تجددت أمس جراح أهالي بلدة وادي حجر (90 كلم شرق محافظة رابغ) بعد أن فقدوا أربعة شباب في حادث مروري نتج عن تصادم سيارتين وجهاً لوجه على الطريق المؤدي إلى محافظة رابغ، وقد باشرت الجهات الأمنية المتواضعة الحادث. ففور إبلاغ الدفاع المدني، هرعت بصهريج للحادث الذي يبعد 25 كلم، إلا أنها تعطلت قبل الحادث ليسحبها المواطنون بسياراتهم حتى موقع الحادث لتباشر عملها بعد أن احترقت السيارتان وتفحم ركابهما الأربعة داخلهما. وبجهود المواطنين نُقل جثمان اثنين من المتوفين بعد التعرف عليهما إلى ذويهما، فيما تم نقل الآخرين إلى رابغ للتعرف عليهما، لاحتراق سيارتهما بالكامل واختفاء جميع معالمها ليتبين أنهم أبناء عمومة جميعاً.
معاناة وادي حجر بدأت منذ اكثر من خمسة عشر عاما، وسط مطالبات الأهالي وصمت المسؤولين، ففي عام 1418ه قام الأهالي بتعبيد طريق وادي حجر–الطريق السريع بمسافة 30كلم على حسابهم الخاص، وفي عام 1428ه، استلمت وزارة النقل الطريق لتبدأ بإزالته بقصد التوسعة، ومن ذلك التاريخ حتى اليوم لم يتم استكماله وتحول من مُعبد إلى ترابي أخطر من سابقه قبل تعبيد الأهالي له.
ويفتقد طريق وادي الحجر- رابغ أدنى مقومات السلامة والخدمات، ورغم وقوع عشرات الحوادث التي خلفت عشرات الضحايا ومطالبة المواطنين، لم يتم إنشاء مركز للهلال الأحمر السعودي على الطريق أو في البلدة، كما افتقدت البلدة إنشاء مستشفى حكومي بالرغم من اقتطاع الأرض الخاصة به منذ سنوات عديدة، حيث يخاطر أكثر من 15 ألف نسمة من تلك المنطقة بأنفسهم من أجل العلاج في محافظة رابغ.
وأشار عدد من الأهالي في حديثهم ل"سبق" اليوم إلى أن معاناة الأهالي تتلخص في عدم وجود الخدمات الأساسية المذكورة أعلاه في الخبر، وكذلك عدم وجود نقل خاص لطالبات فرع جامعة الملك عبدالعزيز برابغ، حيث يتعرض أكثر من 2500 طالب وطالبة يوميا لخطورة الطريق المتعرج.
وأشار المواطنون إلى أن هناك عدداً من الخدمات الحكومية التي اكتمل مبناها ولم تفعل لأكثر من خمس سنوات، ولم تعرف أسباب عدم تفعيلها حتى الآن، فيما لا تزال محطة الكهرباء التي تم الانتهاء منها قبل نحو أربع سنوات خارج الخدمة، وهناك نقص كبير في الخدمات الأمنية المتوفرة.
وطالب الأهالي عبر "سبق" شخصيا من أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، الوقوف على معاناتهم، والعمل على تسريع التنمية في بلدتهم وتوفير الخدمات الأساسية للأهالي، الذين يأملون من الأمير العمل على استقبال وفد أهالي وادي حجر والاستماع لمعاناتهم ومتابعتها شخصيا، وذلك لما عرف عنه من الحرص التام على خدمة المواطن في منطقة مكةالمكرمة.