في عرض هو الأكثر نقاشاً على مستوى الندوات التطبيقية، قدمت فرقة "مُحترف كيّف" عرضاً مسرحياً بعنوان " تصريح دفن " من تأليف إبراهيم الحارثي، و سينوغرافيا وإخراج ياسر مدخلي، وتمثيل " البراء علي، سالم شحبل، رائد الموركي، صفوت صابر، و من الصوتيات "أنس السلمي". استمر العرض قرابة الأربعين دقيقة، قدم فيه الممثلون أداءً عالِ المستوى، استحوذ على إعجاب ودهشة الحضور، وحضر النص المسرحي بشكل مواز للإخراج، الذي كان يسير بنسق منظم مع الكلمة التي تمتلئ بالشاعرية، وقادت لغة النص الفلسفية المخرج ليضع أدوات سينوغرافية تم التعامل معها من قبل الممثلين بشكل أبهر المتلقين.
العرض يحكي عن طريقة استخراج تصريح لدفن أحد الجثث التي رمز لها الكاتب و فسرها المخرج على أنها " المسرح "، وسط العديد من الإجراءات البيروقراطية، ترجمت لغة النص الحدث بشكل عبثي، و أعاد فيها الكاتب طريقة " ألفريد جاري " في كتابة النص، واستغل المخرج مساحة النص الواسعة، و تمدد بشكل مثير و رافق عبثية النص، و أخرج العمل بانسجام في كل عناصره الفنيّة.
وبعد انتهاء العرض أقيمت قراءة تطبيقية استمرت قرابة الساعة الكاملة، أدارها الفنان وائل الحربي، و قدمها فهد ردة الحارثي.
وجاء في مجمل حديث الحارثي، أن النص في العرض عبثي في تكوينه ودلالاته، واستفاد المؤلف من تقنية العبثية واللامعقول في نسج حوارات هذا النص، وأن المخرج أدخلنا في اللعبة المسرحية منذ الوهلة الأولى للعرض.
وأشاد فهد ردة الحارثي، بالأداء التمثيلي لفرق عمل "تصريح دفن" و أثنى عليهم كثيراً في قراءته.
أما مداخلة "السحيمي" فجاءت مختلفة حيث قال:"النص المسرحي جميل جدًا و لا يسعنا إلا أن نقف بصمت أمام هذا الجمال فالصمت في حرم الجمال جمال، و المخرج كان أنيقًا و غمس ذاته في اللعبة الإخراجية بشكل كامل".
فيما اتجه الناقد نايف البقمي، في مداخلته نحو فريق العمل و قدم إشادته الكبيرة لطاقم العمل متمنياً أن يشاهد عرضاً قادماً ناضجًا ومكتملاً .
وبدوره قال الشاعر و الكاتب أحمد الهلالي: "العرض يواكب لغة النص و العبثية لها مدلولاتها الرمزية التي سعى المخرج لتوظيفها بشكل جيد "، أما الشاعر راشد القثامي، فقال:" كان العرض مدهشاً و لكن يعاب عليه انخفاض مستوى الحوار و ذلك بسبب بطء الحركة".
وأشار المخرج مساعد الزهراني، إلى أنه كان مع هذا العمل منذ ولادته الأولى، يتابع كل مراحل تخلقه في رحم عقل الكاتب، موضحاً أن ما ينقص المسرح إدارة واعية مُلمة بالحراك الفني- على حد قوله.
أما الشاعر علي السعلي، فقد اختتم المداخلات بقصيدة شعرية قدم فيها شكره لجهود اللجان العاملة، و أثنى على النص و الإخراج، و أشار إلى أن العمل كان في مجمله مختلقاً و رائعاً .
الجدير بالذكر أنه سيقام مساء اليوم الاثنين، حفل ختام هذه التظاهرة في تمام الساعة التاسعة و النصف مساء بقاعة "فهد رده للفنون" بفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون، على شرف المدير العام لمهرجان التراث و الثقافة " الجنادرية " سعود الرومي، و التي استمرت لمدة ثمانية أيام، و اشتملت على العديد من العروض المسرحية المختلفة.