تفاجأ ركاب طائرة خطوط "سما" التي أقلعت من حلب إلي جدة منتصف ليل البارحة، ببقاء حقائب وأمتعة معظمهم في مطار حلب, الأمر الذي أرجعه مسؤولو الشركة الى ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي الى تدني قدرة استيعاب الطائرة. ونقل موقع "سيريا نيوز" الإخباري عن الشيخ عبد القادر الشهابي، أحد المعتمرين، استياءه من الحادثة, قائلاً: "تفاجأنا حين وصولنا إلى مطار جدة، ببقاء أمتعتنا في حلب، وأنا رجل مريض بالقلب، ويتوجب علي تناول بعض الأدوية بشكل يومي، وإلا قد أتعرض إلى نوبة قلبية تدخلني المستشفى". وأضاف الشهابي: "بعد قطع الأمل اتصلت بالطبيب لإعطائي الاسم العلمي للدواء، الذي وجدته بعد جولة على صيدليات جدة استغرقت نحو 3 ساعات، فهل يعقل ذلك؟". ولفت الشهابي إلى أن "مدة رحلة العمرة التي نقوم بها 12 يوماً، سنقوم بالتجول فيها بين جدة والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، فكيف لنا انتظار حقائبنا في جدة؟"، متسائلاً "من المسؤول عن هدر الوقت بالانتظار؟". وقال بطل السباحة هشام مصري، أحد أعضاء وفد العمرة: "أحرجنا بقاء حقائبنا في حلب، لما تحتويه من أمتعة وأغراض شخصية، ولم يبلغنا أحد أثناء الرحلة، حتى وصولنا إلى مطار جدة، حين تفاجأنا بالموضوع، وعسى أن نحصل عليها بسرعة لأهميتها". وأضاف الموقع في تقرير نشره اليوم الخميس, أن المسؤول في شركة "سما للطيران" شادي كتلو، ذكر أن "بقاء الأمتعة في مطار حلب سببه فني بحت، يعود لارتفاع درجات الحرارة، التي تؤدي إلى تدني الحد الأعلى للحمولة، المرتبطة بدرجات الحرارة، وقدرة استيعاب الطائرة، وطول مهبط المطار". وبين كتلو أن "الطائرة التي ضمت 147 مسافراً، معظمهم من المعتمرين، استطاعت شحن عفش مكون من 30 حقيبة فقط، مع بقاء 120 حقيبة في مطار حلب". بدوره, أكد مدير محطة حلب لطيران سما السعودي بدر الجهيني ما قاله كتلو, قائلاً: "ارتفاع درجات الحرارة في حلب حال دون قدرة الطائرة على استيعاب عفش الركاب"، واعداً بأن "الشركة ستوصل الأمتعة للمسافرين بأقصى سرعة ممكنة". ورداً على سؤال حول سبب عدم تخصيص طائرة أخرى لشحن البضائع, قال الجهيني: "حاولنا طلب طائرة شحن من السعودية، لنشحن العفش عبر مطار دمشق، لكن المدير العام للمطارات الداخلية والخارجية في المملكة رفض ذلك". وبالاستفسار هاتفياً من المدير العام لمطارات المملكة موسى البريكيت حول سبب رفضه للفكرة, رد البريكيت: إن "إمكانية إرسال طائرة أخرى غير متوافرة، لما تحتاج إليه أي رحلة إضافية من موافقات وأمور فنية وتقنية وإدارية". وأضاف: "كلفنان مدير المحطة لنقل العفش على متن أول طائرة متجهة إلى جدة، لأي شركة كانت، على حسابنا، وأعتقد أن المسألة ستحل بأقصى سرعة ممكنة". وقدم البريكيت اعتذاره للمسافرين "الذين لم يستلموا أمتعتهم، نتيجة العوامل الجوية الخارجة عن إرادتنا". وحول ما قد يتسبب التأخير من "هدر للوقت" للمعتمرين، أكد البريكيت أنه "سيتم تسليم الحقائب والأمتعة للأشخاص وإيصالها لمكان إقامتهم، أينما حلوا في أرجاء المملكة".