أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس الجمعة مقتل أكثر من أربعين «إرهابياً» من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في عمليات نفذتها القوات العراقية خلال الساعات الماضية في محافظة الأنبار (غرب)؛ حيث تستعيد سيطرتها تدريجياً. وتقاتل قوات عراقية من الجيش والشرطة والطوارئ بمساندة الصحوات وأبناء العشائر منذ نهاية ديسمبر الماضي؛ لاستعادة السيطرة على مناطق في محافظة الأنبار التي تتقاسم مع سوريا حدوداً مشتركة تمتد نحو 300 كيلومتر. ونقل بيان رسمي لوزارة الدفاع العراقية عن المتحدث باسم الوزارة، اللواء محمد العسكري، أن «وحدات عسكرية تمكنت بمساندة طيران الجيش من تدمير مواقع وأوكار لتنظيمات داعش الإرهابية في منطقة عامرية الفلوجة وتقاطع السلام». وأكد البيان «مقتل أربعين إرهابياً وحرق 15 عجلة محملة بالأعتدة والأسلحة وتدمير أربعة مقرات للقيادة والسيطرة» تابعة للتنظيم. وتقع عامرية الفلوجة إلى الجنوب الغربي من الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) بينما يقع تقاطع السلام جنوبالمدينة. وما زالت الفلوجة خارج سيطرة القوات الأمنية، ويفرض مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرتهم على وسط المدينة، فيما ينتشر آخرون من أبناء العشائر حول المدينة، وتتحشد قوات من الجيش على أطرافها، وفقا لمصادر محلية وأمنية. في سياقٍ متصل، اتهم خطيب جمعة مدينة الرمادي رئيس الوزراء، نوري المالكي، بانتهاج سياسة «الأرض المحروقة» ضد أهل الأنبار، ودعا الأممالمتحدة والدول العربية إلى «محاسبته على قصفه الأطفال والنساء بالمدافع والطائرات». وقال الشيخ محمود عبدالكريم، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في جامع الرحمن في الرمادي، إن «المالكي ينتهج سياسة الأرض المحروقة ضد أهل الأنبار في الرمادي والفلوجة، ويتخذ من سياسة الرئيس السوري بشار الأسد أسلوباً لقمع صوت المُطالِب بحقه والرافض للظلم». واتهم عبدالكريم طرفاً ثالثاً لم يسمِّه بمحاولة إشعال الفتنة في الأنبار، وأضاف أن «القصف العشوائي تسبب في مقتل وجرح المئات من المدنيين بحجة ضرب الجماعات المسلحة». كما اتهم مسؤولين في الدولة والحكومة -لم يسمهم- بافتعال الأزمات، قائلاً إن «بعض المسؤولين يعملون على خلق الأزمات من أجل بقائهم في السلطة».