في الوقت الذي يستمر فيه قصف مدينة كوباني السورية بينما لا تحرك الدبابات التركية على الحدود ساكناً، يبقى الأكراد على جانبي الحدود متشككين بعمق من تعهدات أنقرة، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وعلق الكردي فرحات أنك، من مدينة ماردين التركية، على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن يترك كوباني تسقط في يد تنظيم "داعش" قائلاً: "أعتقد أنها خدعة؛ لا أرى شيئاً".
فرحات هو واحد من مئات المتطوعين الأكراد الذين تدفقوا على المنطقة الحدودية بين سورياوتركيا على مدار الأسبوعين الماضيين.
وتجمع الأكراد على الجانب التركي من الحدود للتعبير عن تضامنهم مع أبناء عمومتهم داخل سوريا، كما حاول بعض الأكراد أيضاً تهريب مساعدات أو مقاتلين عبر الحدود.
وتحدث المواطن الكردي من مكان يطل على السياج الحدودي، حيث تسمع أحياناً أصوات الانفجار على الجانب الآخر.
وتعرضت المنطقة الشرقية من المدينة المحاصرة للقصف مرة أخرى صباح الجمعة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من التل الاستراتيجي فوق المدينة.
كما كان هناك أحياناً رشقات بأسلحة صغيرة؛ ما يشير إلى محاولة مقاتلي تنظيم "داعش" دخول كوباني مرة أخرى.
ويؤمن غالبية الأكراد بوجود تحالف بين تركيا وتنظيم "داعش"، ويعتقد البعض أن أنقرة تمدهم بالسلاح سراً.
ويظن الأكراد مثل فرحات أن تركيا سعيدة لرؤية كوباني تسقط؛ لأن هذا من شأنه أن يمثل ضربة كبيرة لوحدات حماية الشعب، الجماعة المسلحة الكردية في سوريا، ستمتد إلى حلفائهم في تركيا وحزب العمال الكردستاني المحظور.
ويرون أن أي شيء يؤخر الأكراد هو خبر جيد بالنسبة لتركيا.
وعلى الرغم من الموقف الحرج لمدينة كوباني إلا أن الأكراد لا يتطلعون لإرسال تركيا قوات لإنقاذ المدينة.
وعندما سألت "بي بي سي" فرحات هل يريد أن تعبر الدبابات التركية المتمركزة على الحدود على بعد مئات المترات من المدينة المحاصرة، وتشارك في القتال ضد التنظيم؟ جاءت إجابته قاطعة بالرفض.
وقال: "إن الأمر سيان، سواء سيطر تنظيم داعش أو تركيا على المنطقة، فعندما سيتدخل الأتراك نعلم أنهم يفكرون في أمر آخر، كتمهيد لاحتلال"."