راهَنَ المفكر والكاتب السياسي تركي الحمد، على سقوط تنظيم "داعش"؛ لعدم قدرته على إدارة دولة؛ متهماً الفكر والخطاب الصحوي الذي بدأ منذ بداية السبعينيات بإنتاج "داعش"؛ مؤكداً أنها -كتنظيم وزعامات- جزء من لعبة سياسية ومخابراتية ودولية كبرى، واستدرك بالقول: "لكن ما أشفق عليه هو الشباب المندفعون إلى "داعش" الذين يعتقدون أن أيام الجهاد والخلافة تُصنع في العراق وسوريا، ويذهبون وكلهم حماس لهذا الشيء؛ مراهناً على سقوط تنظيم "داعش"؛ لأن فكرهم لا يتناسب مع العصر وحقوق الإنسان وكرامته، وليس لديهم القدرة على إدارة الدولة؛ لأن مرحلتهم تنتهي بقيام الدولة؛ مؤكداً أن رأس الأفعى في طهران. وأوضح "الحمد"، خلال حديثه أمس في برنامج "يا هلا برمضان" على قناة "روتانا خليجية"، أن الأولوية الآن في مصر هي للأمن والتنمية، وبتحقق هذين الركنين يمكن أن تستعيد مصر عافيتها؛ مؤكداً أن رأس الأفعى في طهران، وأن كل مشاكل المنطقة الحالية نبعت من إيران للآخرين، وأن السعودية لن تتهاون.
الإخوان ومصر وأشار "الحمد" إلى أن "داعش" قادرة على الهدم؛ لكنها غير قادرة على البناء؛ مستشهداً بتجربة الإخوان المسلمين في مصر؛ فخلال سنة واحدة كادت أن تنهار الدولة المصرية؛ لافتاً إلى وصولهم إلى أن الحكم كان عن طريق التأييد الأمريكي باعتبارهم الأكثر اعتدالاً من الإسلاميين، وشدد على أنه لولا تدخل المؤسسة العسكرية لانهارت الدولة المصرية؛ مضيفا أن أحكام الإعدام ضد الإخوان في مصر لن تُنَفّذ، وأن صدور هذه الأحكام القاسية والمبالغ فيها ليس بقصد العقاب؛ وإنما بقصد إرسال رسالة؛ فهي رسالة سياسية قبل أن تكون حكماً قضائياً.
الكبار ومديونية الكهرباء وتساءل "الحمد": "مَن هي الجهات التي ستتولى دفع مديونيات فواتير الكهرباء عن كبار الشخصيات؟ ولماذا هذه المديونيات؟ ولماذا المواطن البسيط يتحمل تكاليف المعيشة بكل تكاليفها، وهناك فئات قادرة على أن تدفع تكاليف المعيشة ولكنها لا تدفع؟"؛ وذلك تعليقاً على خبر مفاده أن الشركة السعودية للكهرباء قد حصلت من الجهات المعنية على موافقة لتسديد مديونيات كبار الشخصيات بمبلغ 2700 مليون ريال.
وعن سبب نقده للأمير عبدالعزيز بن فهد -عضو مجلس الوزراء سابقاً- أوضح أنه سموه هو مَن وضع نفسه مكان النقد؛ وذلك بعد طروحاته عبر حسابه الشخصي ب"تويتر"، وقال "الحمد": "أنا الآن لا أدخل "تويتر" تقريباً"، وانتقد "الحمد" الأديب "الغذامي"، وقال: "إن الناقد الدكتور عبدالله الغذامي في دراساته النقدية مَدَح ورفع أشخاصاً لا يستحقون؛ فكان في نوع من المزاجية والانتقائية".
كنت ماركسياً وعرّف "الحمد" نفسه بأنه إنسان ومواطن يحب الخير لبلده وللإنسان في إطار الحرية والكرامة والعدالة للجميع والمساواة والقانون؛ باعتبارها مقومات البنية التحية للمجتمع الصالح؛ مشيراً إلى أنه يحاول الابتعاد عن الأدلجة والأيدلوجية بكل الوسائل.
واعترف "الحمد" بأنه كان ماركسياً عندما سافر إلى أمريكا، وقال: "عندما ذهبت في العشرينيات من عمري كنت وقتها شاباً متحمساً؛ لكني الآن لا أفعل ذلك، أقرأ كل الأفكار، وأتبنى الفكرة الجيدة بغض النظر عن مصدرها، وإذا كانت هذه هي الليبرالية؛ فأنا ليبرالي باعتبار أن الليبرالية هي فلسفة متكاملة تقوم على حرية الإنسان ومسؤوليته، وليست مرادفة للانحطاط الخلقي".
نعم لقيادة المرأة وأيد الكاتب "الحمد" قيادة المرأة للسيارة بنسبة 100٪؛ موكداً أنه ليس ملحداً، وليس مضطراً لإثبات إيمانه وإسلامه لأحد، وقال "الحمد": "لست ملحداً والحمد لله، والسؤال هو: ماذا سيستفيد أحد إذا أثبتَ أنني ملحد؟"، وزاد متسائلاً: "لماذا حددنا أن الطريق المستقيم هو طريق واحد يحدده هذا الشخص أو هذا التيار؟! الدين أوسع من ذلك"؛ مشيراً إلى أنه لو عاد به الزمان لبَحَثَ عن أسلوب أكثر دبلوماسية لتوصيل أفكاره؛ لأن بعضها كان فيه حدة، وقال: "أنا والمجتمع تَغَيّرنا؛ فالمجتمع فعلاً بدأ في التغير الفكري".
قرارات الملك وأرجع سبب عزوفه عن المشاركة في الأندية الأدبية بقوله: "لم أشارك في الأندية الأدبية؛ أي جهة أدبية حكومية لا يمكن أن تنجح؛ فالأداء الحكومي والأداء الفكري متناقضان!".
وقال الكاتب "الحمد": "تعلمت من تجربة السجن أن أكون أكثر هدوءاً وعقلانية؛ لكن أفكاري حول الحرية لم تتغير؛ مشيراً إلى أنه سُجِنَ وعمره 18 سنة في عهد الملك فيصل لمدة عام وبضعة أشهر".
وأكد أنه مازالت لديه القناعة أن هناك من ينسف جهود الملك عبدالله في الحوار والتعايش مع الآخرين؛ "فعندما أنظر إلى تصريحات خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق بالتسامح ونشر قِيَمه بين المجتمع والحوار بين الأديان؛ فهناك ممارسات لفئات معينة تناقض هذا تماماً فتنشر العنصرية والفكر الظلامي والعداء مع الآخرين محلياً وخارجياً".