تجاوبت "أمانة الرياض" مع قضية المواطنة التي حُرمت من شعرها وأصيبت بحروق في فروة رأسها، عن طريق العاملات بأحد المشاغل النسائية المعروفة في الرياض، التي نشرت "سبق" تفاصيلها، فقد قامت أمانة الرياض بإغلاق المشغل وتسلمت التقارير الطبية عن حالة المواطنة المتضررة للتواصل معها، حيث تقوم بدراسة مجريات الواقعة وإصدار العقوبة النظامية حيال المشغل. وقد أكدت المواطنة بدورها أنها لن تسكت عن حقها وما تعرضت له من تشوه بسبب تلك الأعمال الخاطئة المرتكبة من قبل العاملات في المشغل، وأعربت عن شكرها ل "سبق" لأنها أوصلت معاناتها وما لحقها من ضرر بعين الحق والصواب، وأنها كانت -بعد الله- وراء التفاعل الكبير الذي وجدَ صدى لدى المسؤول.
وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل القضية، عندما تسبَّبَ أحد المشاغل النسائية المعروفة بأحد أحياء الرياض في حرمان امرأة من شعرها وإصابتها بحروق في فروة رأسها، أدت إلى نزيفٍ في بعض أجزائها؛ حيث إن عاملتين عربيتين استخدمتا مادة كيميائية نفاثة ك "صبغة لونية".
وقرر الزوج تصعيد الموقف وتقديم شكوى إلى أمانة الرياض، وكشفَ أن العاملتين مخالفتان للمهنة وأنهما من الخَيَّاطات وليستا خبيرتين في أعمال الكوافير.
وكشف تقرير طبي رسمي الوضع الصحي للمرأة بعد زوال شعرها.
وكانت المرأة "25 عاماً" -تحتفظ "سبق" باسمها وكافة الإثباتات والمستندات الخاصة بها- قد اختارت أحد المشاغل النسائية المعروفة في حي الربوة في الرياض للحصول على الخدمة.
وقالت المرأة: "زرت مشغلاً نسائياً بعد أن اتصلت واستفسرت عن نوعية الصبغات المستعملة، وأخبرتني العاملة بأن نوعية الصبغات لديهم جميعها طبيعية بالزبادي، وأكدت أنها لا تؤثر مطلقاً على الشعر؛ بل تعطيه حيوية ولوناً جميلاً مع عدم سحب لون للشعر، وإنما يتم العمل بغسيل لون وهو لا يؤثر مطلقاً".
وأضافت: "توجهت إلى هذا المكان في الساعة الثالثة والنصف عصراً، واستقبلتني الكوافيرة المصرية، وكانت كثيرة الكلام ومتذمِّرة جداً وتَعاملها غير مريح، وقامت بوضع مادة نفاثة على شعري بلون أزرق فاتح بمساعدة الكوافيرة المغربية، وقامتا بتغطية الشعر بكيس بلاستيك، وكنت أشعر بحرارة شديدة في فروة رأسي وكانت العاملة تطَمْئِننِي بأن هذا الوضع طبيعي جداً".
وأردفت: "وبعد مرور ساعتين تقريباً لم أستطع التحمل وطلبت من العاملة غسل المادة فوراً، وكانت تتذمر وقتها وتقول إنها متعبة، وطلبت مني انتظار الكوافيرة الأخرى حتى تعود وتغسل المادة".
وتابعت المرأة: "عندما غسَلتا الشعر وَضَعَتا "الصبغة الطبيعية"، مع العلم أنني كنت أشم رائحة "البروكسيد الكيميائي" المستخدم بالصبغات الكيميائية بعد وضعها على الشعر، وطلبت مني العاملة الانتظار وانتظرت لمدة لا تقل عن المدة السابقة، وعندما طلبت منها أن تغسل الشعر لأن فروة الرأس أصبحت تؤلمني من الحرارة؛ أخبرتني بأن الصبغة طبيعية وتحتاج مزيداً من الوقت ليظهر اللون".
وقالت: "في النهاية قامت بغسل الشعر، وعندما قامت بتمشيطه كانت نظراتها لي غريبة وأخبرتني بأنها تريد تقصير الشعر حتى يتجدد ويصبح أكثر حيوية، لكنني رفضت ذلك؛ لأن شعري كان طويلاً ولا أريد تقصيره، وعندما نظرت لشعري وتَحَسَّسْته بيدي أصِبْت بحالة ذهول وصدمة؛ حيث بات الشعر كالمادة المطاطية وعند لمسه أو تمشيطه يتقطع تماماً بكل سهولة".
وأضافت: "صرخت من هول المفاجأة، وطلبتْ العاملة مني أن أسمح لها بقصّ أطراف الشعر، ولكنني لاحظت أن المشكلة في الشعر بالكامل".
وأردفت: "تأكدت أن ثلاثة أرباع الشعر متآكلة، وتحتاج إلى المزيد من القص، فطلبت منها التوقف وطالبتها باسترجاع المبلغ كاملاً، فصرخت في وجهي وأخبرتني بأن المشكلة تكمن في طبيعة شعري، رغم أنها كانت تذكر الله عند رؤيتها لشعري ولم يكن فيه أي مشكلة قبل أن تقوم بإعدامه".
وتابعت المرأة في حديثها ل "سبق": "اتصلت بموظفة سعودية بالمشغل؛ لأنها المسؤولة عن المكان، وشرحت لها الموضوع كاملاً فقامت بالاتصال بالكوافيرة وطلبت منها أن تعيد لي مبلغ 500 ريال فقط، وأخبرتني بأن المبلغ المتبقي هو "شغل يدها"؛ فهل إعدام الشعر أصبح "شغل يد".
وقالت: "لقد دفعت 1300 ريال ولم يعطوني سوى 500 ريال وطلبوا مني أن أَحضر في اليوم التالي؛ حتى ترى المسؤولة السعودية شعري وتعوضني وتأخذ لي حقي".
وأضافت: "عندما جاء اليوم التالي اتصلتْ بي المسؤولة وطلبت رقم حسابي؛ لتودع لي فيه المبلغ المتبقي، ورفضتْ أن أحضر للمكان؛ لأنها كانت تخشى من الفضيحة أمام الزبائن، فأعطيتها رقم الحساب، فإذا بها تتصل بي في اليوم التالي لذلك وتطلب حضوري شخصياً لتقييم حالة شعري".
وأردفت: "فروة الرأس لديَّ متضررة وملتهبة جداً، وأصبت بجروح ودم متَخثِّر على المسام، وقد صدر تقرير طبي يؤكد ذلك".
وأكد زوج المرأة أنه سيصعّد الموقف وأنه ينتظر أن تتخذ الأمانة إجراءات نظامية لمحاسبة المتسبِّبين في الواقعة، وشدد على أنه لن يتنازل عن حق زوجته.