حذّر المشاركون في الحملة التلفزيونية "داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات" في ثاني أيامها، من التكفير الذي يعد البوابة الكبرى لاستحلال الدماء والتهاون فيها؛ مبينين أن التكفير مطلق وشُعب والشباب صيد يقع فيه بسذاجة وبراءة، منبهين أنه على مدار التاريخ لم تُعرف مصيدة الخوارج إلا بقتال المسلمين فقط. واستعرض العالم السوري الشيخ محمد عيد العباسي، خلال ثامن أيام الحملة، ضوابط التكفير الشرعي، مشدداً على أن التكفير حكم شرعي لا يجوز للإنسان أن يخوض فيه، وإنما يحال للقضاء وأهل العلم، مشيراً إلى أنه من الأمور التي تمنع من التكفير الإكراه، فمن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان لا يكّفر؛ فانشراح الصدر بالكفر هو الذي يكّفر، فقد يكون متأولاً فيقول كلاماً ظاهره كفر ولا يكفر.
وقال "العباسي": "هناك كفر مطلق وهناك شُعَب من شعب الكفر، كالكذب ولكن صاحبه لا يكفر".
وأكد الداعية السوري أن كثيراً من هذه الأفكار نشأت تحت وطأة الملاحقة والتضييق، موصياً الحكومات بأن يتركوا الدعاة ينشطون؛ لأن في الفهم الوسطي للدين ما يقضي على هذه التيارات.
وأضاف: "أوصي إخواني العلماء والدعاة بأن ينشطوا ويتواصلوا مع الشباب، وأن يبينوا لهم الحقائق، فعلى مدار التاريخ لم يُعرف الخوارج إلا بقتال المسلمين".
وتساءل أستاذ القانون بجامعة الأمير محمد بن نايف بالخبر الدكتور صالح النويجم، ما معنى أن يقول البعض: هذا قتال فتنة؟ هل يمكن أن تكون داعش على حق مثلا؟!، وأضاف: "يسلم منهم اليهود في فلسطين وكل سهامهم في نحور المسلمين هذا أقرب للإلحاد والزندقة"، وأردف: "كلٌّ يتمنى الشهادة في سبيل الله ولكن هذا ليس جهاداً، هذا ظلم وإجرام، وكثير من أتباعهم مغرّر به".
واعتبر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد بن سعود البشر، أن الوقوف في المنطقة الرمادية خذلان، وعلى كلٍّ في موقعه أن يتكلم ويحذر من الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن مراكز الدراسات الغربية ليست كمراكزنا التي تتعامل في الغالب مع الأمور بسطحية وبساطة، فهم في الغرب يدرسون عمق أي موضوع بحذافيره، سواء العمق السياسي والعمق الديني والجذور التاريخية.
وحذّر أستاذ الإعلام السياسي من المعرفات الوهمية التي تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعي وهدفها إيقاع الشباب عن طريق التأثير على عاطفتهم، لافتاً إلى أن أبرز ما يرمون إليه عبر المعرفات الوهمية استعداء العامة على علمائهم واستثارة المشاكل والعيوب في بلادنا.
وعلّق بالقول: "بالنسبة لشريحة الشباب هناك من يتابع بسذاجة ومن يتابع ببراءة، والمترددون وهم الصيد الأكبر للدواعش عبر وسائل التواصل"، مضيفاً: "يورطون الشباب في التكفير، حتى يصل إلى قناعة أنه يجب أن يهاجر حتى لا يجلس مع هؤلاء المرتدين".
وأكد المفكر الإسلامي السوري الدكتور عبدالكريم بكار أن "داعش" وأشباهها ما هي إلا مجموعات من الجهلة يعودون للنصوص ولا يلتفتون للفقهاء مع كونهم لا يمتلكون أدوات ذلك، مضيفاً: "هناك فقه الضرورة وفقه التدرج وفقه النوازل، لكن هؤلاء لا يعلمون إلا اختزال النصوص، فنجدهم يقاتلون في المناطق المحررة لأنهم يرون أن الجيش الحر والثوار وعوام الناس مرتدون وقتالهم أولى".
تستضيف الحملة الليلة في ثالث أيامها المشرف العام على مؤسسة رسالة الإسلام الدكتور عبدالعزيز الفوزان والدكتور سعود الفنيسان، والداعية الدكتور سعيد بن غليفص القحطاني، وتشهد الحلقة مداخلة من كل من: مسؤول العلاقات العامة برابطة مسلمي بلجيكا كريم شملال، ومدير معهد البخاري للشريعة الإسلامية في لبنان الدكتور سعد الدين الكبي، ورئيس جامعة عبدالله بن ياسين بموريتانيا الشيخ محمد الحسن الددو، والدكتور سليمان البيرة أحد علماء ليبيا، وسفيرة الأممالمتحدة لشؤون المرأة والطفل الدكتورة حصة العون.
يشار إلى أن حملة "داعش جهل الخوارج واختراق الاستخبارات" انطلقت الخميس الماضي في بث تلفزيوني موحد ومباشر عبر أكثر من 25 فضائية، وتستمر حتى يوم الأربعاء القادم "9 مساء - 11:30 مساء" بتوقيت مكةالمكرمة؛ برعاية حصرية من "سبق"، حيث أطلقت الحملة "هاشتاج" على شبكات التواصل الاجتماعي للتفاعل بعنوان #داعش_جهل_الخوارج_واختراق_الاستخبارات.