يتواجد حالياً عددٌ من خريجي التربية الخاصة يمثلون جميع مسارات التربية الخاصّة من جميع مناطق المملكة، بمكتب وزير التربية والتعليم "خالد الفيصل" بمحافظة جدة، يطالبون بإظهار الاحتياج الحقيقي لتخصّصات التربية الخاصّة، بعد أن عانوا الأمرّين من الاحتياج المعلن من قِبل وزارتَي الخدمة المدنية والتربية والتعليم، حيث إن الاحتياج الفعلي أعلى مما أُعلن عنه بكثير "على حد قولهم"، مؤملين ومناشدين بأمر ملكي ينهي معاناتهم المزمنة مع عدم التعيين. وقال المتحدث باسم خريجي وخريجات التربية الخاصّة "عبد الله بن محسن القرني"، ل "سبق": "في نهار رمضان ونحن صيام، وتحت لهيب الشمس، من أمام مكتب وزير التربية والتعليم بجدة، نأمل من والد الشعب الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن يحقّق مطلبنا بلفتةٍ أبويةٍ منه يقطع بها ظمأنا ويروي عطشنا، فكلنا أملٌ بالله ثم به - حفظه الله من كل مكروه، ومتعه بالصحة والعافية".
وتحدث "القرني" عن الاحتياج المعلن وما تسبّب لهم من متاعب، قائلاً: "بحسب إحصائية وزارة التربية والتعليم، فإن ذوي الاحتياجات الخاصّة في المملكة يزيدون على 720 ألفاً، كما أن دراسة أجراها مركز الأمير سلمان للأبحاث والإعاقة، بيّنت أن عدد ذوي صعوبات التعلُّم يصل إلى 500 ألف طالب وطالبة في المراحل التعليمية كافة؛ ما يعني وجود ما لا يقل عن مليون وربع المليون من ذوي الاحتياجات الخاصّة بالمملكة، وتكتفي وزارة التربية والتعليم بتقديم خدماتها لأقل من 54 ألفاً فقط، منهم أقل من 24 ألفاً من ذوي صعوبات التعلُّم.
وزاد "القرني": "بعض المسؤولين في وزارة التربية والتعليم لديهم حالة خلط بين الإعاقات المختلفة وبين صعوبات التعلُّم، وأن جميع مسارات التربية الخاصّة، بما فيها صعوبات التعلُّم فيها احتياج قوي ويحتاج إلى سنوات طويلة ليصل إلى الاكتفاء".
وأبان أن المشكلة تبدأ من مديري المدارس بعدم رفعهم الاحتياج الحقيقي ثم تتواصل المشكلة لإدارات التربية والتعليم بالمناطق المختلفة، حيث إنهم لا يرفعون احتياجاً متناسباً مع الاحتياج الفعلي في الميدان، وتتواصل المشكلة إلى أن تصل إلى وزارة التربية والتعليم، حيث إن الجهة المعنية بالاحتياج في وزارة التربية تقلّص الاحتياج المرفوع من إدارات المناطق.
وكشف "القرني" أن هذا الاحتياج الضعيف ينافسهم فيه معلمون على رأس العمل بعد حصولهم على الدبلومات، حيث وعدت الوزارة أكثر من مرة بإيقاف التحويل وحتى الآن لم يصدر قرار رسمي بإيقافه، ونتيجة لهذا الاحتياج الضعيف واستمرار الجامعات في القبول في مسارات التربية الخاصّة، فإن عدد الخريجين والخريجات من جامعات المملكة يصل لما يقارب 4 آلاف خريج وخريجة، وهم عاطلون والاحتياج قائم، ومع الأسف يستمر التكدُّس.