واصلت الحملة التلفزيونية ("داعش" .. جهل الخوارج واختراق الاستخبارات) بثّها الموحّد على أكثر من 25 قناة فضائية لليوم الثالث على التوالي، برعاية "سبق"، وحمّل المشاركون "داعش" المسؤولية في إفساد الثورة السورية وتشتيت الكلمة وشق الصف واستعداء العالم وصرف الأنظار عن النظام المجرم. وقال المشرف العام على مؤسسة رسالة الإسلام الدكتور عبد العزيز الفوزان، إن مَن يعرفون ب "داعش" أسهموا في تقسيم بلاد المسلمين بأفعالهم، وأعطوا المسوّغ لتدخل الأعداء وهم - بحسب قوله - مجرمون مدعومون من استخباراتٍ عالميةٍ ومحليةٍ والشواهد على ذلك أكثر من أن تُحصى.
وشدّد على أن صمام الأمان هم العلماء، وهؤلاء عملوا ما في وسعهم على إسقاط العلماء وتشويههم، مضيفاً: يجب أن نتحمّل الأذى لحماية شبابنا وإيقاف نزيف الدماء، مؤكداً أهمية هذه الحملة "لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز".
كما رأى الفوزان أن "داعش" شوّهت صورة السلفية أيضاً؛ لأنهم يستشهدون بأقوال كبار علماء السلفية ويخرجونها من سياقها لخدمة أهوائهم ويقتطعون النصوص عن سابقها ولاحقها للوصول لما يريدون ويستدلون بالمتشابه من القرآن وهو أمرٌ خطير.
وتابع المشرف العام على مواقع وقنوات رسالة الإسلام: يومياً تأتينا رسائل من هؤلاء مملوءة بالسباب والتكفير والوعيد بالقتل والذبح، وإذا قلنا إن من ضمنهم أناساً مغرراً بهم فهؤلاء ولو لم يكونوا عملاءً فتشبعهم بفكر التكفير أشد خطراً على الأمة من أعدائها لأنهم كفّروا حتى رموز المجاهدين في سوريا كالشيخ زهران علوش؛ جعلوهم رؤوساً في الكفر.
بدوره رأى العميد الأسبق لكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الأستاذ الدكتور سعود الفنيسان، أن داعش هي ابنة القاعدة وربيبتها، وأن رأس الحية في المنطقة هي إيران ويجب قطع الرأس أولاً للقضاء على الأذناب، وأضاف: لو نظرنا للقاعدة عندما قتلت وأفسدت وجدنا أنها جاءت باسم الجهاد ومنشأ ذلك الجهل والعاطفة، ورأى الفنيسان أن الجهاد العيني الآن غير واجب إلا على أهل البلد؛ لأن العالم أصبح مجزأً وليس له إمامٌ واحد.
وقال عميد كلية الشريعة الأسبق: الفكر الداعشي يمثل الجهل المركب باسم الدين وباسم الإسلام وباسم الخلافة، وأضاف: النبي أخبر أنهم حدثاء الأسنان ولذا يغلب عليهم الطيش والجهل والحاجة إلى الظهور والتهور، داعياً إلى ضرورة العناية بالشباب في السجون وفي المصحات النفسية ممَّن تورطوا في هذا الفكر لئلا يعودوا إليه مرة أخرى.
من جانبه، حذّر الأستاذ المساعد بكلية العلوم والدراسات الإنسانية، قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور سعيد بن غليفص القحطاني، من هذا المنهج القائم على اتباع الهوى؛ مشدّداً على أن السلف يقتصرون في تلقي العقيدة على الوحي والسلف يتركون الابتداع لأن الدين كامل.
وعزا القحطاني ضلال هؤلاء؛ لكونهم لم يتلقوا العقيدة الإسلامية على نهج السلف، مؤكداً أن عدم الالتزام بمذهب أهل السنة في التكفير والتبديع والتفسيق له آثار خطيرة، ولذا يجب اتباع المحكم ورد المتشابه إليه وعدم التفريق بين الكتاب والسنة في الاستدلال.
وأضاف: البطالة رأس كل شر ويجب القضاء عليها في أوساط الشباب لسد الكثير من نوافذ الشر، داعياً إلى النصح بالقول اللين وعدم الانجرار إلى مزالق السباب والشتائم والتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن الله - عزّ وجلّ - يقول في شأن فرعون (قولا له قولاً لينا..).
وتواصل الحملة التي تستمر حتى الأربعاء المقبل فعاليتها، الليلة، باستضافة الشيخ عدنان العرعور، والدكتور سعد السبر، والشيخ حمود العمري، على الهواء مباشرةً (09:00 مساءً – 11:30مساءً) بتوقيت مكة المكرّمة، كما تشهد الحلقة مداخلات لكل من رئيس الرابطة الإسلامية في بريطانيا عمر حمدان، ورئيس مجلس الأئمة بالسويد الدكتور حسان موسى، والشيخ محمد المغراوي أحد علماء المغرب، ورئيس جماعة أنصار السنة بالسودان الشيخ إسماعيل الماحي.
وتنشط الحملة عبر الفضاء الإلكتروني على الهاشتاغ #حملة_داعش_جهل الخوارج واختراق_الاستخبارات.