شددت وزارة الصحة على تطبيق إجراءاتها الصحية الوقائية والعلاجية على القادمين للحج هذا العام عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل جيد كما هو مخطط لها، مشيرة إلى عدم اكتشاف أي حالات لأمراض معدية حتى الآن، غير أنها لا تزال تنفذ إجراءات احترازية مشددة لمنع وفادة أي أمراض معدية إلى داخل السعودية. وأوضح الدكتور عادل بن محمد تركستاني، مدير مركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي، أن الميناء استقبل حتى الآن نحو عشرة آلاف حاج، أُجريت لهم الإجراءات الوقائية والعلاجية كافة، وتم إعطاؤهم العلاج الوقائي للحماية من الحمى الشوكية، إضافة إلى التأكد من شهادات التطعيم ضد الحمى الصفراء، وكذلك التأكد من أن أحداً من القادمين لم يقم بزيارة أي من الدول الموبوءة بغرب إفريقيا.
وبيّن الدكتور تركستاني أن الفرق الصحية لم تكتشف أي حالات بأمراض معدية، وأن الأوضاع مطمئنة، وأنها لا تزال رغم ذلك تواصل تنفيذ إجراءات مشددة بشأن منع وفادة أي أمراض معدية إلى داخل السعودية عبر استيفاء الجوانب الوقائية والاحترازية كافة التي حددتها وزارة الصحة. وتوقع أن يصل عدد القادمين للحج عبر الميناء هذا العام إلى نحو 15 ألف حاج.
إجراءات وقائية وحول الإجراءات الوقائية التي تقدم للحجاج القادمين أوضح أن الإجراءات الوقائية تبدأ على متن الباخرة بأعمال التوعية الصحية وفق موجهات الوزارة واشتراطاتها الصحية، بعد عقد اجتماع مع الوكلاء الملاحيين المتعاقدين مع البواخر الناقلة للحجاج، وكذلك عقد جلسة مع الطاقم البحري للسفينة لبدء أعمال التوعية، وتزويد الحجاج والركاب بالرسائل الخاصة عبر بوسترات ومطويات. مشيراً إلى توزيع أكثر من 18 ألف مطوية و79 "بوستر" توضع في أماكن بارزة بالباخرة.
ولفت الدكتور تركستاني إلى أن الباخرة السودانية مثلاً تبحر نحو 16 ساعة؛ ما يتيح إعطاء جرعة توعوية كافية، وتزويد الركاب بجميع الرسائل المستهدفة، إضافة إلى توزيع الرسائل المرئية على (سيديهات) لعرضها على أجهزة السفينة المشاهدة، فضلاً عن الإجراءات الاستثنائية التي تطبق هذا العام عند وصول السفينة للميناء، ومنها تعبئة بطاقة الإقرار الصحي لكل حاج، على أن تتم التعبئة بمصداقية عالية لسلامة الحاج والحجاج الآخرين.
الكوادر الصحية وحول القوى العاملة الصحية في الميناء استطرد الدكتور تركستاني أن عدد الكوادر الصحية العاملة بالمركز في الأيام العادية يبلغ 61 موظفاً، ويصل هذا العدد في موسم الحج إلى 100 من مختلف الفئات، منهم 18 طبيباً يضاف إليهم المدير والمدير الطبي، إلى جانب 24 ممرضاً و8 ممرضات و14 مراقب وبائيات وصيدلي قانوني واحد و9 فنيين صيادلة و5 فنيي أشعة، إضافة إلى 19 ما بين إداري وسائق ومستخدم.
خطة طوارئ وكشف مدير مركز المراقبة الصحية أن لدى إدارته خطة طوارئ، تم التفاهم بشأنها مع الإدارات المعنية في ميناء جدة الإسلامي، وقد تم تنفيذ فرضية ناجحة بتطبيق تلك الخطة الخاصة بالميناء لنقل حالة مرض معدٍ مكتشفة بين الحجاج القادمين للحج، وأبدت الجهات المشاركة كافة جاهزية كاملة في حال حدوث أي طارئ – لا قدر الله -. مشيراً إلى مشاركة ثلاث جهات أساسية في الفرضية، شملت (مركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي، إدارة الطوارئ والأزمات بصحة جدة ومركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة) إلى جانب الإدارة العامة للميناء وإدارة الجمارك والجوازات والجهات الأمنية وإدارة الحج.
الكاميرات الحرارية أما بشأن الاستعانة بالكاميرات الحرارية لتعقب الأمراض المعدية فأوضح الدكتور تركستاني أن الكاميرات جاهزة للاستعمال في حالة ورود توجيهات من وزارة الصحة، مشيراً إلى أنه تم فحص تلك الكاميرات شهر ربيع الآخر الماضي، وتم التأكد من سلامتها وجاهزيتها، لكنها لا تُستخدم إلا بتعليمات من وكالة الصحة العامة وفق إجراءات معينة.
وبيّن أن الكاميرات الحرارية جرى استخدامها قبل سنوات عدة إبان أول ظهور لفيروس سارس في الصين، ثم أُعيد استعمالها خلال ظهور إنفلونزا الطيور، ثم أوقف استخدامها لاحقاً. مبيناً أن إدارته جاهزة لإعادة تنصيب تلك الكاميرات في حال تسلمت تعليمات من الوزارة، واستخدامها طبقاً للإجراءات الخاصة.
وحول حجم التنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى بشأن أعمال الحج أفاد الدكتور تركستاني بأن هناك ثلاث لجان تجتمع بصورة دورية، تشمل اللجنة الاستشارية، وتضم جميع مديري الإدارات الحكومية وغير الحكومية العاملة في ميناء جدة الإسلامي، وتجتمع دورياً كل شهر على أن يتم التباحث حول جميع الإجراءات والخطوات التي تنفذ في ميناء جدة الإسلامي، إلى جانب اللجنة الأمنية الخاصة بالسلامة الأمنية، ويتم بها مناقشة جميع الإجراءات التي تقوم بها هذه الجهات داخل الميناء.
وأشار إلى أن العمل جارٍ لتشكيل لجنة خاصة بالأمن الصحي – وهي بطور الإنشاء – وتكون من مهامها مناقشة جميع الإجراءات المتعلقة بصحة الركاب والبحارة القادمين عبر ميناء جدة الإسلامي. لافتاً إلى قوة ومتانة التنسيق مع الجهات كافة من أجل خدمة الحجاج وتحقيق سلامتهم وحماية السعودية من وفادة أي أمراض معدية، سواء في موسم الحج أو غيره.
ومضى الدكتور تركستاني إلى القول بأنه طبقاً لموجهات وزارة الصحة جرى تطبيق الإجراءات الاحترازية بشأن البحارة، تتضمن عدم السماح لهم بمغادرة الميناء إلا بعد عرضهم على الطبيب للتأكد من سلامتهم من الأمراض المعدية. موضحاً أن الإجراءات تشمل - إلى جانب مراقبة الحجاج والقادمين عبر الميناء - أيضاً معاينة البحارة وضرورة عرضهم على الأطباء بمركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي؛ وذلك لتحقيق المزيد من الاحترازات الصحية لسلامة الحج والحجيج.
بعد انتهاء الحج وحول أكثر الأمراض شيوعاً قبل وأثناء وبعد موسم الحج أكد الدكتور تركستاني أنه حسب الإحصائيات خلال الأعوام، وتجاربهم المتراكمة، فإن معظم الحالات هي من الأمراض المزمنة، وغالباً أمراض السكر وضغط الدم؛ والسبب يعود إلى أن بعض الحجاج يتناسون أخذ العلاجات المقررة في أوقاتها المحددة نظراً لانشغالهم بالحج؛ ما يؤثر على صحتهم، لكن لم تكتشف – ولله الحمد - أي أمراض معدية نظراً إلى الإجراءات الوقائية المشددة التي يتم تنفيذها منذ وقت طويل قبل بدء موسم الحج.
وبيّن أن لديهم خطة مفصلة بالإجراءات التي يجري تطبيقها أثناء بدء الحجاج عودتهم إلى بلدانهم عقب انتهاء مناسك الحج، تشمل تنفيذ إجراءات احترازية عدة لسلامتهم، والتأكد من صحتهم، يتم خلالها مناظرة جميع الحجاج في عيادة متخصصة مجهزة بصالة المغادرة، وتقديم خدمات طبية، سواء كانت روتينية أو عاجلة أو طارئة؛ حتى يعود الحجاج إلى بلدانهم وأهاليهم سالمين غانمين.
واختتم الدكتور عادل تركستاني مدير مركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي تصريحه بالشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد على الدعم اللامحدود لخدمة ضيوف الرحمن، كما ثمن جهود القائمين بوزارة الصحة لاهتمامهم بسلامة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك ما يبذله العاملون بالمركز لتنفيذ الإجراءات الوقائية المعتمدة، داعياً الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد وقادتها ذخراً لخدمة الإسلام والمسلمين.