بلغت حالة اعتصام أكثر من 400 من خريجي كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 أمام مبنى وزارة التربية والتعليم مساء اليوم الثلاثاء ذروتها في يومها الثالث على التوالي تحت وطأة درجات حرارة تلامس ال 50 درجة مئوية، ما استجلب شفقة بعض المواطنين الذين قدموا لهم الطعام والشراب وعرضوا استضافتهم. وحذر أحد المتابعين أن الوضع الراهن سيؤدي إلى انعكاسات نفسية سلبية تطال الخريجين، فيما يشكل ذلك خرقاً لحقوق الإنسان بالمملكة- على حد قوله- مطالباً وزارة التربية بتدارك الوضع الحالي وتعيينهم بشكل عاجل. وذكر الخريج مغرم الغامدي المتحدث باسم الخريجين من دفعتي عامي 1427 و1428ه ل"سبق" أن عدداً من أخصائيي التغذية توافدوا مساء أمس وأول من أمس إلى الخريجين في أماكن تجمعهم على أرصفة مبنى وزارة التربية للاطمئنان عليهم والوقوف على حالتهم النفسية والعضوية، ومحاولة ثنيهم عن الإضراب عن الأكل والشرب. وقال إن عدداً من المواطنين طالبوا الخريجين المتجمعين أمام مبنى الوزارة بالتوجه معهم إلى منازلهم لإيوائهم من حرارة الشمس، وتقديم الوجبات لهم، لافتاً إلى أن البعض الآخر من المواطنين قاموا بجلب الأطعمة والمشروبات إليهم في أماكن اعتصامهم على الأرصفة. وبدأت حالة من الانهيار النفسي والجسدي تطال المعتصمين الذين بلغوا الثلاثين من العمر ولما يعينوا بسبب تجميد قضية توظيفهم في سلك التربية والتعليم منذ عام 2007 م، على الرغم من وجود أمر سام بتعيينهم مطلع عام 1430ه إلا أن وزارة التربية والتعليم كجهة مسؤولة عن توظيفهم لم تعرهم أي اهتمام، وفقاً لوصفهم. وبات خريجو كليات المعلمين من دفعتي عامي 1427 و 1428 ه مثاراً للشفقة، في ظاهرة وصفها مراقبون بالخطرة جداً من جميع النواحي على مستقبل شباب الوطن. ولفت المراقبون إلى أنهم جاءوا من كل منطقة وقرية ومحافظة بالمملكة ليعتصموا منذ صباح الأحد الماضي وحتى اليوم أمام مبنى وزارة التربية تحت لهيب الشمس الحارقة التي لا تحتمل، مطالبين بتعيينهم أسوة بزملائهم ، ومتسائلين لماذا نعرض على "القياس" ما دام أننا مؤهلون ولا يوجد لنا مجال سوى التعليم! وما دام أن الوزارة قبلت من لم يجتز "القياس" من الدفعات الجديدة وقامت بتعيينه بحجة الاحتياج! وفي المقابل يتساءل من يتابع الوضع من أماكن اعتصامهم أمام مبنى الوزارة في العاصمة الرياض لماذا يعامل أولئك الخريجون بهذا الأسلوب؟! وكان عدد من المعتصمين سقط جراء ضربات الشمس التي لحقت بهم وهم يطالبون بتنفيذ الأمر السامي الكريم الذي صدر مطلع عام 1430 ه القاضي بتعيينهم وإلحاقهم بركب الوظائف أسوة بزملائهم، مؤكدين أن وزارة التربية تعد مرجعهم في التوظيف والمسؤولة عنهم في ذلك، معللين ذلك بأنه لا مجال لهم سوى الانخراط في سلك التدريس الذي ابتعدوا عنه متجهين لبطالة بلغت عامها الرابع على التوالي.