أثارت طبيبة الأمراض العقلية وفاء سلطان التي التحقت قبل سنوات بركب المهيجين ضد المسلمين ، عاصفة جدل جديدة في أوروبا ، وذلك بعد إعلانها أن ما يدعيه زعيم التيار اليميني في هولندا خيرت فيلدرز بحق الإسلام ونبيه الكريم " يمثل الحقيقة" . ورد أحد المسلمين المقيمين في هولندا على قول سلطان ،بأنها مستعدة للإدلاء بشهادتها أمام المحكمة التي تنظر قضية فيلدرز المتهم بنشر الكراهية قائلا : " تريدين أن تعلميننا الأدب وكيف نتحدث بأدب بينما أنت لا تتأدبين مع أمة يتجاوز عددها المليار من البشر وتستهزئين بعقولهم وعقيدتهم". و قالت سلطان ، خلال حوار مع التليفزيون الهولندي " ايفرو" ، قبل يومين: "إنني مستعدة لوضع كل خبرتي ومعرفتي حول الإسلام وتاريخه أمام هيئة القضاة التي تحاكم فيلدرز، وأنه من العيب والعار أن يمثل فيلدرز أمام القضاء لمجرد أن يقول الحقيقة التي قد تؤلم بعضا من الناس، وانه من المهم أن يقف المرء للدفاع عن هذا الشخص والوقوف في وجه الفقه الإسلامي العنيف، لأن خيرت فيلدرز يحاول الدفاع عن بلده وعن قيم الحرية في ثقافته وطريقة عيشه في الحياة". وأضافت أنها تقدر كثيرا كل شخص من أمثال فيلدرز ممن يفكرون مثله"، معتبرة أن العالم يحتاج لكثيرين من أمثال هذا الزعيم لمواجهة ما سمته التطرف الإسلامي . وتنحدر وفاء سلطان من أصل سوري ولدت لعائلة مسلمة، لكنها هاجرت إلى لوس أنجلس حيث تعيش وتعمل في مجال طب الأمراض العقلية. ، وقد ذاع صيت سلطان حينما أدلت بتصريحاتها المعادية للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم على قناة " الجزيرة" . وحول وصف فيلدرز للإسلام بأنه " ثقافة متخلفة" قالت سلطان: "نعم أتفق مع هذا الرأي وهو ليس تهجما لأن قول الحقيقة أيا كانت ينتج عنه نوع من الشعور بالتهجم لكن الشيء الأساسي أن يترك الناس يفكرون كما يشاؤون ويدخل الكل في النقاش حول هذا الموضوع وإذا كنت أنا أحترم آراء المسلمين فليحترموا هم أيضا آرائي" . كما أثنت سلطان على فيلدرز بالقول " انه يعرف ما يقول وذلك بناء على معرفته للجزء الأكبر من مقاصد القرآن ومحتواه". و خلال الحلقة ذاتها ، رد الإعلامي والباحث خالد شوكات رئيس مركز أبحاث الديمقراطية في لاهاي قائلا إن "شهادة وفاء سلطان لصالح فيلدرز شهادة مجروحة لأنها تتبنى آراء متطرفة وأكثر يمينية من السيد فيلدرز." وأضاف شوكات :" هذه الآراء لا يمكن قبولها من الناحية الإنسانية لأنه لا يمكن نعت الأديان بالتخلف، لأن المعتقدات لا علاقة لها بالتقدم الظاهري أو المادي، وعلى مستوى القانون الدولي فعدم المساس بالأديان والمعتقدات هو من أسس المجتمع المتحضر." وكانت محاكمة خيرت فيلدرز بدأت في شهر يناير الماضي بعد الشكاوي التي تقدمت بها عديد من المنظمات الإسلامية والشخصيات من هولندا يتهمونه فيها بنشر الكراهية والعنصرية ضد لمسلمين. و في التعليقات التي نشرها موقع الإذاعة الهولندية على الانترنت حول ما جاء بالحلقة حاول البعض التأكيد على وجهة نظر سلطان ، مستخدمين عبارات فضفاضة من نوعية " الإسلام أخلاقيا وفكريا وتشريعيا وحضاريا سقط وما يحصل الان هو محاولات للتدليس واستخدام وسيلة الهجوم خير وسيلة للدفاع لكي يسكتوا الأصوات التي بدأت تتعالى في عقر ديار الإسلام عن أمور كانت في عداد المقدسات التي لا يمكن المساس بها "، في حين استندت معظم الردود الإسلامية على وقائع تاريخية وعقلية ، ومن ذلك ما كتبه المشاهد ( حازم ) الذي قال :" حينما تكون الشمس في كبد السماء وينكرونها فنستيقن ان هؤلاء عمي البصيرة والبصر .. الي من يقول ان الإسلام قد نشر بالسيف -فأين ذاك السيف الان مع انتشار الإسلام بهدوء وانتم مرعوبون منه ؟ (......) والتاريخ المعاصر يشهد ولن نذهب ابعد من الألفية الثانية حينما حاربتم العراق تحت حجج واهية وأفلام اصطنعتموها وهكذا أفغانستان والصومال والبوسنة والهرسك وتريدوا النيل من السودان".