بعد ساعات معدودة من قصف سلاح الجو الإسرائيلي للوحدات العسكرية للنظام السوري؛ قام الطيران السوري بالردّ الفوري؛ ولكنه فَقَد بوصلته متجاوزاً حدود العراق، واستهدف المدنيين العراقيين؛ موقعاً أكثر من 170 بين قتيل وجريح، في جريمة لا تقل بشاعة عما يفعله هذا النظام بشعبه وسط دعم إيراني وتواطؤ أمريكي فاضح، وصمت عربي ودولي مخجل. ووفقاً لتقرير ل"سي إن إن" الأمريكية؛ فإن طيران النظام السوري قام بعدة غارات جوية استهدف فيها المدن العراقية الحدودية؛ مخلفاً أكثر من 70 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً في حصيلة أولية بحسب مصادر متعددة، وبحسب رئيس مجلس محافظة الأنبار الذي قال: "إن القصف السوري البربري استهدف محطات الوقود والأسواق التجارية في "الرطبة، وآل الوليد، والقائم"؛ مضيفاً أنه على يقين بأن الطائرات من سوريا وتحمل العلم السوري، وقَدِمت من اتجاه سوريا، وعادت من نفس الاتجاه".
وأضاف التقرير أن هذا القصف والتوغل السوري يُظهر عدم وضوح الحدود بين البلدين، ويوضّح كيف أن الحرب الأهلية في سوريا والاضطرابات العراقية مترابطة جداً، وتهدد النظام في سوريا والحكومة في العراق.
الطائرات الإيرانية وكشف التقرير؛ بحسب مسؤول أمريكي كبير ل"سي إن إن"، أن طائرات إيرانية بدون طيار تُحَلّق حالياً في الأجواء العراقية، ولا نعلم هل قامت بقصف المسلحين أم لا؛ مؤكداً أن إيران حالياً منخرطة في الصراع مع نوري المالكي؛ حيث تُزَوّد جيش المالكي بالسلاح والمعدات والمعلومات الاستخبارية عن المسلحين في العراق.
وفي نفس السياق، قام مراسل "سي إن إن" في بغداد بجولة مصوّرة خارج بغداد، ثم عاد قائلاً بذهول: "لا توجد أية تعزيزات عسكرية تحمي بغداد، ولا توجد دبابات عسكرية أو آليات ضخمة أو جنود حول العاصمة العراقيةبغداد"؛ مضيفاً "هل العاصمة على استعداد لمجابهة المسلحين وداعش؟"، قائلاً: "في العادة وفي هذه الأجواء العسكرية، فالشوراع المؤدية للعاصمة قد تكون سوقاً مزدهرة بالمعدات العسكرية والجنود؛ لكن تبدو الآن وكأنها شوراع مقفرة وقاحلة، والمسلحون لن يجدوا صعوبة في الدخول إلى بغداد"؛ متحدثاً عن هذا الانهيار الغريب قائلاً: "الطريق من بغداد إلى أبو غريب لا توجد فيه أية تعزيزات مسلحة".
"المالكي" يصر على طائفيته ووصف التقرير تصريحات نوري المالكي بأنها تزيد الصدع السني- الشيعي؛ خصوصاً مع تصريحاته الأخيرة حول الأزمة الراهنة في بلاده؛ حيث قال: "إن بلاده تعرضت لمؤامرة إرهابية خارجية من بعض دول الجوار؛ رافضاً التنحي أو حتى تشكيل حكومة ائتلاف وطني؛ داعياً المواطنين إلى الالتزام بدعوة "السيستاني" إلى التطوع لمساندة الجيش والشرطة في مواجهة المسلحين".
وقال مقتدى الصدر في كلمة متلفزة: "إنه سيزلزل الأرض تحت أقدام المتطرفين"؛ لكنه دعا إلى تشكيل حكومة وطنية، ورفع الظلم عن أهل السنة المعتدلين؛ على حد وصفه؛ قائلاً: "إن الحرب ستكون مدمرة ولن ينتصر فيها أحد؛ داعياً إلى وقف التدخلات الخارجية في العراق".
دعوة "العيساوي" وفي تصريحات لافتة لأحد أقوى الشخصيات السنية التي تحظى باحترام كبير لدى الأوساط السنية، دعا رافع العيساوي -وزيرالمالية السابق- نوري المالكي للاستقالة والتنحي شرطاً أولياً لتهدئة الغضب السني؛ قائلاً في لقاء صحفي مع "الفينشال تايمز": "نحن سنطرد المسلحين إذا رأينا حقوقنا تتحقق"؛ محملاً نوري المالكي مسؤولية انهيار الجيش العراقي قائلاً: "المالكي هو الذي فتح الطريق أمام المسلحين في المحافظات السنية؛ لأنه لم يستجب للمطالب الشعبية؛ مثل الإفراج عن آلاف السنة المعتقلين من دون تهم أو محاكمة وإنهاء التمييز ضد السنة بحرمانهم من الانخراط في صفوف القوات المسلحة أو في تنفيذ قانون اجتثاث البعث انتقائياً ضدهم".
وقال "العيساوي": "نحتاج تلبية مطالب المحافظات السنية، وبعدها سنكون قادرين على هزيمة المسلحين"؛ مضيفاً أن ذلك سيكون صعباً؛ لكنه ممكن.
وعلى الأرض توسعت رقعة المعارك في العراق؛ فقد قُتِل شخصان وأصيب آخرون بجروح جراء سقوط قذائف هاون على منطقة المحمودية جنوببغداد، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين في مدينة يثرب، التي تبعُد 90 كيلومتراً شمالي العاصمة، وتَسَبَّبَ تمدد المعارك في مناطق قريبة من العاصمة في إعلان مصادر عسكرية عراقية بأن الجيش العراقي أطلق عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة صلاح الدين لتأمين الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة سامراء.
من جهة أخرى سيطر مسلحون على منطقة عشائر البوهايس شمال الرمادي، ومعسكر أشرف، الذي تتخذه قيادة عمليات دجلة في الجيش مقراً لها بمحافظة ديالي؛ وذلك بعد انسحاب قادة العمليات، بحسب مصادر أمنية.
10 آلاف مقاتل وفي تصريحات لمسؤول استخباراتي أمريكي ل"واشنطن بوست" قال: "إن تنظيم داعش يكسب الأراضي بقوة وبسرعة كبيرة؛ حيث لديهم المال والعتاد العسكري والرجال، وعدد أفراد التنظيم يتجاوز العشرة آلاف مقاتل نصفهم من الأجانب؛ قائلاً هناك من 4 إلى 5 آلاف مقاتل أجنبي ينضمون تحت لواء التنظيم المتشدد؛ مستفيداً في تقدمه من تعاطف العشائر السنية مع هذا التنظيم".
وأضاف أن هذا التنظيم هو الأقوى والأكثر تنظيماً منذ سنوات، وقد أعيد بناؤه بقوة، وهو الآن يشبه القاعدة في ذروتها إبان غزو العراق.
وعلى صعيد الخسائر العسكرية في العراق، ذكر موقع الدراسات الاستراتيجية العسكرية "جانيز" في تقرير عسكري -بالتعاون مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية- أن القوات العسكرية العراقية تكبّدت خسائر عسكرية كبيرة منذ تفجر الاحتجاجات في محافظة الأنبار في يناير؛ حيث ذكر الموقع أنه تم إثبات إسقاط 6 طائرات عسكرية عراقية، وإصابة أكثر من ستين طائرة عسكرية عراقية مند تفجر الاحتجاجات العراقية في يناير ونهاية مايو، مضيفاً أن هذا العدد يمثل نسبة كبيرة من أصول الطيران العراقي.
وتحدّث التقرير عن استخدام قذائف صاروخية مضادة للطائرات الحربية بحميع أشكالها، مضيفاً أن دبابات "أبرامز" الأمريكية تعرّضت لخسائرة كبيرة، وبحسب مسؤول أمريكي؛ فإن الجيش العراقي لديه صعوبة في الحفاظ على هذه الدبابات أو إرجاعها للخدمة بعد إصابتها؛ مضيفاً أن أنواعاً عدة من مضادات الدبابات قد استُخدمت في الأنبار وحُطّم على الأقل الدرع الواقي لخمس دبابات من هذا النوع، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 28 دبابة من النوع نفسه.