كشف ل«عكاظ» الناطق الإعلامي في أمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، عن عزم الأمانة تنفيذ سبعة جسور للمشاة في مدينتي الدماموالخبر قريبا، وذلك للحد من حوادث الدهس «التي تكررت في عدد من الطرق السريعة فيهما بشكل شبه يومي أخيرا». وأكد الصفيان أن الأمانة ستنشئ عددا من الجسور في مدينتي الدماموالخبر بالتنسيق مع بعض المستثمرين. وفيما يخص مشاريع الأمانة أوضح أنه تم إنشاء مشروع جسر المشاة على طريق الملك عبد العزيز في الخبر، بينما المشاريع الجاري تنفيذها هي: مشروع جسر المشاة على تقاطع طريق الملك فهد مع الشارع 19 في الدمام، جسر المشاة على طريق أبو حدرية في الدمام، وجسر المشاة على طريق الملك عبد الله مع شارع الأمير حمود في الخبر. وأضاف الصفيان أن المشاريع التي سيتم تنفيذها مستقبلا هي: مشروع جسر المشاة على طريق الخليج العربي أمام المارينا مول، جسر المشاة على طريق الملك فهد أمام ابن خلدون بلازا، جسر المشاة على طريق الأمير نايف أمام كلية البنات، وجسر المشاة على طريق الأمير نايف أمام مجمع الحياة بلازا في الدمام. من جهته، نفى الناطق الإعلامي في صحة المنطقة الشرقية سامي السليمان، جدوى إنشاء جسر مشاة على الشارع الواقع أمام المستشفى المركزي، وأنه «لن يخدم المستشفى»، مبررا قوله بكثرة المرضى والمراجعين، والوضعية الحالية لمواقف السيارات، ومضيفا أن ذوي المرضى يستطيعون إيصال مرضاهم إلى أقرب عيادة دون الحاجة لجسر للمشاة، وقال «الجسور لا تخدم المرضى الذين يجهدهم استخدامها»، كاشفا في الوقت نفسه عن توجه المستشفى لإنشاء مواقف من عدة طوابق لخدمة المرضى والمراجعين. ورأى المواطن صالح النعيمي، وهو موظف في مؤسسة تقع على شارع رئيسي، أن إنشاء جسور المشاة أمر ضروري في ظل تهور بعض السائقين وعدم التزامهم بقواعد السلامة، خصوصا مع وجود سائقين من صغار السن لا يدركون المسؤولية، مضيفا أن كثيرا من حوادث الدهس وقعت في شوارع مماثلة، فيما يرى أن الحل ليس في تكثيف المطبات الاصطناعية التي «تضر المركبات دون أن تردع المتهورين»، وإنما في إنشاء الجسور. ويقول ولي أمر إحدى الطالبات في الثانوية الرابعة في الدمام، والتي تقع على شارع رئيسي وحيوي، إنه يوقف سيارته في الجانب الآخر يوميا، ويضطر للنزول بصحبة ابنته لقطع الطريق حتى يوصلها بوابة مدرستها، بينما ترى الطالبة عائشة عبد الله أنها تشعر بالخوف يوميا أثناء ذهابها مشيا إلى مدرستها، وأنها تشعر بالقلق الشديد حتى تصل، معربة عن أملها في أن يوضع جسر للمشاة يخلصها من هذا القلق اليومي، أو أن تفتح بوابة أخرى للمدرسة ليست من جهة الشارع. وما زالت الطالبة منى الغامدي التي تدرس في كلية الآداب الواقعة على شارع رئيسي، تذكر منظر دهس إحدى أستاذاتها أثناء عبورها إلى حيث تقف مركبتها على الجهة الأخرى من الشارع قبل عدة سنوات، مؤكدة أنها منذ ذالك الوقت تتردد كثيرا قبل قطع أي شارع. ومن جهة أخرى، يرى بعض من التقتهم «عكاظ» عدم جدوى جسور المشاة، حيث أكد المواطن أبو خالد العامري أنه لا يفضل استخدام جسور المشاة إن وجدت، مبررا ذلك باعتقاده أنها «تضيع الوقت وتطيل المسافة»، فيما يكفي عبور الشارع من أقصر الطرق «قليل من الحذر». وأيده المواطن رائد الشامسي الذي اعتبر أن جسور المشاة لدينا «تكميلية وليست أساسية»، مضيفا أن «مجتمعنا لم يعتد على ثقافة الجسور، كما في بعض المجتمعات الأخرى، والتي أصبحت لديهم حاجة ضرورية». من جهتها، أكدت الأخصائية النفسية مديرة قسم التوعية والعلاقات والتثقيف في مستشفى الأمل ابتسام الدوسري، على أهمية إنشاء جسور للمشاة، وأن وجودها ينمي العادات الحسنة، ويخلق اتجاهات إيجابية لدى الأطفال والكبار، ويعزز مفهوم الحذر والانضباط، ويساعد على اكتشاف الأفراد الذين يعانون من الارتفاعات ومعالجتها، وقالت إن رفض بعض الأشخاص استخدام الجسور ناتج عن ضعف الثقافة الحضارية لديهم، وصعوبة تكيفهم مع المستجدات، وعدم توافر التوعية بأهمية استخدامها، وأضافت أن جسور المشاة تعود الأفراد على الانضباط والنظام، الأمر الذي ينعكس على شخصياتهم وسلوكهم العام مستقبلا. يذكر أن آخر إحصائية للإدارة العامة للمرور في المنطقة الشرقية أشارت إلى وقوع كثير من حوادث الدهس خلال عام 1428ه، خصوصا على الخطوط السريعة، نتجت عنها وفاة وإصابة 759 شخصا.