قال أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود: إن المسجد هو المدرسة الأولى في الإسلام التي تخرج منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم منهج تربوي وتعليمي لما له من تأثير في عقول وأفئدة والمسلمين، ولذا فإنه يحتاج منا إلى عناية كاملة لطيب ما يطرح فيه، ومن هنا جاءت فكرة إقامة هذا المؤتمر لبيان وتوضيح دور الإمام والخطيب لتلك الوظيفة السامية وظيفة الأنبياء والرسل. وأضاف أمير المنطقة خلال افتتاح ملتقى دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية خلال الفترة من الحادي والعشرين وحتى الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة الجاري في قاعة الأمير سلطان الكبرى بالرياض، أن منبر المسجد تقع عليه مسؤولية كبرى في تحقيق الأمن الفكري وتعزيز الانتماء للوطن وتعزيز القيم العصرية والتفاعل مع قضايا الوطن بشدة وحزم بعيداً عن الانتماءات الضيقة والأفكار المتطرفة المفسدة.
وبين الأمير تركي أن هذه البلاد منذ تأسيسها وهي معنية بخدمة العقيدة الإسلامية ونشر الدين الإسلامي الحنيف وهذا نابع كلا منهجها ودستورها القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
من جانبه أوضح وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري فكرة إقامة هذا الملتقى جاءت للمساهمة في حماية البناء الفكري لمجتمعنا السعودي من التأثر بالفتن الجارية في المنطقة ولتحديد الدور المطلوب لكل منهم من واقع تخصصهم.
وأضاف السديري أن بلادنا المباركة تنعم بنعمة الأمن والاستقرار، والرخاء واجتماع الكلمة ووحدة الصف، الذي يحسدنا عليه الكثير، والذي يحاول بعض الأعداء نزعه ونقضه، وبث سمومه وأفكارهم تارة باسم الدين والدعوة، وتارة باسم الإصلاح والتطوير، وتارة باسم المصالح العليا للأمة، وهيهات لهم ذلك.
وبين وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أن خط الدفاع الأول لكل مجتمع لكل هذه النوازل والأزمات هو المؤسسة الدينية والقائمون عليها ومن أوجب واجبات أهل العلم والفتوى والدعوة والقائمين على منابر التوجيه والإرشاد أدى الأمانة الواجبة عليهم بما حملهم الله من علم وبما منحهم من شرف التوجيه في المجتمع كما أن عليهم الوفاء بميثاق الله الذي واثقهم به فإن لم يفعلوا فقد خانوا الأمانة وتولوا عن الواجب المناط بهم تجاه ما يوجه لدينهم ووطنهم من سهام وأفكار بعيدة كل البعد عن منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فيما أشار خطيب جامع دار العلوم بحي الفلاح الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد إلى أن هذا الملتقى الذي يقام حول هذه القيم له خاصيته فالمحل خير محل فأن أحب البقاع إلى الله مساجدها والبلد مهبط الوحي ومأرز الإيمان والقيم قيم الإسلام والحال تحكيم الشرع وتعظيم الوحي واجتماع على الحق إضافة إلى أهمية موضوعه في مقاصده وأبعاده تزامنا ذلك مع حراك عالمي متنوع المشارب متعدد الجوانب وخاصة الجوانب الفكرية والثقافية ببلاغها الإعلامي الذي يتدفق بشكل كبير جداً.
وأكد السعيد أن هذا يدعونا جميعا إلى اغتنام هذه الفرصة لنشر القيم الإسلامية والوقوف صفا واحدا ضد أي فكر متطرف يريد صرف الناس عنها أو انتزاعها أو إحلال قيم سواها مكانها أو تحريفها بما يخرجها عن مفاهيمها الصحيحة ومثل هذه البرامج والملتقيات مما يعين بحول الله وقوته على البناء والتكامل والتعاضد وتحمل المسؤولية الجماعية لحماية المجتمع.