا منذ بداية الشهر الجاري، تزامنا مع تراجع الأسواق العالمية على خلفية أزمة الديون اليونانية، بلغت نسبته حتى اليوم نحو 17 %، وكان المؤشر قد وصل نهاية إبريل الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 18 شهرا عند 6929 نقطة، وبالأمس انخفضت أغلب الأسهم المدرجة بنسب حادة تجاوزت ال 5 %، في مقدمتها أسهم شركات قطاع البتروكيماويات المتراجعة جميعها بأكثر من 8 % ما عدا سافكو ب 4 %، إذ خسرت سابك بنسبة 10 %، والراجحي 7.3 %، وبنك الرياض 5.9 %، وسامبا 5.5 %، والاتصالات 6.8 %، وأغلقت 39 شركة منخفضة بالقيمة القصوى مع اختفاء الطلبات. وحول هذا الانهيار قال المحلل في سوق المال عبدالرحمن السماري، إنه جاء استجابة واضحة لما حصل في الأسواق العالمية التي خسرت جميعها بسبب الفزع الحاصل من التعثر الاقتصادي في منطقة اليورو بسبب أزمة اليونان، إضافة إلى ظهور مخاوف من اشتعال حرب بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، إذ أثرت مثل هذه الأخبار على السوق الأمريكية بالأمس، وكانت سببا رئيسيا لنزول سوق الأسهم في آخر جلسات التداول. وأوضح السماري أن هذين السببين اجتمعا وسببا انهيارا في مختلف أسواق العالم وليس في السوق السعودية فقط، مشيرا إلى أن: «الذي يحدث في السوق السعودية مشابه لما يحدث في الأسواق العالمية، والحلول لرجوع السوق إلى وضعها الطبيعي، تكمن في تهدئة الأوضاع السياسية بين الكوريتين ومزيد من الإصلاح المالي في الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه الحلول ستحتاج إلى وقت، ونتوقع أن تدخل السوق السعودية قريبا مرحلة الاستقرار والتماسك لتصبح قادرة على التحرك بعيدا عن التأثيرات الاقتصادية في الأسواق العالمية». ومن جهة أخرى، أوضح المحلل المالي فيصل الصيرفي، أن انهيار السوق السعودية دائما يكون متعلقا بعدد من العوامل التي تؤثر عليها سلبا، وأحد تلك الأسباب التي أثرت في السوق انخفاض السوق الأوروبية بسبب ديون الخزينة «الصناديق السيادية» وانخفاض اليورو أمام الدولار إلى 1.22 أي ما يعادل دولارا، وهذا ما حصل أمس، كما أن السوق الأمريكية للأسهم «ناسداك» انخفضت 3 % عن الافتتاح، كذلك لا يخفى أن عامل نزول البترول له تأثير على السوق، حيث شاهدنا اليوم انخفاضا بدولار في العقود العاجلة، ما أثر سلبا على الشركات الكبيرة التي هبطت بالسوق نحو 7 %. وقال الخبير الاقتصادي في الأسهم الدكتور علي الدقاق، إن نزول السوق يوم أمس، سببه الأوضاع العالمية بالذات ديون أوروبا والأوضاع في أمريكا والأوضاع الإقليمية، فيما يتعلق بالاحتقان السياسي في إيران والكوريتين وفنزويلا، وهذه جميعا سبب ما حدث في السوق أمس، فالمتغيرات في أسعار الأسهم والمنتجات والأرباح جميعها مغيبة، فالأوضاع العالمية تم استغلالها أكثر من اللازم ولا يوجد ما يبرر هذا النزول القوي، لكن السوق جاهزة للنزول لمنطقة ستة آلاف، ولم يكن هناك مشكلة، لكن هناك شركات كبيرة كالبنوك وسابك لها تأثير كبير وتوجه السوق ارتفاعا ونزولا، وهذه نقطة غير صحية، عموما السوق الأمريكية انكسرت عشرة آلاف وهذه إحدى النقاط، ولكن لا نريد أن نعطي صورة تشاؤمية فقد يرتفع في لحظة، لأن السوق السعودية تعتبر ناشئة وواعدة. من جانب آخر، قال المحلل المالي تركي فدعق إن الأزمة المالية الأوروبية السبب الرئيسي في ذلك الانهيار، إضافة إلى انخفاض توقعات المستثمرين عن أرباح شركات البتروكيماويات، وهذه موجة هابطة تمر بالسوق، فالسوق السعودية الآن سوق هشة، تتأثر بحدة سواء في الارتفاع أو الانخفاض