تحدثت وسائل إعلامية يمنية عدة عن سقوط مدينة عمران اليمنية بيد الحوثيين، وتضاربت الأنباء حول هذا السقوط، فبعض المصادر الإعلامية تحدثت عن سقوط بعض الأحياء في منطقة عمران وسط عمليات سلب ونهب ونزوح جماعي كبير. ونقلت عدة وكالات أنباء عالمية عن مسؤول محلي وسكان أن مقاتلين شيعة استولوا على مدينة رئيسية في شمال اليمن، الثلاثاء، بعد معارك على مدى أيام أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص، وجعلت المتشددين الحوثيين على بعد 50 كيلومتراً من صنعاء.
وبدأ القتال في الأسبوع الماضي بعد انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 23 يونيو، حيث ألقى كل طرف باللوم على الآخر في المسؤولية عن فشله، وشن الجيش اليمني والقوات الجوية هجمات بعد ذلك على الحوثيين.
وقال مسؤولون ومسعفون إن 250 شخصاً على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في القتال للسيطرة على عمران الثلاثاء.
وأجبر القتال أيضاً المستشفى الوحيد بالمدينة، التي يقطنها 96 ألف نسمة، على إغلاق أبوابه.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش أرسل تعزيزاته إلى عمران، الأحد، وحصلت مواجهات على الطريق مع الحوثيين كان أولها ليلة الاثنين في الضروان التي تبعد 15 كلم شمال صنعاء، ومن ثم في عمران.
واستعرت المعارك في مدينة عمران ليلة الثلاثاء، وسيطر الحوثيون الذين يتخذون اسم "أنصار الله" على حي الورك، حيث تعرضوا فجراً لغارة جوية نفذها الطيران اليمني ضد حي سيطروا عليه.
وشن الطيران الحربي الثلاثاء ثلاث غارات استهدف فيها مقر الأمن المركزي وإدارة أمن المرور في محافظة عمران شمال اليمن التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية منذ صباح الثلاثاء.
وقال مصدر أمني في محافظة عمران إن مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية دخلوا إلى مقر الأمن المركزي، وسيطروا عليه بما فيه الملعب الرياضي الذي يحوي المعدات والأسلحة التابعة للأمن، ولم يتمكن قائده العميد محمد محسن الحباري من الهرب أو المواجهة؛ ما أدى إلى أسره من قبل الجماعة.
وأشار المصدر إلى أن الطيران الحربي اليمني سيواصل قصفه على المحافظة حتى تعود إلى سيطرة الدولة، مشيراً إلى أن الطيران الحربي شن ثلاث غارات منذ صباح الثلاثاء.
ونُهب عتاد الأمن المركزي بأكمله من قبل الحوثيين، وهو الأمر الذي أعاده الكثير من المحللين إلى وجود تواطؤ من داخل الأمن المركزي.
وقال شاهد عيان: "على الرغم من القصف الذي شهدناه منذ صباح اليوم إلا أن الحوثيين مازالوا يجوبون المحافظة بسيارات الأمن والمرور وسيارات البلدية، مرددين شعارات النصر أو الشهادة".
وما تزال الاشتباكات مستمرة في محيط اللواء 310، الذي يقوده اللواء حميد القشيبي، والذي تقول جماعة "أنصار الله" الحوثية إنه موال لحزب الإصلاح، وتعتبره من أعداء الجماعة.
وأفاد الهلال الأحمر اليمني في بيان، الثلاثاء، بأن حوالي عشرة آلاف أسرة نزحت من مدينة عمران وضواحيها بسبب احتدام المواجهات بين المتمردين الحوثيين الشيعة من جماعة "أنصار الله" والجيش اليمني.
وذكرت المنظمة، التي وجهت "نداء استغاثة"، أن خمسة آلاف أسرة أخرى تحاول الهرب من عمران، إلا أنها عاجزة عن ذلك.
وشدد الهلال الأحمر في بيانه على الوضع الخطير الذي يعيشه المدنيون الذين باتوا محاصرين في أتون اشتباكات تزداد ضراوة.
وبحسب حصيلة أولية من مستشفى عمران، فقد أسفر القتال عن مقتل 60 شخصاً في غضون أربعة أيام.
وقال مصدر طبي من المستشفى إن جثث 60 شخصاً غالبيتهم من المدنيين نقلوا للمستشفى منذ السبت، مشيراً إلى أن حوالي 180 جريحاً بينهم عدد كبير من المدنيين قد أدخلوا أيضاً المستشفى، وليس هناك أي معلومات عن حصيلة القتلى بين الحوثيين.
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عبر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر، عن بالغ القلق إزاء العنف المستمر في عمران ومناطق أخرى شمال اليمن.
وأعرب عن عميق أسفه للخسائر الكبيرة في الأرواح التي حدثت في الأيام الماضية، داعياً إلى وقف فوري للعنف والأعمال العدائية، مشدداً على ضرورة احترام الجميع لاتفاق وقف إطلاق النار القائم.
وشدد على حاجة كل الأطراف إلى العمل من أجل وقف نهائي للعنف من خلال عملية سياسية، مؤكداً على حاجة كل الأطراف إلى تيسير وصول المنظمات الإنسانية بسلام إلى مناطق المواجهات ودون عوائق من أجل إخلاء الجرحى وضمان إيصال المساعدات إلى جميع السكان المحتاجين لها.