شهد يوم الخامس والعشرين من شهر رمضان العديد من الأحداث التاريخية المهمة، من أهمها انتصار المسلمين في عين جالوت على المغول، كما شهد مولد "الرازي"، ووفاة "النيسابوري"، إضافة إلي الإفراج عن الإمام أحمد بن حنبل، ومقتل الخليفة العباسي الراشد. وفي مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من رمضان، هُدم صنم العزى سنة ثمان للهجرة، عام الفتح، وعنه قال ابن إسحاق: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى وكانت بيتاً بنخلة تعظمه قريش وكنانة، فلما سمع حاجبها، السلمي، بمسير خالد بن الوليد إليها علق سيفه عليها ثم اشتد في الجبل فلما انتهى إليها خالد هدمها ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو مسلم الخرساني يجهر بدعوته العباسية ظهرت في اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 128ه، دعوة بني العباس علانية في خراسان على يد أبي مسلم الخراساني، وتوجه أبو مسلم إلى قرية سفيندنج فبث دعاته إلى الناس وأظهر أمره، فأتاه في ليلة واحدة أهل ستين قرية.
وأفرج في اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 221 عن الإمام أحمد بن حنبل من سجنه الذي سجنه فيه المعتصم.
انتصار المسلمين على المغول في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658ه حدثت وقعة شهيرة ذات أثر كبير في تاريخ المسلمين. وقعة عين جالوت التي أوقفت زحف التتار على بلاد المسلمين. وعين جالوت هذه اسم لعين ماء شهيرة في فلسطين، التقى فيها جيش المسلمين أيام السلطان الظاهر بيبرس الجاشنكيزي وقائد الملك المظفر قطز وجيش التتار بقيادة كتبغانوين. قال ابن كثير (البداية 13/ 221): هجم المسلمون هجمة صادقة على التتار فهزموهم هزيمة لا تجبر أبداً وقتل أمير التتار كتبغانوين في المعركة وأسر ابنه، فأحضر بين يدي المظفر قطز فقال له: أهرب أبوك؟ قال إنه لا يهرب. فطلبوه فوجدوه بين القتلى. فلما رآه ابنه صرخ وبكى. فلما تحققه المظفر قطز سجد لله تعالى ثم قال: كان هذا سعادة التتار وبقتله ذهب سعدهم. وكان قتله يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، وكان الذي قتله الأمير آقوش الشمس. رحمه الله. وكان كتبغانوين هذا هو الذي قاد جيوش التتار لهولاكو فاحتل ودمر ودوخ البلاد من أقصى بلاد العجم إلى بلاد الشام حتى قتل في عين جالوت، لا رحمه الله.
ومن حوادث اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 491ه أن الأفضل بن بدر الجمالي قاد جيشاً إلى مدينة القدس فحاصروها ونصبوا عليها المنجنيق (معجم البلدان 5/ 171) ما دفع بها إلى الاستسلام له بالأمان وخرج منها أميراها المكسوران سكمان بن ارتق وأخوه ايلغازي التركمانيين نحو العراق.
وقال ابن فلكان (وفيات الأعيان 2/ 451): إن الأفضل تسلم القدس في يوم الجمعة لخمس بقين من رمضان، وولى فيه من قبله من لم يكن له طاقة بالفرنج الصليبيين الذي جاءوا طامعين بالقدس فأخذوا منه القدس في شعبان بعد سنة. ولو ترك القدس في يد الأرتقية (ابني أرتق سكمان وايلغازي) لكان أصلح للمسلمين، فندم الأفضل عندما ذهبت القدس حين لم ينفعه الندم.
مقتل الخليفة العباسي الراشد قُتل في اليوم الخامس والعشرين من رمضان سنة 532ه الخليفة العباسي الراشد بالله. قال ابن العماد في شذرات الذهب (2/ 94) حصل خلف بين السلطان مسعود والخليفة الراشد بالله فخرج الخليفة إلى الموصل فخالفه السلطان مسعود ودخل بغداد واحتوى على دار الخلافة واستدعى الفقهاء، وأخرج خط والد الخليفة المسترشد الذي كتبه له بنفسه أنه من خرج من بغداد لقتال السلطان فقد خلع نفسه من الخلافة، فأفتى مَن أفتى من الفقهاء بخلعه بحكم الحاكم وفتيا الفقهاء.
وفاة النيسابوري توفي في الخامس والعشرين من رمضان أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الميداني النيسابوري الأديب سنة 518ه، كان فاضلاً عارفاً باللغة أتقن منها خاصة أمثال العرب، له كتاب الأمثال مشهور معروف. سمع الحديث ورواه.
مولد فخر الدين الرازي ولد في الخامس والعشرين من رمضان سنة 544ه الإمام الفقيه المفسر فخر الدين الرازي أبو عبدالله محمد بن عمر بن الحسين التميمي البكري الطبرستاني الأصل، الرازي المولد.