وصف استشاري الطب الطبيعي والتأهيل بوزارة الصحة ومدير إدارة التأهيل الطبي ب"صحة جدة" الدكتور ناصر آل إبراهيم، حوادث الدهس ب"الأمر المحزن"، لافتاً إلى أن الإعاقة في المملكة العربية السعودية قضية وطنية تخص كل فرد بالمجتمع. وأوضح الدكتور "آل إبراهيم" خلال برنامج "الله يعطيك خيرها" والذي يبث على القناة السعودية والرياضية الأولى وإذاعة جدة مساء الثلاثاء الساعة الثامنة والنصف برعاية "سبق"، أن عمر الطب التأهيلي يبلغ 70 عاماً، متمنياً من وزارة الصحة بذل المزيد من الجهد وتبني المعوقين بشكل كامل، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية.
وأوضح الدكتور "آل إبراهيم" أن الإعاقة تمر بمرحلتين، الأولى تأهيلية، والثانية اجتماعية ما بعد مرحلة التأهيل، مؤكداً أنه يجب تضافر جهود جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتقديم خدمات نموذجية لأصحاب الاحتياجات الخاصة ومنها جسور المشاة.
وطالب الدكتور "ناصر" بإنشاء ممرات للمشاة أسوة بالشوارع، وتبني هذه الثقافة للتخفيف من حوادث الدهس، حيث إن 70% من شرائح المجتمع لا يستطيعون استخدامها لأسباب كثيرة، مؤكداً أن جسور المشاة والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في أماكن الزحام ومنها المدارس من شأنه أن يخفف من حوادث الدهس بشكل كبير.
وأكد ضرورة تبني الوزارات المعنية ومنها وزارة التربية ثقافة تعليم النشء كيفية قطع الطريق بالشكل السليم، حيث إن الكثير من الدول تعزز هذه الثقافة في المجتمع وفي المدرسة تحديداً ومنها مملكة البحرين الشقيقة، مشيراً إلى أنه يجب أولاً إقامة جسور للمشاة يستطيع استخدامها كل شرائح المجتمع، والمعوقين، والتشجيع على هذه الثقافة، ومن ثم البدء بالبحث عن المسببات الأخرى في حال استمرار المشكلة.
بعدها كان المشاهدون على موعد من نجم الإعلام الجديد علي الحميدي، مقدم برنامج "أشكل" على قناة "صاحي" والشهير ب"السيد المسؤول"، وذلك انطلاقاً من حرص البرنامج على تسخير نجومية أفراد المجتمع في خدمة هذه القضية الإنسانية، وإيصال الرسائل التوعوية في المجتمع.
وفي بداية حديثه أشاد "الحميدي" بالبرنامج ودوره في الجانب التوعوي، مبدياً أسفه حول النسب والأرقام التي تخلفها الحوادث المرورية في المملكة.
وشبّه "الحميدي" هذه النسب ب"المرعبة"، وأنها مؤشر غير طبيعي قياساً بعدد سكان المملكة، موجهاً رسالة للجميع لزيارة المستشفيات وأقسام التأهيل والاتعاظ من الحالات التي تعالج في هذه الأقسام.
وأرجع "الحميدي" الأرقام المرتفعة لخلل في الوعي المجتمعي أو الطرقات أو القيادة، مؤكداً أن السرعة والقيادة بتهور سمة مشتركة في غالبية مدن المملكة.
ووجّه "الحميدي" نداء للجهات المختصة بتخصيص دورية مرورية عند كل مدرسة لتنظيم السير وحماية الطلاب، بالإضافة إلى تطوير جسور المشاة، وتعزيز ثقافة استخدام الجسور في المدارس منذ المرحلة الابتدائية.
وفي اتصال هاتفي شرح المتحدث الرسمي لإدارة مرور الشرقية العقيد المهندس علي بن محسن الزهراني، ملابسات حادثة دهس طفلة وشقيقتها بمدينة الدمام، مشيراً إلى أنه يجب انتقاء قائدي الحافلات من قبل المدارس بعناية فائقة؛ نظراً للمسؤولية الكبيرة على السائقين وخاصة سائقي حافلات المدارس.
وكشف العقيد "الزهراني" أن إدارة المرور في المنطقة الشرقية بدأت بتنفيذ عدد من الحلول بالتعاون مع وزارة التربية، كتواجد مشرف مع الطلاب بعد انتهاء الدوام، ووجود معلمين ومعلمات ينظمون آلية الانصراف.
ثم عرض البرنامج تقريراً مؤثراً لمجموعة من الأطفال تعرضوا للدهس وتحولوا لمعوقين، وسرد ذوو المعوقين والأطفال معاناتهم مع الحوادث وما آلت إليه حالهم وتحولهم لمعوقين جراء هذه الحوادث.
وعرض البرنامج أيضاً تقريراً عن الثقافة المجتمعية في التعامل مع جسور المشاة، مجمعين على أن الجسور في بعض المناطق لا تصلح للاستخدام، وبحاجة إلى المزيد من التطوير.
وأكد الجميع أن جسور المشاة أكثر سلامة وأمناً للمجتمع في قطع الشوارع، حيث تحمي المشاة من تهور بعض السائقين.
وأخيراً عرض البرنامج مقطعاً توعوياً لصديق الأطفال "ناصح" حول أهمية الشواخص المرورية والإرشادية والتي يجب معرفتها بالمقام الأول والإلمام بها؛ لما لها من دور في التخفيف من نسبة الحوادث.
وفي ختام الحلقة ذكّر "الغيدان" بجائزة البرنامج للقيادة الآمنة، والتي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون بالتعاون مع شركة توكيلات الجزيرة، وهي عبارة عن ثلاث سيارات فورد فيوجن لثلاثة سائقين ممن ينهون الموسم الأول من البرنامج دون الحصول على أي مخالفة مرورية.
يُذكر أن برنامج "الله يعطيك خيرها" يتيح للمشاهدين إمكانية المشاركة كتابياً عبر حساب البرنامج على تويتر @y36ik أو هاشتاق #يعطيك_خيرها الذي تجاوزت عدد مشاهداته حاجز ال 100 مليون مشاهدة.
ويمكن للمشاهد أيضاً تسجيل بياناته في رابط جائزة توكيلات الجزيرة للقيادة الآمنة والاطلاع على الشروط للفوز بإحدى السيارات الثلاث التي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون للمشاهدين الخالية سجلاتهم من المخالفات المرورية بحسب الشروط الموضحة في هذا الرابط: http://goo.gl/NgYpzi؛ وذلك من باب التشجيع على زرع ثقافة القيادة الآمنة.