أثارت مجموعة من خريجي صعوبات التعلم من الجامعات السعودية، قضية تجاهل توظيفهم من وزارة التربية والتعليم، موجِّهين عدداً من الاتهامات للوزارة بعدم النظر إلى مطالبهم، التي تتمثل في تعيينهم في المدارس الحكومية، التي تضم عدداً من الفصول الدراسية لطلاب التربية الخاصة. وأطلق الخريجون حملة عبر "هاشتاج"، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعنوان #احتياج_صعوبات_التعلم في مدارس التربية والتعليم كبير جداً، وطالبوا بتعيين استثنائي للخريجين ممن يحملون شهادة البكالوريوس في مسار صعوبات التعلم لتغطية الاحتياج.
وذكر المتحدث باسم خريجي وخريجات التربية الخاصة عبدالله بن محسن القرني، حسب الدراسات أن نسبة انتشار ذوي صعوبات التعلم في أي مجتمع 10% من عدد السكان، مما يعني وجود 500 ألف حالة بين طلاب وطالبات المراحل المختلفة الذين يصل عددهم إلى خمسة ملايين طالب وطالبة.
وقال "القرني": حسب ما ذكرت وزارة التربية والتعليم فإنها تقدم خدماتها لأقل من 24 ألفاً من ذوي صعوبات التعلم فقط من مجموع ذوي صعوبات التعلم في المراحل الابتدائية فقط في جميع أنحاء المملكة، ومع وجود هذه الأعداد الهائلة من الأطفال الذين هم بحاجة للمعلمين والمعلمات، إلا أن الوزارة تكتفي ب 2067 معلمَ ومعلمة صعوبات تعلم يعملون ضمن نطاق 1864 برنامج صعوبات فقط، وفي نفس الوقت نجد قرابة 1000 خريج ونفس العدد أو يزيد من الخريجات يعانون شبح البطالة، وهم في بيوتهم أرهقتهم المطالبات بالتعيين، وملوا الانتظار بعد رفض المدارس الأهلية توظيفهم والاستفادة من مؤهلاتهم، علماً بأن مجالهم محصور في مدارس التعليم فقط.
فيما تقول إحصائية المركز الوطني لصعوبات التعلم بمركز الأمير سلمان للأبحاث والإعاقة للعام 2010م إن أقل من 5% من المدارس تقدم برامج صعوبات في المملكة، وأن وزارة التربية والتعليم في حاجة إلى أكثر من 20 ألف معلم؛ حتى يغطَى الاحتياج في برامج صعوبات التعلم في المملكة، ومع ذلك كان احتياج العام الماضي ب 24 وظيفة للرجال فقط لمعلمي الصعوبات و13 وظيفة لمعلمات الصعوبات بمثابة الكارثة، وبعد عام كامل من المطالبات والوعود وإظهار الأرقام والخطابات للوزارة، فإن الصدمة هي احتياج هذا العام، حيث اكتفت وزارة التربية ب 136 وظيفة للرجال، مع تأجيل وظائف المعلمات حتى شهر رمضان القادم.
ويُطالب الخريجون وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، كما وعدهم، بإنهاء هذه المعاناة مع البطالة للخريجين والخريجات، وقالوا: "هو قادر بإذن الله حيث ظهرت بوادر تبشر بنقلة نوعية في تاريخ وزارة التربية والتعليم، خلال الفترة القصيرة منذ تسلمه دفة الوزارة، ولا شك أن التربية الخاصة تحظى باهتمام منه، وخصوصاً أن تخصصهم يميل للجانب الإنساني كثيراً".