بدأت السلطات الأميركية أمس اختيار أعضاء هيئة المحلفين تمهيداً لبدء محاكمة مسؤول تنفيذي سابق في جمعية خيرية إسلامية تم حلها، بدعوى تسلمه مبلغ 150 ألف دولار من متبرع مصري الجنسية، وقيامه بغسل ذلك المبلغ من خلال الجمعية الخيرية المشار إليها، ومحاولته إرساله إلى جماعة ثورية تقاتل من أجل إقامة دولة إسلامية في جمهورية الشيشان. وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أمس ان المتهم يدعى بيت سيدا، كما أنه معروف باسم بيروز صدقاتي، وهو يواجه اتهامات تشمل التآمر والتحايل على الضرائب، وعدم الإبلاغ عن إرسال 150 ألف دولار إلى خارج الولاياتالمتحدة. وكان سيدا نفى أن يكون مذنباً، وتمسك بأن المبلغ المذكور كان سيرسل إلى لاجئين وليس مقاتلين. وتزعم صحيفة الاتهام الفيديرالي أن سيدا الذي كان أميناً لمؤسسة الحرمين الإسلامية في آشلاند بولاية أوريغون، تآمر مع زميله الموظف في المؤسسة نفسها السعودي الجنسية سليمان حمد البطحي لغسل تبرع قدمه رجل مصري من خلال المؤسسة، بحيث يبدو المبلغ وكأنه سيستخدم في شراء أرض مسجد في ولاية ميسوري. ووفقا لتقرير نشرته "الحياة"، تقول الحكومة الأميركية إن سيدا قام بترتيبات لتمكين البطحي من السفر إلى الرياض حاملاً المبلغ المذكور معه، اذ قام بإيداعه في أحد البنوك. وذكرت الوكالة أن القاضي الذي ينظر القضية منع المحامين من إطلاق صفة «إرهابي» على أي طرف في القضية، ولا الإشارة إلى الفترة التي قضاها سيدا هارباً من العدالة، ولا التعرض لقضية منفصلة تواجهها مؤسسة الحرمين، وحكم فيها القاضي بأن برنامجاً نفذته الحكومة الأميركية للتنصت على هواتف أشخاص يشتبه بصلتهم بالإرهاب من دون موافقة قاض يعد غير قانوني. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت مؤسسة الحرمين منظمة إرهابية، وصادرت جميع أرصدتها، بما في ذلك منزل في مدينة آشلاند كانت تتخذه مقراً ومسكناً لسيدا. يذكر أن الادعاء الأميركي وجّه اتهامات مماثلة للبطحي، بيد أنه كان عاد إلى السعودية، ولا يمكن تسليمه للولايات المتحدة، بسبب عدم وجود اتفاق لتسليم المتهمين بين البلدين.