أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم انتهاء تصنيف فيروس H1N1 المسبب لإنفلونزا الخنازير بوصفه وباءً عالمياً، وأن العالم قد تجاوز المرحلة السادسة من مراحل الإنذار بوقوع وباء، وفقاً لتقديرات أعضاء لجنة الطوارئ. وقد أجرت اللجنة تقييمها استناداً إلى الوضع السائد على الصعيد العالمي، وإلى التقارير الواردة من بلدان عدة تشهد الآن انتشار الإنفلونزا في أراضيها. وقالت منظمة الصحة: "إن دخول الفيروس مرحلة ما بعد التصنيف بوصفه وباء "لا يعني اختفاء H1N1 بل إنّ ذلك الفيروس سينتهج نهج الإنفلونزا الموسمية، ويواصل الدوران لسنوات قادمة، وفق التجربة المتوافرة من الأوبئة السابقة". كما لفتت المنظمة إلى أنه في مرحلة ما بعد الوباء قد تظهر بعض حالات تفشي المرض على مستويات محلية، كما يحصل الآن في نيوزيلندا. ولفتت المنظمة إلى أن الإجراءات التي تتخذها السلطات الصحية في الهند ونيوزيلندا، في مجالات التيقظ والكشف السريع عن الحالات وعلاجها وإتخاذ تدابير التطعيم الموصى بها، إنّما هي من الأمثلة على الطريقة التي قد يتعيّن على البلدان الأخرى اتباعها للاستجابة لمقتضيات الوضع في مطلع مرحلة ما بعد الوباء. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنه من الملاحظ في فترة انتشار الوباء فرض فيروس H1N1 سيطرته على الفيروسات الأخرى؛ ليصبح الفيروس المهيمن، ولكن الوضع تبدل الآن. وتشير الدراسات، التي نُشرت في الآونة الأخيرة، إلى أنّ ما بين 20 و40 في المائة من سكان بعض المناطق حول العالم أُصيبوا بفيروس H1N1، وهم يمتلكون الآن قسطاً من المناعة التي تحميهم منه، كما انتشرت نسب عالية من التطعيم باللقاحات حول العالم. وقالت المنظمة إن العالم كان "محظوظ"؛ لأن الفيروس لم يتعرض لطفرة تحوُّله إلى شكل أكثر فتكاً، كما ظلت حالات مقاومة العقاقير المضادة للمرض محدودة. يُشار إلى أن منظمة الصحة كانت قد رفعت درجة التحذير من إنفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة التي تعتبر الأعلى لديها قبل عام، وتسبب ذلك في حالة ذعر واسع حول العالم، وتأثرت المطارات ومرافق السفر، وزاد الإقبال على شراء اللقاحات! وفي وقت لاحق خفّف العلماء من وقع الوباء، وتزايدت الانتقادات الموجهة ضد المنظمة بدعوى تسرعها في التحذير من خطر الفيروس وتضخيمه.