انهارت الأسهم السعودية أمس، واكتست شاشة التداول باللون الأحمر، وأغلق مؤشر سوق الأسهم على خسارة بلغت 6.75 في المئة، ليستقر دون مستوى 6 آلاف نقطة للمرة الأولى منذ تسعة أشهر، وبلغ 5760 نقطةفي حين تجاوزت قيمة التداولات 5 بلايين ريال.. وتكبد المستثمرين خسائر «باهظة»، فيما وصف محللون ماليون واقتصاديون وضع السوق بأنه «خارج التقييم الفني»، وحملوا المضاربين الجانب الأكبر من مسؤولية هبوط السوق، واستغربوا هذا التراجع الكبير للسوق منذ أزمة اليونان. وانتقدوا صمت هيئة السوق المالية تجاه الوضع الراهن في السوق، مشيرين إلى أن هناك محافظ كبيرة تدير السوق وتدفعها إلى الاتجاه الذي تريده. وقال الخبير الاقتصادي بجامعة الملك سعود الدكتور زايد الحصان إن «السوق لا تخضع للتقييم الفني والاقتصادي حالياً، وهناك استغلال شرس من المضاربين في السوق عند انخفاضها»، مبدياً استغرابه لما وصفه ب «صمت هيئة السوق المالية على ما يحصل في السوق من هبوط غير مبرر. وأشار الحصان إلى أنه «من المتوقع أن يكون هذا السكوت من هيئة السوق المالية ناتج عن وجود مشكلة كبيرة في السوق لا يعلمها المتداول العادي، قد تدفع إلى المزيد من الخسائر»، مشيراً إلى أن نزول السوق الراهن قد يعكس صورة سلبية لدى المتعاملين الأجانب عن أوضاع السوق، وهذا يعتبر خطراً على ثقة المستثمرين بسوق الأسهم السعودية، «ويجب أن يعمل المسؤولون في هيئة السوق المالية على وقف التلاعب، وأن يكونوا في محل الثقة التي أعطيت لهم، لحماية استثمارات المتعاملين في السوق، وإلا عليهم التنحي عن هذه المهمة». من جهته، رأى المحلل المالي مدير الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية نبيل المبارك، أنه «يجد مبرراً لانخفاض السوق، وأن ما يحصل هو استغلال واضح من المضاربين، كما أن هذا الانخفاض يذكرنا بما قالته مصادر قبل شهرين بأن مؤشر السوق سيهبط إلى مستوى 5800 نقطة». وأضاف: «اعتقد بأن السوق تديره مجموعة من المحافظ قادرة على توجيهها في الاتجاه الذي تريده، وأقل ما يقال عن سوق الأسهم السعودية أنها ناشئة». واتهم المبارك هيئة السوق المالية بأنها غير قادرة على السيطرة على المضاربين، مشيراً إلى أن «القرار في السوق هو قرار فردي بنسبة 90 في المئة، وهناك خلل في تركيبة السوق، ولا أحد يستطيع تفسير التغير خلال الأيام الماضية بين الانخفاض والارتفاع». وأعرب المبارك عن اعتقاده بأن «المحافظ الكبرى قادت السوق إلى ارتفاع كبير خلال الفترة الماضية، ما أعطي المستثمرين ثقة في السوق، ثم قام أصحاب تلك المحافظ بالبيع ما دفع السوق إلى الهبوط». وتابع «لا أتوقع أن تدوم التراجعات في السوق طويلاً، وذلك خوفاً من هبوط أسهم بعض الشركات التي تكون مغرية لبعض المستثمرين الأجانب والمحليين». أما المستثمر في سوق الأسهم خالد المقيرن، فوصف انخفاضات السوق بأنها «نفسية»، مشيراً إلى أن تراجع أسعار النفط وأزمة اليونان أثرتا في المستثمرين، ما أدى إلى انخفاض غير مبرر في الوقت الحالي». وأكد المقيرن أن السوق السعودية تعاني من ارتباك حقيقي، وقد تتأثر بعض القطاعات من انخفاض أسعار النفط، ولكن يبقي العامل النفسي مؤثراً بشكل كبير في السوق. أما الخبير الاقتصادي الدكتور علي دقاق فقال أن «العوامل الخارجية من المفترض ألا يكون لها هذا التأثير القوي الحاصل حالياً، وأن نزول السوق بهذه السرعة سببه صناع السوق، متوقعاً عودة السوق قريباً إلى مستويات أعلى، وبخاصة أن الكثير من الأسهم سجلت مستويات متدنية لم تبلغها منذ سنة ماضية. واعتبر «سابك» عائقاً إذ أنها تمثل 23 في المئة من حجم المؤشر، ولذلك يجب تفكيكها إلى شركات، على أن تبقى «سابك» شركة قابضة. يذكر أن المؤشر العام للسوق السعودية أنهى تداولاته الأسبوع الماضي متراجعاً بنسبة 4.3 في المئة، مقارنةً بالأسبوع السابق.